يقولون إن لكل امرئ من اسمه نصيب، إلا أن الأمر لم يقتصر على أسماء الأشخاص وحسب وإنما أيضاً على الأشهر. فشهر نيسان (أبريل) والذي يمثل رابع شهر بالسنة ويعتبر بداية لفصل الربيع إلا أنه يعني باللغة السريانية «الذبيحة» وهي اللغة التي كانت سائدة في دول المشرق العربي والتي لا تزال تستخدم نفس تسميات أشهر السنة إلى يومنا هذا.
يوم 13 نيسان «أبريل» من العام 1975 أي قبل 49 عاماً والمعروف بـ«مجزرة بوسطة عين الرمانة» كان يوم انقلاب الموازين والشرارة لانطلاق الحرب الأهلية التي استمرت مدة 18عاماً، بها عرف لبنان كل أنواع حرب الشوارع والجبهات، حرب المفارق والقرى والمناطق ولا ننسى ضمناً الاجتياح الإسرائيلي على بيروت عام 82 ليعيش من قبل ومن بعد الدمار والخراب والمجازر والاختطافات والهجرة والفقر والتعتير. وظهرت الأجندات السياسية والأحزاب والميلشيات والتكتلات الهدامة الفتاكة لوحدة لبنان واللبنانيين الناجمة عن الانفصال الوطني والتقسيم الأهلي والمناطقي والنزاع الطائفي والانفصام المذهبي حيث لايزال هذا الخراب يمد سطو أذياله إلى يومنا هذا.
وبالرغم من قولنا الدائم عن 13 نيسان «ينذكر وما ينعاد» إلا أنه عاد ليحيا من جديد في عام 2024 باسم أكثر رونقاً وجمالاً حيث يعرف «بضربة حفظ ماء الوجه» -مافي داعي أشرح أكثر فالصغير قبل الكبير عارف الحكاية وبانت أطراف النهاية- وعلى غير المعتاد فاللبنانيون كانوا بالمطاعم مع الحفلات سهرانين ولشاشات التلفاز مشاهدين وللخوف والرعب غير مكترثين.
ولكن هذا لا يمنع أن لبنان دائماً ما يكون في الواجهة حيث يعتبر السارية التي يقف عليها أهل النزاع والحصار ويتلاطم وحده بأشرعه يواجه النيران.
وعودة إلى يوم 13 نيسان بنسخته الأولى لو دققنا في الأمر قليلاً لأدركنا مليّاً أن واقعة «البوسطة» ما هي إلا الشماعة التي نعلق عليها إحباطاتنا وتخبطاتنا الداخلية.. فالأمس مضى بحلوه ومرّه لذا ألم يحن الوقت أن نتكاتف لينهض لبنان بلبنانييه من جديد؟!
{{ article.visit_count }}
يوم 13 نيسان «أبريل» من العام 1975 أي قبل 49 عاماً والمعروف بـ«مجزرة بوسطة عين الرمانة» كان يوم انقلاب الموازين والشرارة لانطلاق الحرب الأهلية التي استمرت مدة 18عاماً، بها عرف لبنان كل أنواع حرب الشوارع والجبهات، حرب المفارق والقرى والمناطق ولا ننسى ضمناً الاجتياح الإسرائيلي على بيروت عام 82 ليعيش من قبل ومن بعد الدمار والخراب والمجازر والاختطافات والهجرة والفقر والتعتير. وظهرت الأجندات السياسية والأحزاب والميلشيات والتكتلات الهدامة الفتاكة لوحدة لبنان واللبنانيين الناجمة عن الانفصال الوطني والتقسيم الأهلي والمناطقي والنزاع الطائفي والانفصام المذهبي حيث لايزال هذا الخراب يمد سطو أذياله إلى يومنا هذا.
وبالرغم من قولنا الدائم عن 13 نيسان «ينذكر وما ينعاد» إلا أنه عاد ليحيا من جديد في عام 2024 باسم أكثر رونقاً وجمالاً حيث يعرف «بضربة حفظ ماء الوجه» -مافي داعي أشرح أكثر فالصغير قبل الكبير عارف الحكاية وبانت أطراف النهاية- وعلى غير المعتاد فاللبنانيون كانوا بالمطاعم مع الحفلات سهرانين ولشاشات التلفاز مشاهدين وللخوف والرعب غير مكترثين.
ولكن هذا لا يمنع أن لبنان دائماً ما يكون في الواجهة حيث يعتبر السارية التي يقف عليها أهل النزاع والحصار ويتلاطم وحده بأشرعه يواجه النيران.
وعودة إلى يوم 13 نيسان بنسخته الأولى لو دققنا في الأمر قليلاً لأدركنا مليّاً أن واقعة «البوسطة» ما هي إلا الشماعة التي نعلق عليها إحباطاتنا وتخبطاتنا الداخلية.. فالأمس مضى بحلوه ومرّه لذا ألم يحن الوقت أن نتكاتف لينهض لبنان بلبنانييه من جديد؟!