توقيت زيارة الرئيس الإيراني التاريخية لسوريا قبل بضعة أيام تثير الريبة والشك بشأن نوايا إيران وسوريا، في ظل الجهود الجبارة التي تبذلها الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية من أجل ترسيخ السلام في المنطقة، ومحاولة إعادة سوريا لحضنها العربي.
في اعتقادي أن زيارة الرئيس الإيراني -التي تعد الأولى منذ اندلاع الحرب السورية في 2011- جاءت بهدف زيادة إحكام قبضة النظام الإيراني على سوريا، وليس كما يبدو في ظاهرها من أجل «تعزيز التعاون» بين البلدين، بل أعتقد أن هذه الزيارة ليست سوى التفاف إيراني على الاتفاق الذي تم بينها وبين السعودية بوساطة صينية، وهو ما يؤكد أن النظام الإيراني لم يتحمل إلا شهراً واحداً من عدم تدخله في شؤون الآخرين، وبالذات سوريا التي يعلم القاصي والداني مدى توغلها في العمق السوري، وأن النظام السوري أصلاً لم يكن ليصمد ويبقى طوال هذه السنوات لولا إيران وروسيا، وهذا ليس بالأمر الجديد.
ولكني أرجح أن من الأمور التي تطرق لها رئيسي والأسد، هو ما يتعلق بمستقبل علاقات بلادهما مع دول المنطقة، وبالذات وعلى وجه الخصوص وتحديداً مع المملكة العربية السعودية، عطفاً على الدور السعودي الهام في المنطقة، خاصة خلال الشهرين الماضيين، وما شهدهما من أحداث متسارعة، منها ما هو على صلة بإيران وسوريا، كالاتفاق السعودي الإيراني، والمحاولات الكبيرة لعودة سوريا إلى محيطها العربي، لذلك فإن المباحثات السورية الإيرانية ربما تتطرق بشكل رئيس إلى تلك الأمور، وأن «التوجيهات الإيرانية» بشأنها للنظام السوري ستكون محط اهتمام أو بالأحرى «تنفيذ فوري» من نظام الأسد. قد لا ترغب إيران في تعطيل الرغبة بعودة سوريا مجدداً إلى محيطها العربي، ولكنها في المقابل قد تعمل على استغلال هذه الرغبة لتحقيق مصالحها، واعتبار أن ذلك فرصة لا تعوض، لإملاء شروطها على العرب بطريقة غير مباشرة، طبعاً من خلال النظام السوري، والتي أعتقد أنها ستكون شروطاً صعبة لا يمكن تحقيقها، لترفضها العرب بالتأكيد، وبالتالي تنسل سوريا مجدداً من العقد العربي، ويستمر ميلانها لإيران التي ستظهر نفسها بريئة من الظروف التي حالت دون عودة سوريا للعرب، وتفضيلها إيران التي «يتسع حضنها» لكل المسلمين بمن فيهم العرب.
على كل حال، سوف يتضح أثر هذه الزيارة ونتائجها بعد أيام، سواء على الجانب الإيراني أو السوري، مع اعتقادي أن الشأن السوري سيكون أكثر وضوحاً، على اعتبار أنه «أخذ التوجيهات» من إيران التي سوف تستمر في تمثيل دور الجار المسالم.
في اعتقادي أن زيارة الرئيس الإيراني -التي تعد الأولى منذ اندلاع الحرب السورية في 2011- جاءت بهدف زيادة إحكام قبضة النظام الإيراني على سوريا، وليس كما يبدو في ظاهرها من أجل «تعزيز التعاون» بين البلدين، بل أعتقد أن هذه الزيارة ليست سوى التفاف إيراني على الاتفاق الذي تم بينها وبين السعودية بوساطة صينية، وهو ما يؤكد أن النظام الإيراني لم يتحمل إلا شهراً واحداً من عدم تدخله في شؤون الآخرين، وبالذات سوريا التي يعلم القاصي والداني مدى توغلها في العمق السوري، وأن النظام السوري أصلاً لم يكن ليصمد ويبقى طوال هذه السنوات لولا إيران وروسيا، وهذا ليس بالأمر الجديد.
ولكني أرجح أن من الأمور التي تطرق لها رئيسي والأسد، هو ما يتعلق بمستقبل علاقات بلادهما مع دول المنطقة، وبالذات وعلى وجه الخصوص وتحديداً مع المملكة العربية السعودية، عطفاً على الدور السعودي الهام في المنطقة، خاصة خلال الشهرين الماضيين، وما شهدهما من أحداث متسارعة، منها ما هو على صلة بإيران وسوريا، كالاتفاق السعودي الإيراني، والمحاولات الكبيرة لعودة سوريا إلى محيطها العربي، لذلك فإن المباحثات السورية الإيرانية ربما تتطرق بشكل رئيس إلى تلك الأمور، وأن «التوجيهات الإيرانية» بشأنها للنظام السوري ستكون محط اهتمام أو بالأحرى «تنفيذ فوري» من نظام الأسد. قد لا ترغب إيران في تعطيل الرغبة بعودة سوريا مجدداً إلى محيطها العربي، ولكنها في المقابل قد تعمل على استغلال هذه الرغبة لتحقيق مصالحها، واعتبار أن ذلك فرصة لا تعوض، لإملاء شروطها على العرب بطريقة غير مباشرة، طبعاً من خلال النظام السوري، والتي أعتقد أنها ستكون شروطاً صعبة لا يمكن تحقيقها، لترفضها العرب بالتأكيد، وبالتالي تنسل سوريا مجدداً من العقد العربي، ويستمر ميلانها لإيران التي ستظهر نفسها بريئة من الظروف التي حالت دون عودة سوريا للعرب، وتفضيلها إيران التي «يتسع حضنها» لكل المسلمين بمن فيهم العرب.
على كل حال، سوف يتضح أثر هذه الزيارة ونتائجها بعد أيام، سواء على الجانب الإيراني أو السوري، مع اعتقادي أن الشأن السوري سيكون أكثر وضوحاً، على اعتبار أنه «أخذ التوجيهات» من إيران التي سوف تستمر في تمثيل دور الجار المسالم.