في العام ١٩٨٥حاول المسؤولون في ولاية تكساس الأمريكية خفض القمامة في الشوارع وصرفوا الملايين على حملات إعلانية تهدف لإقناع الناس بأن التوقف عن رمي القمامة واجب مدني لكن جميع المحاولات باءت بالفشل. وكان معظم الذين يتعمدون رمي الأوساخ في الشوارع من الشباب الذكور ما بين ١٨ إلى ٢٤ عاماً. ويبدو أن الشباب وبسبب طبيعتهم الثورية أرادوا التمرد - من أجل التمرد - على ما يصدر من "السلطة" من توجيهات ونصائح.
و بعد محاولات الفشل، ارتأى المسؤولون ضرورة إطلاق حملة إعلانية جديدة تخاطب الشعور بالفخر لدى الفئة المستهدفة - أي الشباب - وتداعب اعتزازهم بولايتهم وانتمائهم لها فلجأوا إلى أفراد فريق كرة القدم (دالاس كاوبوي) ذي القاعدة الجماهيرية الكبيرة في تكساس وصوروا كل لاعب من الفريق وهو يلتقط المخلفات بيده ويردد ( لا تعبث بتكساس!). و قد حققت هذه الحملة مع العبارة المصاحبة لها نجاحاً ليس على مستوى ولاية تكساس فحسب بل على مستوى جميع الولايات الأمريكية. و أصبحت عبارة (لا تعبث بتكساس!) أشبه بالشعار الوطني للولاية وتستخدم حتى يومنا الحالي.
وأشارت الإحصائيات أن القمامة في شوارع تكساس انخفضت بنسبة ٢٩٪ في السنة الأولى من الحملة وخلال ست سنوات وصل الانخفاض إلى ٧٢٪ و هو أمر فاق التوقعات. وهذا النجاح يعود في المقام الأول إلى مخاطبة الناس بالطريقة التي تؤثر فيهم و تصل إلى وجدانهم وعقلهم الباطن، فعندما امتزج الشباب (لاعبي كرة القدم) مع الفخر و الاعتزاز بالوطن في الطرح وصلت الرسالة بسرعة للفئة المستهدفة وتحققت الأهداف.
و هذا يجرني طبعاً إلى العديد من الحملات الإعلانية التي تصلنا و منها الإعلانات الأخيرة لصندوق العمل (تمكين) التي نراها على شاشة تلفزيون البحرين و تظهر رواد الأعمال وهم يتحدثون عن مشاريعهم التجارية وعن برامج (تمكين). واعتقد أن هذه الحملة هي الأفضل نسبياً من ضمن حملات (تمكين) بحيث ابتعدت فيها عن اللجوء إلى الوجوه التي كانت مستهلكة و عرضت مشاريع ناجحة مثل ورش تصنيع الزجاج و غيرها بعد ان ارتبطت ريادة الأعمال في وقت سابق بمشاريع نخبوية بعيدة عن أغلب الناس.
اليوم من خلال هذه الحملة، أعتقد أن الجميع بإمكانه أن يرتبط Relate بأحد المشاريع التي يراها على الشاشة، ليس هذا فحسب بل سيرتبط أيضاً مع الشخص الذي يروي قصة نجاح مشروعه فالأصوات بحرينية والوجوه بحرينية وكلها تتحدث اللهجة المحلية بعيداً عن التصنع وهذا هو المطلوب. وأرى من الضروري تبسيط فكرة ريادة الأعمال وتعريب مصطلحاتها وتسهيل طريقة الحديث عنها كي تصل إلى السواد الأعظم من الناس مع أهمية تشجيع جميع أنواع المشاريع وإظهارها للملأ في حالة النجاح.
{{ article.visit_count }}
و بعد محاولات الفشل، ارتأى المسؤولون ضرورة إطلاق حملة إعلانية جديدة تخاطب الشعور بالفخر لدى الفئة المستهدفة - أي الشباب - وتداعب اعتزازهم بولايتهم وانتمائهم لها فلجأوا إلى أفراد فريق كرة القدم (دالاس كاوبوي) ذي القاعدة الجماهيرية الكبيرة في تكساس وصوروا كل لاعب من الفريق وهو يلتقط المخلفات بيده ويردد ( لا تعبث بتكساس!). و قد حققت هذه الحملة مع العبارة المصاحبة لها نجاحاً ليس على مستوى ولاية تكساس فحسب بل على مستوى جميع الولايات الأمريكية. و أصبحت عبارة (لا تعبث بتكساس!) أشبه بالشعار الوطني للولاية وتستخدم حتى يومنا الحالي.
وأشارت الإحصائيات أن القمامة في شوارع تكساس انخفضت بنسبة ٢٩٪ في السنة الأولى من الحملة وخلال ست سنوات وصل الانخفاض إلى ٧٢٪ و هو أمر فاق التوقعات. وهذا النجاح يعود في المقام الأول إلى مخاطبة الناس بالطريقة التي تؤثر فيهم و تصل إلى وجدانهم وعقلهم الباطن، فعندما امتزج الشباب (لاعبي كرة القدم) مع الفخر و الاعتزاز بالوطن في الطرح وصلت الرسالة بسرعة للفئة المستهدفة وتحققت الأهداف.
و هذا يجرني طبعاً إلى العديد من الحملات الإعلانية التي تصلنا و منها الإعلانات الأخيرة لصندوق العمل (تمكين) التي نراها على شاشة تلفزيون البحرين و تظهر رواد الأعمال وهم يتحدثون عن مشاريعهم التجارية وعن برامج (تمكين). واعتقد أن هذه الحملة هي الأفضل نسبياً من ضمن حملات (تمكين) بحيث ابتعدت فيها عن اللجوء إلى الوجوه التي كانت مستهلكة و عرضت مشاريع ناجحة مثل ورش تصنيع الزجاج و غيرها بعد ان ارتبطت ريادة الأعمال في وقت سابق بمشاريع نخبوية بعيدة عن أغلب الناس.
اليوم من خلال هذه الحملة، أعتقد أن الجميع بإمكانه أن يرتبط Relate بأحد المشاريع التي يراها على الشاشة، ليس هذا فحسب بل سيرتبط أيضاً مع الشخص الذي يروي قصة نجاح مشروعه فالأصوات بحرينية والوجوه بحرينية وكلها تتحدث اللهجة المحلية بعيداً عن التصنع وهذا هو المطلوب. وأرى من الضروري تبسيط فكرة ريادة الأعمال وتعريب مصطلحاتها وتسهيل طريقة الحديث عنها كي تصل إلى السواد الأعظم من الناس مع أهمية تشجيع جميع أنواع المشاريع وإظهارها للملأ في حالة النجاح.