سواء انتهت المواجهات التي بدأت منذ أكثر من أسبوع بين منظمة الجهاد الإسلامي الفلسطيني والإسرائيليين وأوقعت الكثير من الضحايا والجرحى بالالتزام بهدنة وقف إطلاق النار والتفاهم على أمور معينة، أو تم اختراقها، فإنها لن تؤدي إلى إغلاق ملف المواجهات نهائياً لسببين، الأول أن إسرائيل دولة قوية وتمتلك من الأسلحة والقسوة الكثير وحكوماتها تعمل على الاستفادة مما يجري في الميدان لخدمة مواقفها السياسية ومصالحها، والثاني أن الفصائل الفلسطينية والمقاومة تمتلك النفس الطويل والعزم والإصرار على مواصلة الطريق، ولأن الطرفين يتعرضان للكثير من الضغوط التي تجعلهما يستمران في المواجهة.
هذا يعني أن المواجهات لن تنتهي وإن توقفت لبعض الوقت ويعني أيضاً أن الحل لا يأتي من هذا الطريق وإنما عبر إيجاد صيغ من التفاهم تفضي إلى حل وسلام دائمين، وهذا وذاك لا يتحققان إلا باستعداد الطرفين لتقديم التنازلات وإن كانت بطعم السم.
واقع الحال يؤكد أنه لا يوجد توازن بين قوة الطرفين، ففي الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل الكثير من القوة تحكم الفلسطينيين الكثير من الاختلافات والخلافات التي تجعلهم الأضعف في كل مواجهة فيخرجون في كل مرة بالكثير من الخسائر.
وواقع الحال يؤكد أيضاً أن الشعوب العربية ليس لديها ما تعين به المقاومة الفلسطينية وأنه لم يعد بيدها ما يزيد عن المتوفر في أيدي وحناجر الجماهير التي توجد في ملاعب الكرة، وهذا لا يفيد الفلسطينيين في شيء وإن أسهم في توفير شيء من الحماس لبعض الوقت، حيث المواجهة مع الجيش الإسرائيلي تحتاج إلى غير هذا خصوصاً وأن القضية الفلسطينية لم تعد الهم الأوحد لدى الدول العربية التي صار كثير منها مشغولاً بهموم أخرى.
الذي ينبغي للفلسطينيين أن يدركوه جيداً هو أن تشجيع وهتاف الآخرين على اختلافهم لن يوصلهم إلى مرادهم، تماماً مثلما أن الصواريخ التي صاروا يمتلكونها ويستخدمونها في المواجهات لم توصلهم إلى مرادهم.
الحل متوفر في السلام.