بعد الحرب العالمية الثانية، اشتهر وزير الدعاية الألماني «يوزف غوبلز» النازي بمقولات خالدة، أصبحت مع مرور الوقت نظريات مضرباً للأمثال، ومن أشهرها «اكذب واكذب حتى تصدق» و«أعطني إعلاماً بلا ضمير أعطِكَ شعباً بلا وعي»، الحرب انتهت في 1945، إلا أن صدى هذه المقولات لسياسي نازي مثل يوزف غوبلز لايزال يتردد وينتشر وبحناجر حاربت النازية.
اليوم السياسة والإعلام الغربي أضف عليه بعض الإعلام الهابط يتبنى نظرية جديدة ممزوجة من مقولات «غوبلز» وهي نظرية الببغاء، فكما يعلم الجميع فإن الببغاء لا يتكلم ولا يفهم ما يقول بل يردد بعض الجمل التي سمعها وحفظها فقط، وهي الطريقة التي يتعامل بها السياسيون والإعلاميون ضد كل من يحاول رسم الحقيقة أو نقل صورة مغايرة لما يردده هؤلاء الببغاوات.
في قضية «غزة» الواقع يقول بأن هناك عدواناً وقع على شعب قبل عشرات السنين، وأن البداية كانت مجازر وتهجيراً للفلسطينيين وأنه حتى يومنا هذا لم يبقَ من أرض فلسطين أكثر من 15% لم تحتل بشكل كامل. إلا أن الببغاوات يرددون وبكل صفاقة واستهبال، بأن 7 أكتوبر هي سبب نكسة وشرارة الحرب بين الطرفين، طرف إسرائيلي عبارة عن دولة ونظام وجيش وشعب، وطرف آخر إرهابي متوحش فقط يسعى لإبقاء الصراع قائماً بين الشعبين المتحابين «الفلسطيني والإسرائيلي».
مشاهد جثث الأطفال والنساء والشيوخ والرجال نشاهدها يومياً في مختلف المنصات والمحطات، وتعليق السياسيين والإعلاميين الغربيين يكون دائماً بأن الفصائل الفلسطينية هي السبب! لماذا؟ لأنها استخدمت المدنيين كدروع بشرية وأجبرت إسرائيل التي تدافع عن نفسها على قصف هؤلاء! حسناً ماذا عن المدنيين الذين كانوا في الملاجئ التابعة للأمم المتحدة أو النازحين من الحرب؟ الغرب: تتحمل الفصائل المسؤولية!
المضحك أنهم يعلمون أنهم يكذبون ويعلمون كذلك بأن العالم كله يعلم بأنهم يكذبون ورغم ذلك فهم يؤدون المهمة بشكل جيد بأن كرر وكرر نفس المصطلحات والعبارات التي تعكس الواقع وتبرئ المجرم وتجرم المقتول والمشرد والجائع والمظلوم.
وهؤلاء الظلمة المجرمون يعلمون تماماً بأن «حماس» ليست بالنسبة لهم سوى شماعة من خلالها يستبيحون دماء الأبرياء وينفذون مخططاتهم التي هي أكبر من حماس وما بعد حماس، حتى وإن تمت إبادة حماس فلن تتراجع خطط الاحتلال في إنهاء كل أثر لفلسطين. وحتى لو حاولوا وحاول معهم كل العالم ومن خلفهم الببغاوات طمس الحقائق وتزييف الواقع وترديد بأن محاولة نيل حقوق الشعب الفلسطيني هي تعدٍ على الإسرائيليين وأن كل من يقاوم هو مجرم وإرهابي، سيعود خائباً خاسئاً أمام إرادة الشعب الفلسطيني وإرادة الشرفاء من حولهم في العالم ممن يرددون فلسطين حرة.