ينتظر المستهلك مواسم تخفيضات أسعار السلع التي يطرحها التجار بفارغ الصبر، فيستغل هذه التخفيضات لشراء السلع التي ينوي شراءها فيحصل عليها بسعر مخفض، أو شراء سلع لم تكن في خطته الشرائية لكنه يراها فرصة ذهبية فيشتري السلعة، ويخزنها في المنزل ليستعملها وقت الحاجة. عندما تستعرض مواسم التخفيضات تجدها في الجمعة الأخيرة من شهر فبراير الجمعة البيضاء، وفي شهر ديسمبر، وأحياناً في الصيف، في حين أن هناك مواسم يقبل فيها المشتري مضطراً إلى شراء السلع، وهي موسم شهر رمضان الكريم، حيث الإقبال على شراء المواد الغذائية، وكذلك بعض الملابس والهدايا عند الاحتفال بالقرقاعون، كما يقبل المستهلك على الشراء عند عيد الأضحى وعيد رمضان، ومن المواسم المهمة التي يقبل فيها المستهلك على الشراء عند بدء العام الدراسي حيث شراء الملابس المدرسية، والقرطاسية لأبنائهم، وهذه المواسم هي المواسم الذهبية للتجار، فيستغل بعض التجار هذه المواسم لرفع الأسعار والاستفادة من المستهلك بأكبر قدر ممكن، ليس هذا فحسب بل إن البعض يطرح السلع الرديئة ويبيعها بأغلى الأسعار، ولا سيما في مجال الملابس، حيث تعرض الملابس التي لا يرغب فيها المستهلك لقدم تصاميمها، أو لأن ألوانها غير مرغوبة، إلا أن المستهلك يضطر إلى شرائها بأغلى الأثمان لعدم وجود البديل، ولضيق الوقت، وهنا يطرح سؤال نفسه هل اختيار موعد التخفيضات يكون بناءً على مصلحة التاجر؟ أم تُراعى ظروف مصلحة المستهلك، حيث حاجة الأسرة إلى زيادة مشترياتها في موسم معين؟

نلاحظ أن أكبر مواسم التخفيضات في الدول الأوروبية تقام في موسم أعياد المسيحيين حيث يراعى فيها حاجة المستهلك إلى التخفيضات، أما إخواننا التجار فلا يطرحون التخفيضات في مواسم حاجة المستهلك للشراء، وكأن التاجر في مبارزة مع جيب المستهلك ليستثمر أفضل الفرص لتحقيق الأرباح، واستقطاب المستهلك للشراء فهو يشجع المستهلك على الشراء في موسم التخفيضات، كما يضطر المستهلك إلى الشراء في المواسم التي يحتاجها. إن زيادة القوة الشرائية للمستهلك تعتبر لصالح التاجر، ولكن هل هي لصالح المستهلك؟ فإن تشجيع المستهلك على الشراء بشكل مستمر يؤثر في قدرة الأسرة الادخارية فقد يصل المستهلك إلى مرحلة يعجز فيها عن التوفير لسد الاحتياجات الضرورية، مثل الحاجة إلى العلاج، والحاجة إلى دفع كلفة تصليح السيارة، أو إجراء بعض التعديلات الضرورية، وهنا لا بد من وضع معادلة تحمي المستهلك وتعين الأسرة على التوازن في مصروفاتها، فكم نتمنى من إخواننا التجار طرح التخفيضات في مواسم أعياد المسلمين، وموسم العودة إلى المدارس مراعاة لحاجة المستهلك.. ودمتم سالمين.