مرّ 155 يوماً منذ السابع من أكتوبر وبدء العدوان الإسرائيلي على غزة، 155 يوماً لم يخلُ يوم منها من رائحة الموت، وشعور الفقد والعجز، أيام ثقيلة مرت على أهل غزة وعلينا وعلى كل ضمير حي في هذا العالم.
خلال هذه الفترة المليئة بالدم والوحشية، تعددت أشكال الموت لدى أهالي غزة، فلم تعد طريقة القتل المعتادة عن طريق القتال المباشر مع الفصائل المقاتلة، ولا عن طريق قصف المباني بحجة اختباء المقاتلين فيها، بل شهدنا خلال هذه الأيام البطيئة أرواحاً تعالت من شدة القهر، وآخرين ماتوا لأن علاجهم المستمر لأمراضهم المستديمة قد توقف، كذلك هناك من مات جراء تسمم غذائي من أكل تعوفه الدواب، ومن شدة الإرهاب الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي والحصار الذي يخنق به غزة، شاهدنا أناساً يموتون من الجوع، وأطفالاً يموتون من البرد، ناهيك عن الذين توفوا جراء سقوط المساعدات عليهم.
يطل علينا رمضان الذي ننتظره كل عام، لنقضيه بين عبادة وتقوى، وبين ليالٍ عائلية دافئة، بينما سيكون رمضان أهل غزة مليئاً بالجوع كسائر أيامهم، وصلوات في لحظات مختلفة قد تكون الصلاة الأخيرة، فالقصف الغاشم لا يفرق بين مئذنة تصدح بالأذان ولا صليب يجتمع حوله المسيحيون، فلا المساجد ولا الكنائس أصبحت في منأى عن صواريخ الدمار.
من يعرف غزة وتابع أخبارها أو يعرف أحداً يعيش فيها، يعلم كل العلم عن كيفية استقبال أهالي غزة لهذا الشهر الكريم، فالفوانيس والإضاءات ورائحة الحلويات تكون هي العنوان الرئيسي لهذه المدينة، ولكن عند سؤال الحاجة سهام حسين أمام خيمتها عن مدى استعدادهم لرمضان، تجيب الحاجة بصوت متقطع مليء بالرجفة والدموع: «أتمنى ألا يأتي رمضان هذا العام على غزة».
فالفوانيس أصبحت كتل نيران، ورائحة الحلويات استبدلت برائحة الجثث وعنوانها الموت، كان أبطال هذه الملحمة هم الضحايا الذين بلغ عددهم 75 ألفاً بينهم 21 ألف شهيد، في وسط عجز وسكوت كامل من قبل المجتمع الدولي.
سيكون رمضاننا نحن مختلفاً أيضاً فالألم والغصة لا تفارقنا، نتجرع المر مع كل نشرة أخبار، ومع كل مقطع من السوشيال ميديا، ندعو فيه الله أن يفرج عليكم، فسنقوم برمضان رافعين أكفنا إلى الله بالدعاء، سائلين المولى أن يزيح هذه الغمة، ويجعل أفراحنا مضاعفة بأخبار لم نكن نتوقعها، وهو وحده القادر عليها، فكما قال الشافعي:
«سهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي ويرسلها إذا نفذ القضاء».
خلال هذه الفترة المليئة بالدم والوحشية، تعددت أشكال الموت لدى أهالي غزة، فلم تعد طريقة القتل المعتادة عن طريق القتال المباشر مع الفصائل المقاتلة، ولا عن طريق قصف المباني بحجة اختباء المقاتلين فيها، بل شهدنا خلال هذه الأيام البطيئة أرواحاً تعالت من شدة القهر، وآخرين ماتوا لأن علاجهم المستمر لأمراضهم المستديمة قد توقف، كذلك هناك من مات جراء تسمم غذائي من أكل تعوفه الدواب، ومن شدة الإرهاب الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي والحصار الذي يخنق به غزة، شاهدنا أناساً يموتون من الجوع، وأطفالاً يموتون من البرد، ناهيك عن الذين توفوا جراء سقوط المساعدات عليهم.
يطل علينا رمضان الذي ننتظره كل عام، لنقضيه بين عبادة وتقوى، وبين ليالٍ عائلية دافئة، بينما سيكون رمضان أهل غزة مليئاً بالجوع كسائر أيامهم، وصلوات في لحظات مختلفة قد تكون الصلاة الأخيرة، فالقصف الغاشم لا يفرق بين مئذنة تصدح بالأذان ولا صليب يجتمع حوله المسيحيون، فلا المساجد ولا الكنائس أصبحت في منأى عن صواريخ الدمار.
من يعرف غزة وتابع أخبارها أو يعرف أحداً يعيش فيها، يعلم كل العلم عن كيفية استقبال أهالي غزة لهذا الشهر الكريم، فالفوانيس والإضاءات ورائحة الحلويات تكون هي العنوان الرئيسي لهذه المدينة، ولكن عند سؤال الحاجة سهام حسين أمام خيمتها عن مدى استعدادهم لرمضان، تجيب الحاجة بصوت متقطع مليء بالرجفة والدموع: «أتمنى ألا يأتي رمضان هذا العام على غزة».
فالفوانيس أصبحت كتل نيران، ورائحة الحلويات استبدلت برائحة الجثث وعنوانها الموت، كان أبطال هذه الملحمة هم الضحايا الذين بلغ عددهم 75 ألفاً بينهم 21 ألف شهيد، في وسط عجز وسكوت كامل من قبل المجتمع الدولي.
سيكون رمضاننا نحن مختلفاً أيضاً فالألم والغصة لا تفارقنا، نتجرع المر مع كل نشرة أخبار، ومع كل مقطع من السوشيال ميديا، ندعو فيه الله أن يفرج عليكم، فسنقوم برمضان رافعين أكفنا إلى الله بالدعاء، سائلين المولى أن يزيح هذه الغمة، ويجعل أفراحنا مضاعفة بأخبار لم نكن نتوقعها، وهو وحده القادر عليها، فكما قال الشافعي:
«سهام الليل لا تخطئ ولكن لها أمد وللأمد انقضاء
فيمسكها إذا ما شاء ربي ويرسلها إذا نفذ القضاء».