موقف شعوب وحكومات دول مجلس التعاون الخليجي من المثلية هو الرفض، وهو أمر مترجم عملياً، ماضياً وحاضراً، وغير قابل للتغير مستقبلاً ولا يمكن أن يتأثر بالانفتاح الذي صار عاملاً أساساً في النمو الذي يشهده قطاع السياحة في دول المجلس اليوم. فهذه الشعوب والحكومات لا يمكنها القبول بأي فعل محرم شرعاً ويعاقب عليه القانون الذي يعتبر المثلية جرماً ويحظر العلاقات المثلية، فالشذود الجنسي، حسب فتوى مفتي السعودية، رئيس هيئة كبار العلماء، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ «من أبشع الجرائم وأقبحها عند الله تعالى.. فأصحاب هذه الجرائم ممقوتون عند الله تعالى، موصوفون بالخزي والعار في الدنيا والآخرة».لهذا كان التفاعل واسعاً مع السؤال الذي تم نشره في موقع هيئة السياحة السعودية ضمن صفحة الأسئلة الشائعة الخاصة بها وملخصه «هل مرحب بزيارة المثليين في المملكة العربية السعودية ؟». أما الجواب الذي وفرته الهيئة، فكان «نحن لا نطلب من أي شخص الكشف عن التفاصيل الشخصية ونرحب بالجميع لزيارة بلدنا». وهذا هو جواب مختلف الجهات المعنية بالسياحة في دول مجلس التعاون كافة، وهو واقعي ومنطقي، لأنه من غير المعقول مطالبة السائح بمثل ذلك، تماماً مثلما أنه من غير المعقول مطالبته بالكشف عن أفكاره ومعتقداته وانتمائه السياسي ونواياه، وإلا هجرها السياح وتضرر هذا القطاع وارتبكت أرزاق المرتبطين به وتأثرت التنمية.حق دولنا ومجتمعاتنا الخليجية هو في منع أي داخل إلينا من رفع علم المثليين، وحقنا هو في محاسبة من يسيء إلى عاداتنا وتقاليدنا وديننا وأخلاقنا، وحقنا هو في من يخالف قوانيننا ويسعى إلى فرض مثل هذا السلوك القميء أو الترويج له. عدا ذلك فإن من حق هذا الداخل أن يستمتع بوقته وبما هو متوفر من خدمات وتسهيلات.. ومن حقه بالطبع عدم الكشف عن أموره الشخصية.