تخلت عنه والدته فتشرد، ولكن الفرصة الثانية كانت تقف على بابه لتغير حاله، ومعه صورة مستقبله حالكة الظلام، إلى تلك الصورة المشرقة، فتتحول قصته إلى فيلم نال جائزة الأوسكار.
مايكل أوهر، فتى أمريكي نشأ في فقر شديد، وجد نفسه مشرداً بعد أن تخلت عنه والدته، وتركته للشارع ليواجه مصيراً قاسياً ومستقبلاً معتماً، لكنه كان على موعد مع الفرصة الثانية، فقد التقطه عائلة وضمته إلى أبنائها، لتنتشله من التشرد، فحصل على الدعم والمساندة والمحبة من عائلة ذات خلفية مختلفة تماماً عن خلفية عائلته السابقة، الأم في العائلة الجديدة اسمها ليان توهي، كان لها الدور الأبرز في حياة مايكل فقد ساعدته على تجاوز كل التحديات التي اعترضته، من جانبه مايكل أوهر استثمر الفرصة التي حصل عليها، فركز على موهبته في كرة القدم الأمريكية، حتى تمكن من اللعب في الدوري الوطني لكرة القدم، ليصبح بعد ذلك مايكل أوهر المليونير بطل كرة القدم الأمريكية، لتتحول بعد ذلك قصته إلى الفيلم الشهير «The Blind Side» أو «البعد الآخر» الذي صدر في عام 2009.
لسنا ولله الحمد في مجتمع يعاني من ظاهرة التشرد الذي ينتهي في أكثر حالاته بمخالفة القانون والتجاوز وهي نتيجة طبيعية لحياة صاحبه، ولكنه كأي مجتمع آخر فيه من يخطئ ويسيء، فيعاقب ليردع كي تتحقق العدالة ويسود الأمن، ولكن تبقى هناك مسألة أساسية، وهي أن المسيء مع العقوبة بحاجة إلى تأهيل وإعادة اندماج في المجتمع، وهنا يكمن التحدي الأكبر المتمثل بكيفية الموازنة بين العقوبة والتأهيل، وقد فشلت كثير من الأنظمة القضائية بتحقيق هذه الموازنة، فكانت العقوبة مدرسة لصناعة مجرم محترف.
وهنا يظهر نوع آخر من العقوبات مختلف تماماً عن العقوبات التقليدية المتمثلة بمدد السجن المختلفة، ألا وهو العقوبات البديلة، فهي ليست مجرد عقوبات، إنما هي فلسفة ترتكز على مبدأ الفرصة الثانية، مبنية على قدرة الإنسان على إحداث التغيير في حياته، لا سيما إذا تضمنت هذه العقوبات التعليم والتدريب كما يحصل الآن في مملكة البحرين، حيث توفر العقوبات البديلة للمحكومين الفرصة لتصحيح سلوكهم وإحداث تغيير إيجابي في حياتهم، كما يمكن للبرامج التعليمية والتدريبية التي يحصلون عليها أن تعزز فرص التأهيل لديهم، الأمر الذي يساعد في تحسين فرصهم في الحصول على عمل والاندماج في المجتمع من جديد، يضاف إلى كل ذلك ما يتحقق من عدالة اجتماعية، في جانب التحصيل العلمي فهذه العقوبات توفر فرص التعليم والتدريب للجميع بغض النظر عن خلفيتهم، وتساهم في تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأشخاص الذين خضعوا للعقوبات البديلة وتحسن صورتهم في المجتمع.
صحيح أن مايكل أوهر لم يحصل على عقوبة بديلة، لأنه لم يرتكب جريمة من الأساس، لكنه في الواقع كان يقف على الطريق المؤدي للجريمة، غير أنه حصل على «الفرصة الثانية» المتمثلة بالدعم الاجتماعي والبيئة الداعمة ومساعدته على تجاوز ظروفه الصعبة، وتغيير مساره، وهذا في الواقع جزء أساسي من مفهوم العقوبات البديلة، التي توفر فرصاً للأشخاص للإصلاح والتحسين بدلاً من السجن التقليدي.
* عميد كلية القانون – الجامعة الخليجية
مايكل أوهر، فتى أمريكي نشأ في فقر شديد، وجد نفسه مشرداً بعد أن تخلت عنه والدته، وتركته للشارع ليواجه مصيراً قاسياً ومستقبلاً معتماً، لكنه كان على موعد مع الفرصة الثانية، فقد التقطه عائلة وضمته إلى أبنائها، لتنتشله من التشرد، فحصل على الدعم والمساندة والمحبة من عائلة ذات خلفية مختلفة تماماً عن خلفية عائلته السابقة، الأم في العائلة الجديدة اسمها ليان توهي، كان لها الدور الأبرز في حياة مايكل فقد ساعدته على تجاوز كل التحديات التي اعترضته، من جانبه مايكل أوهر استثمر الفرصة التي حصل عليها، فركز على موهبته في كرة القدم الأمريكية، حتى تمكن من اللعب في الدوري الوطني لكرة القدم، ليصبح بعد ذلك مايكل أوهر المليونير بطل كرة القدم الأمريكية، لتتحول بعد ذلك قصته إلى الفيلم الشهير «The Blind Side» أو «البعد الآخر» الذي صدر في عام 2009.
لسنا ولله الحمد في مجتمع يعاني من ظاهرة التشرد الذي ينتهي في أكثر حالاته بمخالفة القانون والتجاوز وهي نتيجة طبيعية لحياة صاحبه، ولكنه كأي مجتمع آخر فيه من يخطئ ويسيء، فيعاقب ليردع كي تتحقق العدالة ويسود الأمن، ولكن تبقى هناك مسألة أساسية، وهي أن المسيء مع العقوبة بحاجة إلى تأهيل وإعادة اندماج في المجتمع، وهنا يكمن التحدي الأكبر المتمثل بكيفية الموازنة بين العقوبة والتأهيل، وقد فشلت كثير من الأنظمة القضائية بتحقيق هذه الموازنة، فكانت العقوبة مدرسة لصناعة مجرم محترف.
وهنا يظهر نوع آخر من العقوبات مختلف تماماً عن العقوبات التقليدية المتمثلة بمدد السجن المختلفة، ألا وهو العقوبات البديلة، فهي ليست مجرد عقوبات، إنما هي فلسفة ترتكز على مبدأ الفرصة الثانية، مبنية على قدرة الإنسان على إحداث التغيير في حياته، لا سيما إذا تضمنت هذه العقوبات التعليم والتدريب كما يحصل الآن في مملكة البحرين، حيث توفر العقوبات البديلة للمحكومين الفرصة لتصحيح سلوكهم وإحداث تغيير إيجابي في حياتهم، كما يمكن للبرامج التعليمية والتدريبية التي يحصلون عليها أن تعزز فرص التأهيل لديهم، الأمر الذي يساعد في تحسين فرصهم في الحصول على عمل والاندماج في المجتمع من جديد، يضاف إلى كل ذلك ما يتحقق من عدالة اجتماعية، في جانب التحصيل العلمي فهذه العقوبات توفر فرص التعليم والتدريب للجميع بغض النظر عن خلفيتهم، وتساهم في تغيير النظرة المجتمعية تجاه الأشخاص الذين خضعوا للعقوبات البديلة وتحسن صورتهم في المجتمع.
صحيح أن مايكل أوهر لم يحصل على عقوبة بديلة، لأنه لم يرتكب جريمة من الأساس، لكنه في الواقع كان يقف على الطريق المؤدي للجريمة، غير أنه حصل على «الفرصة الثانية» المتمثلة بالدعم الاجتماعي والبيئة الداعمة ومساعدته على تجاوز ظروفه الصعبة، وتغيير مساره، وهذا في الواقع جزء أساسي من مفهوم العقوبات البديلة، التي توفر فرصاً للأشخاص للإصلاح والتحسين بدلاً من السجن التقليدي.
* عميد كلية القانون – الجامعة الخليجية