يشهد العالم تغيرات تقنية متسارعة، وتحولات غير مسبوقة، وهذه التغيرات والتحولات تؤثر على طبيعة حياة البشر، وفي هذا المقال سنناقش بعض هذه التقنيات وتأثيراتها على حياتنا.
ومن هذه التقنيات: إنترنت الأشياء "Internet of Things-IoT" والبيانات الضخمة "Big Data" ووسائل التواصل الاجتماعي "Social Media" والحوسبة السحابية "Cloud computing" والواقع المعزز "Augmented reality"، كل هذه التقنيات دفعت المنظمات والشركات والمؤسسات سواء في القطاعين الحكومي أو الخاص إلى المستوى التالي من العمل في مجال الخدمات التي تدعم بيئة الأعمال.
فعلى سبيل المثال تخزين البيانات الضخمة في الحوسبة السحابية واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنقيب عن المعلومات وربطها سوف يشكل في المستقبل القريب نقلة نوعية ترسم ملامح المستقبل البعيد مع ما يحمله من غموض.
إذ إن الاعتماد على الحوسبة السحابية كبيئة عمل رقمية هو الخطوة الأولى نحو أي تحوُّل رقميٍّ ناجحٍ، والذي يسبقه هو التحول الرقمي الكامل في كل ما يتعلق بالعمليات ذات العلاقة بالأنشطة والخدمات، وهذا التحول له جوانب متعددة ومتشعبة وهو عملية طويلة ومكلفة، وتتطلّب بحثاً مكثفاً مع معرفة متعمِّقة بالتطبيقات المتوفرة التي يمكن من خلالها الاستفادة من هذه الخدمات والأنشطة وما ينتج عنها من بيانات ضخمة، مما يسمح ببناء بيئة أعمال قوية تجعل من إعادة أسلوب العمل ليتناسب مع هذه التقنيات أمراً ملحاً، ويجعل الاستفادة منها في حدها الأقصى.
إنَّ التوجّه إلى استخدام تقنيات الحوسبة السحابيّة بدلاً من استخدام تقنيات التخزين التقليدية أصبح ضرورة ملحّة، وتوجهاً سائداً في مجال العمل الرقمي، وذلك لما لها من مزايا تساعد في تبني حلول رقمية آمنة وموثوقة، وبكلفة أقل في المستقبل، ويتلاءم مع التوجهات العالمية الحاليّة والمستقبليّة، حيث تعدّ الحوسبة السحابيّة إحدى التقنيات التي تدعم جميع نماذج الأعمال الرقميّة، بل يمكن القول إن تقنيات الحوسبة السحابية تمكِّن من بناء بيئة أعمال ناجحة، وتمكّن الأعمال من تحديث البنية التحتيّة لتقنية المعلومات الخاصّة بها بشكل سهل وميسّر، وبحدود أمان عالية، وبكلفة أقل، كما تجعل المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص تركز على كيفيَّة خدمة العملاء، بدلاً من الانشغال والقلق بشأن تفاصيل التحديثات في البنية التقنية التحتية وإدارة مراكز البيانات.
إن ما يجب على المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص الآن التفكير في كيفية الاستفادة من هذه التقنيات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها وخدماتها، حيث سيؤدي استخدام تقنيات ذكاء الأعمال كجزء من استراتيجية التحوّل الرقمي الشاملة الهادفة إلى تحسين آليات العمل وأساليبه في المؤسسات وزيادة التَّعاون بينها، كما يمكن أن يساعد هذا الحل في زيادة إيراداتها وحجم حصتها من السوق مع توفير في التكاليف المالية أيضاً من خلال الاستثمار الأفضل لمواردها، وهذا يفسّر التوجه العالمي في مجال الأعمال حالياً لاستخدام تقنيات ذكاء الأعمال في تقديم خدماتها والقيام بأنشطتها.
وهذا يدفعنا للتساؤل لمعرفة العلاقة التي تربط الحوسبة السحابيّة بالذكاء الاصطناعي، حيث يتمثَّل دور الحوسبة السحابيّة في توفير البنية التحتيَّة الأساسيَّة "Infrastructure-as-a-Service"، والمنصّات "Platform-as-a-Service"، والبرمجيات "Software-as-a-Service"، والتي جميعها لازمة لتشغيل تطبيقات الذّكاء الاصطناعي، حيث يمكن استخدام خدمات التَّخزين السحابيّة لتخزين البيانات الكبيرة التي يتم جمعها من الأجهزة المختلفة، وتحليلها باستخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي، حيث تستخدم الحوسبة السحابيِّة بشكل متزايد في تطبيقات الذّكاء الاصطناعي التي تتطلب قدرات حسابيَّة عالية، مثل التَّعلم العميق "Deep Learning" وتجميع البيانات "Data Aggregation" ومعالجة الصور والفيديو.
وبناء على ما سبق يمكننا القول إن التوجه العالمي في بيئة الأعمال يتجه نحو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونحن -ولله الحمد- في مملكتنا الغالية البحرين في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، خطت مملكة البحرين خطوات متقدمة في هذا المجال، فقد عقد المجلس الأعلى للقضاء المؤتمر الدولي الافتراضي في "الذكاء الاصطناعي في القضاء "محاكم 4.0"، بهدف استكشاف إمكانيات استخدام الذكاء الاصطناعي في قاعات المحاكم. وضمن هذا السياق عقدت عدد من المسابقات في هذا المجال حيث أطلق سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، مسابقة "HackFest" وهي مسابقات تشجع الابتكار في الذكاء الاصطناعي وتستهدف طلاب الجامعات وطلاب المدارس الثانوية وتعقد بالتعاون بين مبادرات سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وكلية البحرين التقنية "بوليتكنك البحرين" تحت عنوان "مسابقة خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي" وبدعم من بعض مؤسسات القطاع الخاص، كما وافقت حكومة مملكة البحرين على إنشاء هيئة بحثية وطنية في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنشأت جامعة البحرين مختبراً للذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة والذي يهدف إلى توسيع أبحاث الذكاء الاصطناعي والابتكار في مجالات متعددة مثل الأمن السيبراني، واكتشاف الاحتيال، وتحليل البيانات الضخمة، والطاقة المستدامة وتسعى هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بتبني الحوسبة السحابية في الحكومة ودعم مبادرات تقنية البلوك تشين "Blockchain" ومبادرات الذكاء الاصطناعي، كما يأتي في هذا السياق توجه المملكة نحو إنشاء المدن الذكية، ونظام إشارات المرور الذكية، والخدمات المصرفية الذكية، وغيرها من المبادرات والتوجهات نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي الحياة.
وفي ختام هذه المقالة يمكن لنا أن نقول إن ما نقوم به اليوم من توجهات ومبادرات نحو استخدام التقنيات الحديثة سيجعلنا -بإذن الله- قادرين على أخذ زمام المبادرة والتفوق، وتحقق بها مملكتنا الحبيبة المكانة التي تستحقها بين دول العالم، ويجعلها -كما كانت دوماً- السباقة في كل ما من شأنه رفعة وطننا، وتحقيق الاستفادة القصوى من أحدث التقنيات العالمية في خدمة مملكتنا الحبيبة.
قسم علم الحاسوب - كلية تقنية المعلومات - جامعة البحرين
ومن هذه التقنيات: إنترنت الأشياء "Internet of Things-IoT" والبيانات الضخمة "Big Data" ووسائل التواصل الاجتماعي "Social Media" والحوسبة السحابية "Cloud computing" والواقع المعزز "Augmented reality"، كل هذه التقنيات دفعت المنظمات والشركات والمؤسسات سواء في القطاعين الحكومي أو الخاص إلى المستوى التالي من العمل في مجال الخدمات التي تدعم بيئة الأعمال.
فعلى سبيل المثال تخزين البيانات الضخمة في الحوسبة السحابية واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التنقيب عن المعلومات وربطها سوف يشكل في المستقبل القريب نقلة نوعية ترسم ملامح المستقبل البعيد مع ما يحمله من غموض.
إذ إن الاعتماد على الحوسبة السحابية كبيئة عمل رقمية هو الخطوة الأولى نحو أي تحوُّل رقميٍّ ناجحٍ، والذي يسبقه هو التحول الرقمي الكامل في كل ما يتعلق بالعمليات ذات العلاقة بالأنشطة والخدمات، وهذا التحول له جوانب متعددة ومتشعبة وهو عملية طويلة ومكلفة، وتتطلّب بحثاً مكثفاً مع معرفة متعمِّقة بالتطبيقات المتوفرة التي يمكن من خلالها الاستفادة من هذه الخدمات والأنشطة وما ينتج عنها من بيانات ضخمة، مما يسمح ببناء بيئة أعمال قوية تجعل من إعادة أسلوب العمل ليتناسب مع هذه التقنيات أمراً ملحاً، ويجعل الاستفادة منها في حدها الأقصى.
إنَّ التوجّه إلى استخدام تقنيات الحوسبة السحابيّة بدلاً من استخدام تقنيات التخزين التقليدية أصبح ضرورة ملحّة، وتوجهاً سائداً في مجال العمل الرقمي، وذلك لما لها من مزايا تساعد في تبني حلول رقمية آمنة وموثوقة، وبكلفة أقل في المستقبل، ويتلاءم مع التوجهات العالمية الحاليّة والمستقبليّة، حيث تعدّ الحوسبة السحابيّة إحدى التقنيات التي تدعم جميع نماذج الأعمال الرقميّة، بل يمكن القول إن تقنيات الحوسبة السحابية تمكِّن من بناء بيئة أعمال ناجحة، وتمكّن الأعمال من تحديث البنية التحتيّة لتقنية المعلومات الخاصّة بها بشكل سهل وميسّر، وبحدود أمان عالية، وبكلفة أقل، كما تجعل المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص تركز على كيفيَّة خدمة العملاء، بدلاً من الانشغال والقلق بشأن تفاصيل التحديثات في البنية التقنية التحتية وإدارة مراكز البيانات.
إن ما يجب على المؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص الآن التفكير في كيفية الاستفادة من هذه التقنيات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين عملياتها وخدماتها، حيث سيؤدي استخدام تقنيات ذكاء الأعمال كجزء من استراتيجية التحوّل الرقمي الشاملة الهادفة إلى تحسين آليات العمل وأساليبه في المؤسسات وزيادة التَّعاون بينها، كما يمكن أن يساعد هذا الحل في زيادة إيراداتها وحجم حصتها من السوق مع توفير في التكاليف المالية أيضاً من خلال الاستثمار الأفضل لمواردها، وهذا يفسّر التوجه العالمي في مجال الأعمال حالياً لاستخدام تقنيات ذكاء الأعمال في تقديم خدماتها والقيام بأنشطتها.
وهذا يدفعنا للتساؤل لمعرفة العلاقة التي تربط الحوسبة السحابيّة بالذكاء الاصطناعي، حيث يتمثَّل دور الحوسبة السحابيّة في توفير البنية التحتيَّة الأساسيَّة "Infrastructure-as-a-Service"، والمنصّات "Platform-as-a-Service"، والبرمجيات "Software-as-a-Service"، والتي جميعها لازمة لتشغيل تطبيقات الذّكاء الاصطناعي، حيث يمكن استخدام خدمات التَّخزين السحابيّة لتخزين البيانات الكبيرة التي يتم جمعها من الأجهزة المختلفة، وتحليلها باستخدام تطبيقات الذّكاء الاصطناعي، حيث تستخدم الحوسبة السحابيِّة بشكل متزايد في تطبيقات الذّكاء الاصطناعي التي تتطلب قدرات حسابيَّة عالية، مثل التَّعلم العميق "Deep Learning" وتجميع البيانات "Data Aggregation" ومعالجة الصور والفيديو.
وبناء على ما سبق يمكننا القول إن التوجه العالمي في بيئة الأعمال يتجه نحو استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ونحن -ولله الحمد- في مملكتنا الغالية البحرين في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبتوجيه ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله ورعاه، خطت مملكة البحرين خطوات متقدمة في هذا المجال، فقد عقد المجلس الأعلى للقضاء المؤتمر الدولي الافتراضي في "الذكاء الاصطناعي في القضاء "محاكم 4.0"، بهدف استكشاف إمكانيات استخدام الذكاء الاصطناعي في قاعات المحاكم. وضمن هذا السياق عقدت عدد من المسابقات في هذا المجال حيث أطلق سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، مسابقة "HackFest" وهي مسابقات تشجع الابتكار في الذكاء الاصطناعي وتستهدف طلاب الجامعات وطلاب المدارس الثانوية وتعقد بالتعاون بين مبادرات سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وكلية البحرين التقنية "بوليتكنك البحرين" تحت عنوان "مسابقة خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي" وبدعم من بعض مؤسسات القطاع الخاص، كما وافقت حكومة مملكة البحرين على إنشاء هيئة بحثية وطنية في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنشأت جامعة البحرين مختبراً للذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة والذي يهدف إلى توسيع أبحاث الذكاء الاصطناعي والابتكار في مجالات متعددة مثل الأمن السيبراني، واكتشاف الاحتيال، وتحليل البيانات الضخمة، والطاقة المستدامة وتسعى هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بتبني الحوسبة السحابية في الحكومة ودعم مبادرات تقنية البلوك تشين "Blockchain" ومبادرات الذكاء الاصطناعي، كما يأتي في هذا السياق توجه المملكة نحو إنشاء المدن الذكية، ونظام إشارات المرور الذكية، والخدمات المصرفية الذكية، وغيرها من المبادرات والتوجهات نحو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع مناحي الحياة.
وفي ختام هذه المقالة يمكن لنا أن نقول إن ما نقوم به اليوم من توجهات ومبادرات نحو استخدام التقنيات الحديثة سيجعلنا -بإذن الله- قادرين على أخذ زمام المبادرة والتفوق، وتحقق بها مملكتنا الحبيبة المكانة التي تستحقها بين دول العالم، ويجعلها -كما كانت دوماً- السباقة في كل ما من شأنه رفعة وطننا، وتحقيق الاستفادة القصوى من أحدث التقنيات العالمية في خدمة مملكتنا الحبيبة.
قسم علم الحاسوب - كلية تقنية المعلومات - جامعة البحرين