شُغِلَ الرأي العام في الأسبوع الماضي بقضية أب حصل على بيت إسكان وهو يدفع بالتزام قسط المسكن من راتبه التقاعدي، إلا أن بيت الإسكان سجل باسم ابنه في وزارة الإسكان.لأن الأب قد أصبح أرملَ «توفيت زوجته»، والمشكلة التي أثارت تعاطف الناس أن الابن رفض إدخال والده إلى المسكن، تلك القضية أثارت قلق العديد من الآباء الأرامل، حيث يعانون من ذات المشكلة، فيتحول الآباء إلى ضيوف على أبنائهم في بيوت أنفقوا عليها آلاف الدنانير من أموالهم الخاصة.
وحول نفس المشكلة اتصلت بي المواطنة «م/هـ» لتعبر عن قلقها ولتروي قصتها، تقول المواطنة: بعد طول انتظار ومتابعات مكثفة تحقق حلمنا أنا وزوجي بالحصول على بيت إسكان وذلك عام 2020، وبطبيعة الحال قمت بمشاركة زوجي في إعادة تصميم المنزل، وتأثيثه وقد أنفقنا أنا وزوجي آلاف الدنانير، بالإضافة إلى التزامنا بدفع قسط السكن شهرياً، وشاء الله أن يتوفى زوجي فأصبحت أرملة، وبعد أن ذقت مرارة الترمل فوجئت بخبر يزيد من أحزاني وآلامي، وهو أنه ليس لي حق في تملك المسكن ذلك المسكن الذي اجتهدت لتوفيره وأمضيت سنوات طويلة من المتابعات، وأنفقت لتطويره وتأثيثه آلاف الدنانير، ليحول البيت بما فيه من أثاث إلى ملكية أحد أبنائي، تقول المواطنة: لدي بنت متزوجة وولد في العشرينات من عمره يسكن معي في المنزل، وفوجئت أن وزارة الإسكان تطلب مني أن يكون المنزل باسم ابني، فليس لي حق في هذا المسكن ولا لابنتي، وبمعنى آخر علي أن أشارك ابني في بيته وليس لي الحق في تملك بيت العمر، وقد سبب هذا الوضع استياء ابني نفسه، لأنه سيفقد حقه في الخدمات الإسكانية الأخرى، تقول المواطنة أنا قادرة على دفع القسط. فلماذا أحرم من ملكية بيت العمر الذي انتظرته سنوات وأنفقت فيه من مدخراتي آلاف الدنانير.
فهذا السكن من حق الورثة بحسب الفريضة الشرعية، فلماذا يحرم جميع الورثة ويستفيد منه ولد واحد فقط ؟! وتتمنى المواطنة إعادة النظر في مشكلتها.
ويشارك المواطنة هذا الهم العديد من الأرامل من رجال أو نساء فهم يفتقدون للأمان لفقدهم المسكن في هذا العمر المتقدم ليصبحوا هم الضيوف على أبنائهم، ولا يجدون للعائلة «البيت العود» الذي يلم شمل جميع الأبناء والأحفاد، هم يعانون هذه المعاناة بالرغم من أنهم دفعوا مبالغَ كبيرة لتوفير المسكن، وانتظروا انتظاراً مريراً للحصول على بيت العمر الذي تبخر وأصبح سراباً بين ليلة وضحاها بمجرد وفاة الزوج أو الزوجة ليتجرعوا مرارة الترمل، والبحث عن السكن في آن واحد.
وهنا نتمنى من وزارة الإسكان إعادة النظر في حقوق الأرامل الذين لا يعيلون أطفالاً صغاراً لاسيما إذا كانوا قادرين على دفع قسط المسكن، فهل تتبخر أحلامهم؟ ! ويخسرون المبالغ التي دفعوها لتوفير هذا المنزل سواء في تأثيثه أو إعادة تأهيله، أو أقساط دفعها على مدى سنوات؟! لماذا لا يستحق الأرمل غير المعيل حق التملك؟! نتمنى من المعنيين بوزارة الإسكان إعادة النظر في الإجراءات، لحماية هذه الفئة من المواطنين.... ودمتم سالمين.