مخطئ مَن يعتقد أن الصحفيين في هذه البلاد يحظون بالقبول من قبل الحكومة فقط في حال أنهم وقفوا إلى جانبها وقالوا بما تقول به وصفقوا لها في كل الأحوال . الحكومة لا تريد هذا النوع من الصحفيين ولا تبحث عنهم بل لا تحترمهم ولا تقدرهم . السبب باختصار هو أنها في غير حاجة إلى مثل هؤلاء ولا ترغب فيهم لأنهم، باختصار أيضاً، يمنعونها من تبين الصورة الكاملة ويتسببون في إرباكها فتتخذ القرارات التي لا تريدها ويتسببون بذلك في أذاها وفي الإضرار ببرامجها، عدا أنهم بهكذا ممارسة لا يقومون بالدور الذي ينبغي أن يقوموا به كصحفيين مهمتهم الأساس النبش بغية إظهار كل ما هو غير ظاهر للناس ولأصحاب القرار.

في السياق نفسه لا يوجد بيننا، نحن معشر الصحفيين البحرينيين، من يسعى إلى الإضرار بالمواطنين أو المقيمين أو يعمل على دفع الحكومة إلى اتخاذ القرارات التي لا تصب في صالحهم، دون أن يعني هذا أننا نوافق على كل ما يفعله الآخرون ونتبنى وجهات نظرهم خصوصاً تلك التي تسيء للوطن.

الحاصل اليوم هو أن أولئك الذين يعتبرون أنفسهم «معارضة وفي ثورة» يجتهدون في نشر الأفكار السالبة عن الصحفيين البحرينيين ودورهم ويعمدون، كما في كل عام، إلى استغلال مناسبة احتفال العالم بيوم الصحافة إلى الترويج لتلك الأفكار معتقدين أنهم بهكذا عمل يحققون النصر المبين.

اختلاف وجهات نظر الصحفيين ومواقفهم أمر طبيعي، وتأييدهم لقليل أو كثير مما تطرحه الحكومة لا يعني أنهم «حكوميون»، فهم في كل الأحوال ليسوا ملزمين بترديد ما تقوله والانتصار لها ظالمة ومظلومة.

الصحفيون في البحرين يعملون لخدمتها ويبذلون كل ما بإمكانهم لخدمة المنتمين إليها ومساعدتهم على الارتقاء بحياتهم ويسهمون في التنمية، وهم في كل الأحوال لا ينظرون إلى ما يقول عنهم أولئك من كلام لا يعبر إلا عن مستوى قائليه ونظرتهم الضيقة وفهمهم القاصر.