مملكة البحرين، أرخبيل من الجزر، وكنا ونحنُ أطفال نقرأ في كراسات الصفوف الابتدائية الأولى، أن عدد جزر البحرين 33 جزيرة، وهذه المعلومة كنا نحفظها عن ظهر قلب. أما تلاميذ اليوم فهم لا يعرفون عدد ولا أسماء تلك الجزر المتناثرة كتناثر اللؤلؤ بأصدافه في الهيرات المغمورة في بحرنا المالح المملوء بالأحياء البحرية والينابيع الحلوة «الجواجب» التي تأتينا من أماكن بعيدة ممطرة، مثل الموجودة في عسير الواقعة على الساحل الغربي من المملكة العربية السعودية، وهي منطقة كثيرة الأمطار، وانحدارها إلى الشرق. وجزء من تلك الأمطار يأتينا بواسطة مكامن صخرية حافظة لما فيها من مياه حلوة، وتنفجر عيوناً في بحرنا والجزء الآخر على اليابسة، ومثل ذلك يأتينا من شط العرب ملتقى نهر الفرات ونهر دجلة من العراق. وعندما جاء الغربيون ونقّبوا عن البترول، عجبوا واندهشوا من وفرة المياه الحلوة في البحرين مع قلة الأمطار على مملكتنا، وزال العجب عندما عرفوا تلك الحقيقة، فلله الحمد والشكر.
وفي عصرنا الحاضر تغيّر المناخ بسبب الاحتباس الحراري الذي سبّب قلة الأمطار على تلك الأماكن البعيدة، وسبّب قلة الأمطار هناك، حيث جفت العيون الطبيعية عندنا، واتجهنا إلى تحلية مياه البحر لتوفير النقص من العيون الطبيعية. وأهل البحرين الأوائل، خاصةً المهتمين بالفلك ومواسم الزراعة، فهم على بينة بالأشهُر المطيرة فصلاً وشهراً، ومنهم عرفنا ذلك وعرفنا الفصول الأربعة. أما الأشهُر المطيرة ففي بداية دخول الشتاء، خاصة في شهر أكتوبر من كل عام، تأتينا أمطار غزيرة، ونسميها أمطار الوسمي، إذ إن هذه الأمطار تسقي الأرض الجرداء، وتوسم الأرض بالأعشاب والزهور، وبالأخص أن هذه الأمطار إذا جاءت غزيرة نبّأت بموسم وفير من -الفقع- «الكمأ»، وبهذا يبدأ موسم التخييم في الصخير وحول جبل الدخان وغير ذلك من المرابع الخضراء، ويهجر أهالي البحرين البيوت، وينصبون خيامهم، ويتمتعون بالجو الجميل الفسيح والهواء النقي. وشهر ديسمبر، هو الموسم الثاني للأمطار عندنا، وآخر مواسم الأمطار التي تهطل على مملكة البحرين.
ففي شهر مارس، وفي عام 1975 هطلت علينا في هذا الشهر أمطار منقطعة النظير بغزارتها وعامت البحرين من جميع جهاتها الأربع، حتى إن شوارع العاصمة المنامة غرقت وكذلك مدينة عيسى بالأخص، والمدن والقرى الأخرى، والسبب عدم وجود مصارف لمياه الأمطار، وندرة الصهاريج لدى البلديات. هذه النقع وهي كثيرة في «برايح الفرجان» سابقاً وتتحول تلك النقع إلى ملاعب للأطفال ولصنع القوارب الورقية الصغيرة، وإجراء مسابقات بين قواربهم أيها أسرع، إذ تدفع بها نسيمات الهواء وهم من خلفها مشمرون ثيابهم إلى ما فوق الركب، وهم في لهوهم البريء، وركضهم السريع، وقد يقع أحدهم في النقعة وتتعالى الضحكات على بعضهم بعضاً، والابتسامات تعلو وجوههم. زمن مضى بحلوه ومره، لكن بالمجمل هو زمن الطيبين والنيات الحسنة والعمل الشاق في البحر والحقول والمصانع البدائية، والمكاتب الحكومية والشركات الحديثة خدمة لبناء هذا الوطن الغالي بقيادة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، وبمتابعة وتوجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والمواطنين المخلصين.
وفي عصرنا الحاضر تغيّر المناخ بسبب الاحتباس الحراري الذي سبّب قلة الأمطار على تلك الأماكن البعيدة، وسبّب قلة الأمطار هناك، حيث جفت العيون الطبيعية عندنا، واتجهنا إلى تحلية مياه البحر لتوفير النقص من العيون الطبيعية. وأهل البحرين الأوائل، خاصةً المهتمين بالفلك ومواسم الزراعة، فهم على بينة بالأشهُر المطيرة فصلاً وشهراً، ومنهم عرفنا ذلك وعرفنا الفصول الأربعة. أما الأشهُر المطيرة ففي بداية دخول الشتاء، خاصة في شهر أكتوبر من كل عام، تأتينا أمطار غزيرة، ونسميها أمطار الوسمي، إذ إن هذه الأمطار تسقي الأرض الجرداء، وتوسم الأرض بالأعشاب والزهور، وبالأخص أن هذه الأمطار إذا جاءت غزيرة نبّأت بموسم وفير من -الفقع- «الكمأ»، وبهذا يبدأ موسم التخييم في الصخير وحول جبل الدخان وغير ذلك من المرابع الخضراء، ويهجر أهالي البحرين البيوت، وينصبون خيامهم، ويتمتعون بالجو الجميل الفسيح والهواء النقي. وشهر ديسمبر، هو الموسم الثاني للأمطار عندنا، وآخر مواسم الأمطار التي تهطل على مملكة البحرين.
ففي شهر مارس، وفي عام 1975 هطلت علينا في هذا الشهر أمطار منقطعة النظير بغزارتها وعامت البحرين من جميع جهاتها الأربع، حتى إن شوارع العاصمة المنامة غرقت وكذلك مدينة عيسى بالأخص، والمدن والقرى الأخرى، والسبب عدم وجود مصارف لمياه الأمطار، وندرة الصهاريج لدى البلديات. هذه النقع وهي كثيرة في «برايح الفرجان» سابقاً وتتحول تلك النقع إلى ملاعب للأطفال ولصنع القوارب الورقية الصغيرة، وإجراء مسابقات بين قواربهم أيها أسرع، إذ تدفع بها نسيمات الهواء وهم من خلفها مشمرون ثيابهم إلى ما فوق الركب، وهم في لهوهم البريء، وركضهم السريع، وقد يقع أحدهم في النقعة وتتعالى الضحكات على بعضهم بعضاً، والابتسامات تعلو وجوههم. زمن مضى بحلوه ومره، لكن بالمجمل هو زمن الطيبين والنيات الحسنة والعمل الشاق في البحر والحقول والمصانع البدائية، والمكاتب الحكومية والشركات الحديثة خدمة لبناء هذا الوطن الغالي بقيادة حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، وبمتابعة وتوجيه صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء والمواطنين المخلصين.