من أي زاوية يمكن قراءة الخلاف المتصاعد بين رجلي التكنولوجيا العملاقة إيلون ماسك مدير ومؤسس شركة تسلا للسيارات، ومالك تطبيق تويتر، ومارك زوكربيرغ مؤسس تطبيق الفيس بوك وانستغرام ومالك تطبيق واتساب؟ وهل ستنعكس نتائج خلافهما علينا بصفتنا مستخدمين للتطبيقات الرقمية التي يشرف عليها ماسك وبيرغ؟! قد يبدو الخلاف من جهة ما أنه تنافس متسارع على تحسين الإنتاج الرقمي بالدرجة ذاتها التي تفرضها سرعة التطور التكنولوجي. وقد يبدو من جهة أخرى أن الأزمات سارت في اتجاه الطابع الشخصي نظراً للخصائص الشخصية لكلا الرجلين.
ويجدر بنا هنا التوقف عند مسألة أن ماسك وبيرغ ليسا مطوراً تكنولوجياً عاديين، وليسا مدراء تنفيذيين لمجموعة شركات كأي مدراء آخرين. مارك وبيرغ أصحاب إمبراطوريات تتجاوز أصول ممتلكاتهم مئات المليارات من الدولارات، وتتجاوز أرباحهما عشرات المليارات من الدولارات سنوياً.
وطبيعة عمل هؤلاء الأشخاص «عالمية» تتجاوز حدود الدولة التي ينتميان إليها أو يقيمان بها، «أمريكا» على وجه التحديد. بل إن التشريعات مازالت قاصرة على التعامل مع طبيعة أعمالهم المتسعة يوماً بعد يوم والمتداخلة مع بعضها. فنحن نشترك مجاناً في تلك التطبيقات الإلكترونية التي تقع مقراتها خارج بلداننا، ونشارك في أنشطتها دون إذن من الجهات الرسمية من دولنا. وبذلك تمتلك تلك التطبيقات حق معرفة مختلف عناويننا بدقة، وهواياتنا، وحركتنا اليومية، ونحفظ على بعضها أموالنا وبطاقاتنا الائتمانية ووثائقنا الشخصية، وصورنا ومواعيدنا والمعلومات الدقيقة الخاصة بعملنا، ونربطها بأرقام هواتفنا، وغيرها من السلوكيات التي تحولنا إلى «شعوب» قابعة تحت ظل المدير التنفيذي للتطبيق الإلكتروني.
ولا أحد يعرف على وجه الدقة كيف تتعامل شركات التكنولوجيا ببياناتنا، وكيف تستثمرها لتربح مئات المليارات. إن أبسط إجابة يرددها الجميع هي أن التطبيقات والمواقع الإلكترونية المجانية تربح من الاستثمار في الإعلانات وفي تحليل البيانات التي تساعد الشركات على تحسين خدماتها بناءً على فهم استجابة المشتركين بصفتهم «مستهلكين/ زبائن». ولكنها تبدو إجابة تقليدية مشابهة للسؤال التقليدي عن سر ثراء «الفاشنستات» وامتلاكهم عشرات الملايين من وراء إعلانات عادية لا تبلغ أصول شركات السلع المعلنة مليوناً واحداً!!
وفي أكثر من سابقة استدعى الكونغرس الأمريكي المدراء التنفيذيين لشركة فايس بوك وغوغل وأمازون، وخضعوا لجلسات استجواب تتعلق باستغلال تلك الشركات للبيانات الشخصية التي يمتلكونها عن مشتركيهم. في إشارة واضحة أن الدولة التي يقع فيها مقر «الشركة» ليست هي الأخرى على دراية كافية بآلية عمل الشركة واستخدام بيانات مواطنيها!
الصراع المتصاعد بين ماسك وزوركربيرج خصوصاً بعد أن «استنسخ» زوكربيرج تطبيق «تويتر» بتطبيق «ثريد» هو صورة من صور الحروب الجديدة للعالم الجديد الذي تسيطر عليه التقنية. ويكفي أن نطرح مفهوم الأسير الجديد في العالم الرقمي. حيث يمكن للمشترك في تطبيق انستغرام أن يشترك مباشرة في تطبيق «ثريد» دون الحاجة لإدخال البيانات. ولكن إذا أراد المشترك حذف «ثريد» فإن عليه كذلك حذف انستغرام، وهو ما لن يقدم عليه أحد. فيضمن مارك زوكربيرج بقاء أي مشترك «أسيراً» دخل «ثريد» عن طريق انستغرام بهذا الفخ الذي مكن «ثريد» من حصد ملايين الاشتراكات في يومين فقط. نحن نتحدث عن عالم من الملايين والمليارات نحن جزء منه.
ويجدر بنا هنا التوقف عند مسألة أن ماسك وبيرغ ليسا مطوراً تكنولوجياً عاديين، وليسا مدراء تنفيذيين لمجموعة شركات كأي مدراء آخرين. مارك وبيرغ أصحاب إمبراطوريات تتجاوز أصول ممتلكاتهم مئات المليارات من الدولارات، وتتجاوز أرباحهما عشرات المليارات من الدولارات سنوياً.
وطبيعة عمل هؤلاء الأشخاص «عالمية» تتجاوز حدود الدولة التي ينتميان إليها أو يقيمان بها، «أمريكا» على وجه التحديد. بل إن التشريعات مازالت قاصرة على التعامل مع طبيعة أعمالهم المتسعة يوماً بعد يوم والمتداخلة مع بعضها. فنحن نشترك مجاناً في تلك التطبيقات الإلكترونية التي تقع مقراتها خارج بلداننا، ونشارك في أنشطتها دون إذن من الجهات الرسمية من دولنا. وبذلك تمتلك تلك التطبيقات حق معرفة مختلف عناويننا بدقة، وهواياتنا، وحركتنا اليومية، ونحفظ على بعضها أموالنا وبطاقاتنا الائتمانية ووثائقنا الشخصية، وصورنا ومواعيدنا والمعلومات الدقيقة الخاصة بعملنا، ونربطها بأرقام هواتفنا، وغيرها من السلوكيات التي تحولنا إلى «شعوب» قابعة تحت ظل المدير التنفيذي للتطبيق الإلكتروني.
ولا أحد يعرف على وجه الدقة كيف تتعامل شركات التكنولوجيا ببياناتنا، وكيف تستثمرها لتربح مئات المليارات. إن أبسط إجابة يرددها الجميع هي أن التطبيقات والمواقع الإلكترونية المجانية تربح من الاستثمار في الإعلانات وفي تحليل البيانات التي تساعد الشركات على تحسين خدماتها بناءً على فهم استجابة المشتركين بصفتهم «مستهلكين/ زبائن». ولكنها تبدو إجابة تقليدية مشابهة للسؤال التقليدي عن سر ثراء «الفاشنستات» وامتلاكهم عشرات الملايين من وراء إعلانات عادية لا تبلغ أصول شركات السلع المعلنة مليوناً واحداً!!
وفي أكثر من سابقة استدعى الكونغرس الأمريكي المدراء التنفيذيين لشركة فايس بوك وغوغل وأمازون، وخضعوا لجلسات استجواب تتعلق باستغلال تلك الشركات للبيانات الشخصية التي يمتلكونها عن مشتركيهم. في إشارة واضحة أن الدولة التي يقع فيها مقر «الشركة» ليست هي الأخرى على دراية كافية بآلية عمل الشركة واستخدام بيانات مواطنيها!
الصراع المتصاعد بين ماسك وزوركربيرج خصوصاً بعد أن «استنسخ» زوكربيرج تطبيق «تويتر» بتطبيق «ثريد» هو صورة من صور الحروب الجديدة للعالم الجديد الذي تسيطر عليه التقنية. ويكفي أن نطرح مفهوم الأسير الجديد في العالم الرقمي. حيث يمكن للمشترك في تطبيق انستغرام أن يشترك مباشرة في تطبيق «ثريد» دون الحاجة لإدخال البيانات. ولكن إذا أراد المشترك حذف «ثريد» فإن عليه كذلك حذف انستغرام، وهو ما لن يقدم عليه أحد. فيضمن مارك زوكربيرج بقاء أي مشترك «أسيراً» دخل «ثريد» عن طريق انستغرام بهذا الفخ الذي مكن «ثريد» من حصد ملايين الاشتراكات في يومين فقط. نحن نتحدث عن عالم من الملايين والمليارات نحن جزء منه.