يقول ابن خلدون في مقدمته "العبيد يصنعون الطواغيت" وعلى غرار ذلك "التافهون هم الذين يصنعون المحتوى الإعلامي"! ففي ظل التقنيات الحديثة وانتشار المنصات الاجتماعية على نطاق واسع ظهر العديد من الفقاعات البشرية في صناعة وتقديم المحتوى التافه عبر المنصات الاجتماعية على اختلافها، واختلط الحابل بالنابل فما عدنا نفهم من هو الإعلامي المتخصص والإعلامي المصنوع إن صح استخدام هذا التعبير.
فالإعلام هو صناعة والماهر من يطوع تلك المهارات التي لديه ليصنع رسالة ذات هدف ومعنى، فما نراه اليوم يجعلنا نعيد النظر في ماهية الإعلام وشكله ومحتواه. لست ضد استخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا لصناعة محتوى إعلامي هادف لكن ضد الغث الذي نراه عبر المنصات الاجتماعية الذي هو أشبه ما يكون ببازار يعرض فيه كل السلع الرخيصة والمنتجات السيئة الصنع أو منتجات منسوخة طبق الأصل.
من الذي يتحكم اليوم في صناعة المحتوى هل هو صانع ذلك المحتوى أم المنتجون أم الجمهور ذاته؟
من وجهة نظري فإننا أمام إشكالية كبيرة، وهي تداخل الأدوار ببعضها فأنت اليوم في فضاء افتراضي يدار من قبل شركات عملاقة تسيطر على المحتوى المراد بثه ونشره، وصناع محتوى يريدون الشهرة وجمهور يحرك الدفة كيفما يريد وبأي اتجاه يسير.
إذا جردنا العملية الإعلامية التي تدار عبر المنصات الاجتماعية فأمامك صانع محتوى لا يعلم عن الإعلام شيئاً وغير مختص، بل يطوع تلك التقنيات لبث محتوى يريد من خلاله الحصول على متابعين ودخل مربح، ويتلاعب في شكل المحتوى، وعادة ما يكون المحتوى ترفيهياً لإرسال رسائل إلى شريحة واسعة من الجمهور الذي يقضي أكثر من 12 ساعة متنقلاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو أن يكون هناك منتجون يجندون المشاهير لبث المحتوى الترفيهي، وعادة ما يكون هذا المحتوى تافهاً أو دعاية وإعلاناً أو عرضاً لسلع وتنميطاً لصورة المرأة السلبية التي أشبه ما تكون بعرض حي لسوق النخاسة.
أو أن يكون لديك صانع محتوى، ولكن لديه من القوة والتأثير ما يمكنه من صنع محتوى هادف، ولديه أيضاً شريحة من الجماهير الراغبة في مشاهدة محتوى مميز.
والسؤال الذي قد يتبادر في أذهاننا أين الإعلامي المختص؟ وهنا يبدو أننا وضعنا العقدة في المنشار لأن الإعلامي اليوم أصبح تائهاً في زخم المنصات الاجتماعية ولا يستطيع مجابهة التحدي؛ لأنه تشرب الإعلام بطريقته الصحيحة ولا يستطيع أن يجاري الركب ليس ضعفاً منه، وإنما لأنه لا يمكن له مواصلة المسير أمام سيل صناع المحتوى التافه الذي يقف وراءه آلاف من الجمهور السطحي، وطبعاً أنا هنا لا أعمم وإنما هناك البعض من الإعلاميين المختصين الذين تمكنوا من صناعة المحتوى الإعلامي الهادف وهم قلة، وهناك أيضاً من الإعلاميين من أصيب بداء الشهرة وبات يقدم الإعلان بالنون على الإعلام بالميم!
وتبريراً للمستوى الهابط الذي وصل إليه الفن والثقافة والإعلام فإن مقولة "الجمهور عاوز كده" دائماً ما تبرز على الساحة فأنت عندما تصنع محتوى تافهاً فذلك تطبيق "للجمهور عاوز كده"، وقد اتفق معها واختلف لأن الجمهور هو من يمجد التافهين ويصنع منهم مشاهير وإعلاميين، فأنت عندما تقرأ بعض التعليقات على محتوى في صفحة لشخصية مشهورة وتافهة تخبرك بالفعل أن الجمهور هو الذي يصنع هؤلاء ويرفعونهم كما الثريا في سماء المجد! ولا أدري أين تكمن المشكلة هل في الذائقة العامة للجمهور أم في الذائقة الخاصة؟
وفي اعتقادي أن ذلك يقع على الإعلامي المختص اليوم بأن عليه ألا يسمح لهؤلاء بالصعود على مهنة الإعلام، وأن يضع الأمور في نصابها الحقيقي، وإلا فلا عزاء للإعلام وللإعلاميين!!
فالإعلام هو صناعة والماهر من يطوع تلك المهارات التي لديه ليصنع رسالة ذات هدف ومعنى، فما نراه اليوم يجعلنا نعيد النظر في ماهية الإعلام وشكله ومحتواه. لست ضد استخدام التقنيات الحديثة والتكنولوجيا لصناعة محتوى إعلامي هادف لكن ضد الغث الذي نراه عبر المنصات الاجتماعية الذي هو أشبه ما يكون ببازار يعرض فيه كل السلع الرخيصة والمنتجات السيئة الصنع أو منتجات منسوخة طبق الأصل.
من الذي يتحكم اليوم في صناعة المحتوى هل هو صانع ذلك المحتوى أم المنتجون أم الجمهور ذاته؟
من وجهة نظري فإننا أمام إشكالية كبيرة، وهي تداخل الأدوار ببعضها فأنت اليوم في فضاء افتراضي يدار من قبل شركات عملاقة تسيطر على المحتوى المراد بثه ونشره، وصناع محتوى يريدون الشهرة وجمهور يحرك الدفة كيفما يريد وبأي اتجاه يسير.
إذا جردنا العملية الإعلامية التي تدار عبر المنصات الاجتماعية فأمامك صانع محتوى لا يعلم عن الإعلام شيئاً وغير مختص، بل يطوع تلك التقنيات لبث محتوى يريد من خلاله الحصول على متابعين ودخل مربح، ويتلاعب في شكل المحتوى، وعادة ما يكون المحتوى ترفيهياً لإرسال رسائل إلى شريحة واسعة من الجمهور الذي يقضي أكثر من 12 ساعة متنقلاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو أن يكون هناك منتجون يجندون المشاهير لبث المحتوى الترفيهي، وعادة ما يكون هذا المحتوى تافهاً أو دعاية وإعلاناً أو عرضاً لسلع وتنميطاً لصورة المرأة السلبية التي أشبه ما تكون بعرض حي لسوق النخاسة.
أو أن يكون لديك صانع محتوى، ولكن لديه من القوة والتأثير ما يمكنه من صنع محتوى هادف، ولديه أيضاً شريحة من الجماهير الراغبة في مشاهدة محتوى مميز.
والسؤال الذي قد يتبادر في أذهاننا أين الإعلامي المختص؟ وهنا يبدو أننا وضعنا العقدة في المنشار لأن الإعلامي اليوم أصبح تائهاً في زخم المنصات الاجتماعية ولا يستطيع مجابهة التحدي؛ لأنه تشرب الإعلام بطريقته الصحيحة ولا يستطيع أن يجاري الركب ليس ضعفاً منه، وإنما لأنه لا يمكن له مواصلة المسير أمام سيل صناع المحتوى التافه الذي يقف وراءه آلاف من الجمهور السطحي، وطبعاً أنا هنا لا أعمم وإنما هناك البعض من الإعلاميين المختصين الذين تمكنوا من صناعة المحتوى الإعلامي الهادف وهم قلة، وهناك أيضاً من الإعلاميين من أصيب بداء الشهرة وبات يقدم الإعلان بالنون على الإعلام بالميم!
وتبريراً للمستوى الهابط الذي وصل إليه الفن والثقافة والإعلام فإن مقولة "الجمهور عاوز كده" دائماً ما تبرز على الساحة فأنت عندما تصنع محتوى تافهاً فذلك تطبيق "للجمهور عاوز كده"، وقد اتفق معها واختلف لأن الجمهور هو من يمجد التافهين ويصنع منهم مشاهير وإعلاميين، فأنت عندما تقرأ بعض التعليقات على محتوى في صفحة لشخصية مشهورة وتافهة تخبرك بالفعل أن الجمهور هو الذي يصنع هؤلاء ويرفعونهم كما الثريا في سماء المجد! ولا أدري أين تكمن المشكلة هل في الذائقة العامة للجمهور أم في الذائقة الخاصة؟
وفي اعتقادي أن ذلك يقع على الإعلامي المختص اليوم بأن عليه ألا يسمح لهؤلاء بالصعود على مهنة الإعلام، وأن يضع الأمور في نصابها الحقيقي، وإلا فلا عزاء للإعلام وللإعلاميين!!