كما هو معلوم فإن أكبر ثلاث دول إقليمية محيطة بالعراق وتؤثر فيه هي كل من إيران وتركيا والسعودية، والأخيرة هي الأقل تأثيراً وحضوراً فيه لأسباب عديدة لا يسعنا التطرق إليها.
ولقد تفردت إيران فيه وبشكل طاغٍ باتفاق ضمني مع أمريكا وهو لم يعد خافياً على حصيف، وقد وصلت هذه السياسة الغبية العرجاء إلى طريق مسدود وأضعفت الدور الأمريكي فيه.
وقد أثار هذا التمدد الإيراني حفيظة الدول الإقليمية والعربية وكذلك شركاء العملية السياسية فأشعل حروباً طائفية في العراق أفرزت عن ظهور تنظيم القاعدة ثم داعش الإرهابي لتفرخ بعدها الميليشيات الموالية لها مما أوصل الشارع العراقي إلى حد الاحتقان وخروجه عن السيطرة في أكثر من واقعة برفض شعبي للعملية السياسية برمتها وقد وصلت أوجها في انتفاضة تشرين التي تم قمعها بمجزرة دموية، أعقبها استقالة حكومة عادل عبدالمهدي والوصول إلى حد الانهيار، مما اضطر بالإدارة الأمريكية بالضغط على حليفتها إيران بتخفيف الاحتقان والتوافق على تولي السيد مصطفى الكاظمي لحكومة تصريف الأعمال وإجراء انتخابات شكلية هزيلة أفرزت بتشكيل حكومة السيد محمد شياع السوداني بعد انسحاب السيد مقتدى الصدر ونوابه وعزوفه عن تشكيل حكومة أغلبية ومازال الغموض يكتنف هذه الخطوة!
وبالتزامن مع ذلك فقد مارست أمريكا الضغط على الدول العربية والإقليمية ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً بالانفتاح على العراق لتحقيق التوازن الذي غاب عن الساحة العراقية والمنطقة كنتيجة حتمية لتخبط السياسة الأمريكية بين الشد والتراخي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وخاصة بعد تشكيل تحالف روسي صيني إيراني مناهض لأمريكا وحلفائها وما ينسحب عليه من تحالفات اقتصادية قد تنهي بأحد الأقطاب على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وحيث إن الخلاف والتعنت الإيراني كان يحول دوماً دون التقارب العربي مع العراق ودمجه في محيطه، فكان لابد أولاً من تنقية الأجواء فيما بين الأطراف.
وليس من السهل على الجانب الإيراني التفريط بالعراق لصالح خصمها التقليدي السعودية فكانت المكافأة والمحفز لها بالضغط على العرب بتسهيل عودة حليفها في المنطقة النظام السوري ليشغل مقعده في الجامعة العربية ودعوة بشار الأسد لحضور قمة جدة مؤخراً رغماً عن عدم ارتياح الشعوب العربية لهذه الخطوة.
كذلك تفكيك ملف اليمن وإقناع جميع الأطراف بالجلوس والتفاوض للوصول إلى اتفاق دائم بإنهاء تلك الحرب الضروس والجلوس على طاولة حوار مستديرة مع الحوثي وباقي الكتاب والميليشيات!
وبالتالي الوصول إلى قناعة بأن أي تعديل على الحلف والمسار الأمريكي الإيراني يحتم على العرب القبول بخطوات متقابلة مع تعهد إيراني بردع حلفائها وحثهم بالجلوس إلى طاولة الحوار، وتحييد ميليشياتها في العراق ولبنان وسوريا وإيقاف الحرب الكلامية وكبح فرامل الإعلام بين الأطراف، كذلك التخلي عن دعم جميع خلاياها النشطة العاملة في الخليج.
فإيران اليوم في وضع اختبار صعب لا ندري هل ستصمد أمامه أم أنه سينفد صبرها وتنقضه مع مرور الأيام وهي للنقض أقرب، وربما أن أحد أهم أسباب قبولها بتلك الشروط هو ضعفها ووضعها الهش أمنياً واقتصادياً.
وللحديث بقية.
ولقد تفردت إيران فيه وبشكل طاغٍ باتفاق ضمني مع أمريكا وهو لم يعد خافياً على حصيف، وقد وصلت هذه السياسة الغبية العرجاء إلى طريق مسدود وأضعفت الدور الأمريكي فيه.
وقد أثار هذا التمدد الإيراني حفيظة الدول الإقليمية والعربية وكذلك شركاء العملية السياسية فأشعل حروباً طائفية في العراق أفرزت عن ظهور تنظيم القاعدة ثم داعش الإرهابي لتفرخ بعدها الميليشيات الموالية لها مما أوصل الشارع العراقي إلى حد الاحتقان وخروجه عن السيطرة في أكثر من واقعة برفض شعبي للعملية السياسية برمتها وقد وصلت أوجها في انتفاضة تشرين التي تم قمعها بمجزرة دموية، أعقبها استقالة حكومة عادل عبدالمهدي والوصول إلى حد الانهيار، مما اضطر بالإدارة الأمريكية بالضغط على حليفتها إيران بتخفيف الاحتقان والتوافق على تولي السيد مصطفى الكاظمي لحكومة تصريف الأعمال وإجراء انتخابات شكلية هزيلة أفرزت بتشكيل حكومة السيد محمد شياع السوداني بعد انسحاب السيد مقتدى الصدر ونوابه وعزوفه عن تشكيل حكومة أغلبية ومازال الغموض يكتنف هذه الخطوة!
وبالتزامن مع ذلك فقد مارست أمريكا الضغط على الدول العربية والإقليمية ودول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً بالانفتاح على العراق لتحقيق التوازن الذي غاب عن الساحة العراقية والمنطقة كنتيجة حتمية لتخبط السياسة الأمريكية بين الشد والتراخي بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وخاصة بعد تشكيل تحالف روسي صيني إيراني مناهض لأمريكا وحلفائها وما ينسحب عليه من تحالفات اقتصادية قد تنهي بأحد الأقطاب على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وحيث إن الخلاف والتعنت الإيراني كان يحول دوماً دون التقارب العربي مع العراق ودمجه في محيطه، فكان لابد أولاً من تنقية الأجواء فيما بين الأطراف.
وليس من السهل على الجانب الإيراني التفريط بالعراق لصالح خصمها التقليدي السعودية فكانت المكافأة والمحفز لها بالضغط على العرب بتسهيل عودة حليفها في المنطقة النظام السوري ليشغل مقعده في الجامعة العربية ودعوة بشار الأسد لحضور قمة جدة مؤخراً رغماً عن عدم ارتياح الشعوب العربية لهذه الخطوة.
كذلك تفكيك ملف اليمن وإقناع جميع الأطراف بالجلوس والتفاوض للوصول إلى اتفاق دائم بإنهاء تلك الحرب الضروس والجلوس على طاولة حوار مستديرة مع الحوثي وباقي الكتاب والميليشيات!
وبالتالي الوصول إلى قناعة بأن أي تعديل على الحلف والمسار الأمريكي الإيراني يحتم على العرب القبول بخطوات متقابلة مع تعهد إيراني بردع حلفائها وحثهم بالجلوس إلى طاولة الحوار، وتحييد ميليشياتها في العراق ولبنان وسوريا وإيقاف الحرب الكلامية وكبح فرامل الإعلام بين الأطراف، كذلك التخلي عن دعم جميع خلاياها النشطة العاملة في الخليج.
فإيران اليوم في وضع اختبار صعب لا ندري هل ستصمد أمامه أم أنه سينفد صبرها وتنقضه مع مرور الأيام وهي للنقض أقرب، وربما أن أحد أهم أسباب قبولها بتلك الشروط هو ضعفها ووضعها الهش أمنياً واقتصادياً.
وللحديث بقية.