هل طلبت الولايات المتحدة بالفعل من بعض حلفائها الاختيار ما بينها وبين الصين؟ فإن كان الجواب لا، فلماذا نفى وزير خارجيتها أنتوني بلينكن في زيارته الأخيرة للسعودية ذلك أصلاً؟ ولماذا رد المتحدث باسم الخارجية الصينية «وانغ وينبين» على ذلك النفي الذي لا أساس له من الصحة كما تزعم الولايات المتحدة؟
ربما رد وزارة الخارجية الصيني على تصريحات بلينكن يعبر عن الاحترام السائد بين البلدين، وفقاً للقوانين والأعراف الدبلوماسية، وكذلك كان نفي الوزير الأمريكي القائم على ذات الأساس، ولكن هذان التصريحان لم يخرجا من فراغ، بل يعبران عما بين السطور، من جُمل وكلمات لا تكتب عادةً ولكنها تُفهم، وتنم عن صراع يتصاعد ويتطور بين هذين البلدين الكبيرين.
الحديث هنا عن التصعيد الجاري حالياً بين الصين والولايات المتحدة بعد التقارير الإعلامية التي أشارت إلى عزم الصين إنشاء قاعدة تجسس في كوبا، مقابلة للسواحل الأمريكية، والتي نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، وهو ما نفته هافانا، ونفاه أيضاً المتحدث باسم الخارجية الصينية الذي اتهم الولايات المتحدة بنشر الإشاعات والافتراءات، واعتبرها تكتيكاً أمريكياً خاصاً بها، حتى تتدخل في شؤون الدول الأخرى، كما هو الحال مع كوبا التي طالبت الصين الولايات المتحدة بإلغاء حصارها الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على تلك الدولة.
وما أشبه اليوم بالبارحة! فقد كانت كوبا أيضاً هي مركز الصراع المتطور للحرب الباردة في بداية الستينيات من القرن الماضي، وتحديداً في أكتوبر 1962، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي آنذاك، وهو ما عرف بأزمة صواريخ كوبا، التي هددت العالم بحرب عالمية ثالثة، بل بحرب نووية، وعاش العالم في تلك الأزمة 13 يوماً صعباً، قبل أن تنتهي ولكن آثارها بقيت وتطورت، بل أسهمت في تطور الصراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، ووصل إلى التسابق النووي بينهما، وها هي الصين تدخل الآن في صراع قد يكون مشابهاً مع الولايات المتحدة في كوبا أيضاً.
إن نفي كوبا والصين لا يعني عدم صحة خبر القاعدة التجسسية الصينية، وفي المقابل فإن مزاعم الولايات المتحدة بشأن هذه القاعدة لا تعني أنها صحيحة، ولكن وقوف الصين مع كوبا دلالة على وجود تعاون بينهما، وهذا التعاون في نهاية الأمر غير مريح بالنسبة للولايات المتحدة التي بعد حوادث سبتمبر 2001 أصبحت تشك بالجميع حتى في نفسها، وهو ما ينذر بأن الصراع بين الصين والولايات المتحدة آخذ في التطور والتصاعد، وهذا لا يبشر بخير، ويجعل العالم مقسماً بينهما؛ لذلك لا أستبعد أبداً أن تكون الولايات المتحدة قد «أسرت» لبعض حلفائها بـ«الاختيار» بينها وبين الصين، ولا غرابة في ذلك، فقد فعلتها من قبل في حرب أفغانستان، فلماذا لا تفعلها الآن مع الصين أيضاً؟
ربما رد وزارة الخارجية الصيني على تصريحات بلينكن يعبر عن الاحترام السائد بين البلدين، وفقاً للقوانين والأعراف الدبلوماسية، وكذلك كان نفي الوزير الأمريكي القائم على ذات الأساس، ولكن هذان التصريحان لم يخرجا من فراغ، بل يعبران عما بين السطور، من جُمل وكلمات لا تكتب عادةً ولكنها تُفهم، وتنم عن صراع يتصاعد ويتطور بين هذين البلدين الكبيرين.
الحديث هنا عن التصعيد الجاري حالياً بين الصين والولايات المتحدة بعد التقارير الإعلامية التي أشارت إلى عزم الصين إنشاء قاعدة تجسس في كوبا، مقابلة للسواحل الأمريكية، والتي نشرتها صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، وهو ما نفته هافانا، ونفاه أيضاً المتحدث باسم الخارجية الصينية الذي اتهم الولايات المتحدة بنشر الإشاعات والافتراءات، واعتبرها تكتيكاً أمريكياً خاصاً بها، حتى تتدخل في شؤون الدول الأخرى، كما هو الحال مع كوبا التي طالبت الصين الولايات المتحدة بإلغاء حصارها الاقتصادي والتجاري والمالي المفروض على تلك الدولة.
وما أشبه اليوم بالبارحة! فقد كانت كوبا أيضاً هي مركز الصراع المتطور للحرب الباردة في بداية الستينيات من القرن الماضي، وتحديداً في أكتوبر 1962، بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي آنذاك، وهو ما عرف بأزمة صواريخ كوبا، التي هددت العالم بحرب عالمية ثالثة، بل بحرب نووية، وعاش العالم في تلك الأزمة 13 يوماً صعباً، قبل أن تنتهي ولكن آثارها بقيت وتطورت، بل أسهمت في تطور الصراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، ووصل إلى التسابق النووي بينهما، وها هي الصين تدخل الآن في صراع قد يكون مشابهاً مع الولايات المتحدة في كوبا أيضاً.
إن نفي كوبا والصين لا يعني عدم صحة خبر القاعدة التجسسية الصينية، وفي المقابل فإن مزاعم الولايات المتحدة بشأن هذه القاعدة لا تعني أنها صحيحة، ولكن وقوف الصين مع كوبا دلالة على وجود تعاون بينهما، وهذا التعاون في نهاية الأمر غير مريح بالنسبة للولايات المتحدة التي بعد حوادث سبتمبر 2001 أصبحت تشك بالجميع حتى في نفسها، وهو ما ينذر بأن الصراع بين الصين والولايات المتحدة آخذ في التطور والتصاعد، وهذا لا يبشر بخير، ويجعل العالم مقسماً بينهما؛ لذلك لا أستبعد أبداً أن تكون الولايات المتحدة قد «أسرت» لبعض حلفائها بـ«الاختيار» بينها وبين الصين، ولا غرابة في ذلك، فقد فعلتها من قبل في حرب أفغانستان، فلماذا لا تفعلها الآن مع الصين أيضاً؟