في بلادنا تتوفر للمواطنين الكثير من الطرق والوسائل لتوصيل آرائهم ووجهات نظرهم في مختلف المواضيع إلى المسؤولين وصولاً إلى الحكم. من ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي هي دونما شك سبيل يقصدونه في كل حين للتعبير عن آرائهم وإبداء وجهات نظرهم في مختلف الأمور وصولاً إلى تقديم النصح، ومنها الصحافة المحلية التي يحرص المسؤولون جميعاً على متابعتها بغية معرفة مشكلات المواطنين وآرائهم، وكذلك الإذاعة التي يتفق الجميع على حرصها دائماً على إفساح المجال للمواطنين لتوصيل آرائهم على الهواء مباشرة بل وتبني ما يستحق تبنيه منها والدفاع عنه ومتابعته مع المسؤولين، ومنها بالطبع الأبواب المفتوحة باستمرار للمقابلات الشخصية.

لكن الحكم في هذه البلاد لا يكتفي بكل هذا وإنما يعمد للوصول إلى المواطنين ليسمع بنفسه مباشرة ما يريدون قوله، وليس أفضل من ليالي شهر رمضان المبارك ليقوم بذلك، وهو ما تبين للجميع من خلال زيارات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله إلى العديد من مجالس البحرين الرمضانية، فسموه لم يزرها للتهنئة بالشهر الكريم فقط أو ليمرر ما يريد تمريره كقيادي وسياسي وإنما للاستماع إلى الحاضرين وتلمّس احتياجات المواطنين ووجهات نظرهم وصولاً إلى مقترحاتهم لحل مختلف المشكلات والملفات.

هذا يعني أن المواطنين ضمنوا توصيل ما يريدون توصيله إلى الحكم، ويعني أن صاحب السمو سيولي ما وصله من آراء ووجهات نظر ومقترحات ومعلومات ما تستحقه من اهتمام، ويعني أيضاً أن المواطنين سيشهدون خلال الفترة المقبلة العديد من القرارات المهمة التي سيتخذها الحكم والتي من شأنها أن تحل بعض تلك المشكلات وقد تغلق بعض تلك الملفات وتؤكد أيضاً اقتناع الحكم بمجموعة من تلك المقترحات، وهو ما سيعود بالنفع على المواطنين جميعاً.

تحسس مشكلات المواطنين وحلها غاية مهندس البحرين الجديدة وهو أحد السبل لحماية حقوق الإنسان في هذه البلاد وتعزيزها.