لم أتعجب مطلقاً عندما قرأت في تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية أن
13 طريقاً رئيساً في البحرين تتجاوز الحركة المرورية فيها طاقتها الاستيعابية، فمن وجهة نظري المتواضعة أن مسألة الازدحام تفاقمت وأصبحت شيئاً لا يطاق!! فمشوار بسيط لا يتعدى حسب التطبيق العالمي الأكثر شهرة «Google map» الربع ساعة يستوجب مني الآن قرابة الساعة أو أكثر!! لا أبالغ مطلقاً، ولا أضخم الأمر فهذه حقيقة وواقع. في السابق كنا نقول بأن الازدحام في أوقات الذروة «منطقي» فالجميع يكون متجهاً لعمله وجامعته ومدرسته!! أما الآن فإن الذروة طوال اليوم!! تخرج من بيتك في أي وقت لتفاجأ أن الشوارع مصابة بالشلل المروري!!
ردت وزارة الأشغال على ملاحظة تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية الخاصة بتجاوز عدد كبير من الشوارع الرئيسة طاقتها الاستيعابية بأن وزارة الأشغال «تسخر كافة إمكانياتها بالتعاون مع أصحاب المصلحة لدراسة الاختناقات المرورية بشبكة الطرق بالمملكة، ووضع سياسات متكاملة لحل مشكلة الازدحامات المرورية في أكثر من اتجاه، من خلال الوقوف على مشاكل الازدحامات المرورية ووضع الحلول الفورية الممكنة وإجراء الدراسات المرورية الموسّعة لوضع الحلول القصيرة والطويلة الأمد». من الفقرة السابقة نستنتج أن وزارة الأشغال مازالت في مرحلة «دراسة المشكلة»!! ولا ندري كم ستستغرق هذه المرحلة؟؟
وأضافت الوزارة بأنه في ظل تنامي الحركة المرورية في المملكة وزيادة النمو العمراني سعت وزارة الأشغال إلى التعامل مع مشاكل الازدحامات المرورية من خلال برنامج مراقبة الحركة المرورية السنوي، والذي يتم فيه جمع بيانات الحركة المرورية على الشوارع الرئيسة بالمملكة، لتتم بعدها عملية التحليل وإعداد الدراسات المرورية لحل الاختناقات المرورية وتنفيذ الحلول الممكنة على التقاطعات والشوارع الرئيسة المزدحمة وبصورة تدريجية مع مراعاة الأمور الفنية الأخرى التي لها علاقة بموافقة أجهزة الخدمات وتوفر الميزانية. كما تم وضع حلول أخرى طويلة الأمد تتمثل في تطوير وتوسعة الشوارع الرئيسة في المملكة وتوفير الجسور العلوية لربط المناطق العمرانية المحيطة لمواكبة الزيادة في الحركة المرورية والعمرانية والسكانية بالمنطقة.
لا أعرف هل هذه المبررات منطقية للرد على ملاحظات ديوان الرقابة، لاسيما وأنها غير مرتبطة بأهداف واضحة أو مؤشرات قياس!!
لا أنكر بأن وزارة الأشغال من الوزارات الرائدة في مجال تطوير الشوارع، ولكن الوضع يحتاج إلى سرعة في التعامل مع ما تعانيه شوارعنا من ازدحام!! ولا أريد أن أحمّل وزارة الأشغال الذنب كله فكل طرف من الأطراف هو شريك في «الزحمة التي نعيشها»، وفي رأيي المتواضع بأن ملف الازدحام يجب أن يأخذ أولوية ضمن خطة عمل الحكومة.
رأيي المتواضع
في رأيي المتواضع أنه يجب أن نتفكر في إعادة تسمية «الهاي واي» High way من طريق سريع إلى أي شيء آخر لأنه فقط صفة السرعة!! فالهاوي عندنا أصبح مزدحماً وبطيء الحركة.
تقول لي صديقة بأنها تستغرق قرابة الساعتين للوصول إلى مقر عملها!! ساعتان من يومها ذهاباً ومثلها في طريق العودة!! فلنحسب معكم تأثير الازدحام عليها، فإذا جئنا للجانب المادي فإن معدل استخدامها للوقود سيرتفع، وسينخفض العمر الافتراضي للمركبة مما يستوجب مزيداً من الصيانة، أما على الصعيد الجسدي فإنها ستعاني آلاماً في الظهر والرقبة والرجلين. تقول صديقتي مازحة «أحتاج إلى تأهيل لتعلم المشي والحركة السليم بعد كل مشوار»، أما على الصعيد النفسي فإن الضغط يعلو ويعلو والتوتر يزداد، مما يتسبب في أمراض عضوية لا يحمد عقباها!!
في رأيي المتواضع إن من أحد الأسباب التي كانت تميز بحريننا الرائعة أنها كانت صغيرة والمشاوير فيها لا تستغرق وقتاً طويلاً!! كنا نقول ذلك ونسمعها من الجميع «يا حظكم كل شيء قريب منكم».. أما اليوم ومع الازدحام غير المنطقي فإن الوضع تغير وأصبحت شوارع البحرين «مشلولة مرورياً».
{{ article.visit_count }}
13 طريقاً رئيساً في البحرين تتجاوز الحركة المرورية فيها طاقتها الاستيعابية، فمن وجهة نظري المتواضعة أن مسألة الازدحام تفاقمت وأصبحت شيئاً لا يطاق!! فمشوار بسيط لا يتعدى حسب التطبيق العالمي الأكثر شهرة «Google map» الربع ساعة يستوجب مني الآن قرابة الساعة أو أكثر!! لا أبالغ مطلقاً، ولا أضخم الأمر فهذه حقيقة وواقع. في السابق كنا نقول بأن الازدحام في أوقات الذروة «منطقي» فالجميع يكون متجهاً لعمله وجامعته ومدرسته!! أما الآن فإن الذروة طوال اليوم!! تخرج من بيتك في أي وقت لتفاجأ أن الشوارع مصابة بالشلل المروري!!
ردت وزارة الأشغال على ملاحظة تقرير ديوان الرقابة المالية والإدارية الخاصة بتجاوز عدد كبير من الشوارع الرئيسة طاقتها الاستيعابية بأن وزارة الأشغال «تسخر كافة إمكانياتها بالتعاون مع أصحاب المصلحة لدراسة الاختناقات المرورية بشبكة الطرق بالمملكة، ووضع سياسات متكاملة لحل مشكلة الازدحامات المرورية في أكثر من اتجاه، من خلال الوقوف على مشاكل الازدحامات المرورية ووضع الحلول الفورية الممكنة وإجراء الدراسات المرورية الموسّعة لوضع الحلول القصيرة والطويلة الأمد». من الفقرة السابقة نستنتج أن وزارة الأشغال مازالت في مرحلة «دراسة المشكلة»!! ولا ندري كم ستستغرق هذه المرحلة؟؟
وأضافت الوزارة بأنه في ظل تنامي الحركة المرورية في المملكة وزيادة النمو العمراني سعت وزارة الأشغال إلى التعامل مع مشاكل الازدحامات المرورية من خلال برنامج مراقبة الحركة المرورية السنوي، والذي يتم فيه جمع بيانات الحركة المرورية على الشوارع الرئيسة بالمملكة، لتتم بعدها عملية التحليل وإعداد الدراسات المرورية لحل الاختناقات المرورية وتنفيذ الحلول الممكنة على التقاطعات والشوارع الرئيسة المزدحمة وبصورة تدريجية مع مراعاة الأمور الفنية الأخرى التي لها علاقة بموافقة أجهزة الخدمات وتوفر الميزانية. كما تم وضع حلول أخرى طويلة الأمد تتمثل في تطوير وتوسعة الشوارع الرئيسة في المملكة وتوفير الجسور العلوية لربط المناطق العمرانية المحيطة لمواكبة الزيادة في الحركة المرورية والعمرانية والسكانية بالمنطقة.
لا أعرف هل هذه المبررات منطقية للرد على ملاحظات ديوان الرقابة، لاسيما وأنها غير مرتبطة بأهداف واضحة أو مؤشرات قياس!!
لا أنكر بأن وزارة الأشغال من الوزارات الرائدة في مجال تطوير الشوارع، ولكن الوضع يحتاج إلى سرعة في التعامل مع ما تعانيه شوارعنا من ازدحام!! ولا أريد أن أحمّل وزارة الأشغال الذنب كله فكل طرف من الأطراف هو شريك في «الزحمة التي نعيشها»، وفي رأيي المتواضع بأن ملف الازدحام يجب أن يأخذ أولوية ضمن خطة عمل الحكومة.
رأيي المتواضع
في رأيي المتواضع أنه يجب أن نتفكر في إعادة تسمية «الهاي واي» High way من طريق سريع إلى أي شيء آخر لأنه فقط صفة السرعة!! فالهاوي عندنا أصبح مزدحماً وبطيء الحركة.
تقول لي صديقة بأنها تستغرق قرابة الساعتين للوصول إلى مقر عملها!! ساعتان من يومها ذهاباً ومثلها في طريق العودة!! فلنحسب معكم تأثير الازدحام عليها، فإذا جئنا للجانب المادي فإن معدل استخدامها للوقود سيرتفع، وسينخفض العمر الافتراضي للمركبة مما يستوجب مزيداً من الصيانة، أما على الصعيد الجسدي فإنها ستعاني آلاماً في الظهر والرقبة والرجلين. تقول صديقتي مازحة «أحتاج إلى تأهيل لتعلم المشي والحركة السليم بعد كل مشوار»، أما على الصعيد النفسي فإن الضغط يعلو ويعلو والتوتر يزداد، مما يتسبب في أمراض عضوية لا يحمد عقباها!!
في رأيي المتواضع إن من أحد الأسباب التي كانت تميز بحريننا الرائعة أنها كانت صغيرة والمشاوير فيها لا تستغرق وقتاً طويلاً!! كنا نقول ذلك ونسمعها من الجميع «يا حظكم كل شيء قريب منكم».. أما اليوم ومع الازدحام غير المنطقي فإن الوضع تغير وأصبحت شوارع البحرين «مشلولة مرورياً».