غداً الأربعاء الثالث من مايو يحتفل العالم وفي مقدمته الأمم المتحدة باليوم العالمي لحرية الصحافة. ولأن بلادنا لا تتأخر عن الاحتفال بهذه المناسبة وتفخر بها لذا فإن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» لا يتأخرون في السعي لنشر فكرة أن الصحافة هنا لا تحظى بالحرية ومقيدة وعلى مقاس الحكومة التي من خلال وزارتي الإعلام والداخلية تقوم بمنع نشر أي مادة صحفية لا تخدمها أو تنتقدها وتسمح فقط بنشر ما يرضيها، بل أنهم يروجون في كل حين لفكرة أن المعنيين بالصحف المحلية من رؤساء تحرير وصحفيين يساعدون الحكومة في توجهها هذا ويقيدون حرياتهم من خلال تسليط الرقيب الداخلي على أنفسهم وينكرون أنهم مضيق على حرياتهم.

ولكن لأن هذا غير صحيح وتتوفر على عدم واقعيته الكثير من الشواهد لذا فإن العالم لم يعد يتفاعل مع ما يتم الترويج له في كل عام في مثل هذه المناسبة ولم يعد يصدقه، باستثناء أولئك الذين يرون أن الحرية الصحفية تعني الإساءة للوطن ومؤسساته والناس أجمعين وأن من حق الصحفيين والقراء أن يقولوا ما يشتهون من دون رقيب ولا حسيب.

حريتك تقف عند حرية الآخرين. هذا هو الأساس. ومثلما أنك لا ترضى على نفسك ولا على قبيلتك وأسرتك وفكرك ومذهبك ودينك فإن الآخرين أيضاً لا يقبلون منك أن تتعدى حدودك وتقول ما لا ترضاه لنفسك. وليس مقبولاً القول إن على الحكومة أن تتحمل وأنها الأب وغيره من هذا الكلام غير الواقعي وغير المنطقي ، فمن حق الحكومة أيضاً أن ترفض التقليل من جهودها وعطائها ومن حقها التحفظ على أسلوب مخاطبتها.

في الأيام القليلة الماضية بذل أولئك الكثير من الجهد للإساءة إلى الصحافة المحلية والأكيد أنهم سيستمرون في هذا النهج خلال الأيام القليلة المقبلة على الأقل لكنهم لن يحققوا مفيداً، فالعالم ينظر إلى الواقع ويرفض الاتهامات التي لا تستند إليه ولا يتوفر عليها الدليل.