يواجه العالم اليوم الكثير من التحديات في ظل الصراعات والتطورات، والنزاعات والمنافسات، والكوارث والأزمات، إنها مخاوف كثيرة تستنزف جهود الدول الآمنة خوفاً على حياة البشرية من تطور علمي متسارع يحتاج إلى الكثير من الدراسات لنتائج هذه التطورات، وتأثيراتها المستقبلية التي جعلت العالم يقف وقفة صمت من أين يبدأ؟ من تقديم جهود لعقد اتفاقيات سلام لصراعات قائمة تمتد آثارها المدمرة على مختلف انحاء المعمورة، أم من وضع استراتجيات لمعالجة أزمات مالية وصحية نتيجة كوارث فيروسية وغيرها، أم لتخصيص جهود وميزانيات لإعادة بناء للمتضررين من كوارث طبيعية أو صناعية أو من حروب، أم للنظر في وضع آليات لمخاطر أمنية وتكنولوجية، أم لوضع حلول للأمن الغذائي وغيرها من متابعات لما يحدث من تغيرات مناخية وتأثيرات جوية، أو متابعات لأزمات محلية نتيجة التأثيرات العالمية وتصدعاتها، إنه بركان دولي عالمي ثائر، فكل ما كان من تطور علمي نقل البشرية إلى ما هي عليه اليوم كان سبباً في حدوث أزمة وكارثة رغم التطور العلمي الذي أحاط به من مختلف الجوانب وفي كل المجالات..
فمن أين نبدأ المعالجة؟! لتكون هي الحلول الوسطى للتخفيف من حدة ثوران البركان؟
نعيش في عالم كل بقعة فيه من هذا الزمن تنهض وتنشط على علم من العلوم العلمية المعاصرة، بصناعه عالمية متطورة لها أهدافها، وأبعادها الصناعية وغيرها السياسية، والاقتصادية، والتكنولوجية وغيرها العسكرية؛ وذلك في ظل صراع محتقن، صامت، ومنافسة دولية شرسة بهدف السيطرة العالمية.
فمنها نشاط المفاعلات النووية التي وجدت للسلم ولكن بضربة عسكرية عليها قد تخلق كارثة جوية على المستوى الدولي، والذكاء الاصطناعي بانتقاله إلى مرحلة الجيل المتقدم «الجيل السادس» ودخوله المجال العسكري أو استقلاله بالشكل غير المشروع قد يؤدي إلى كوراث من الجرائم وحروب غير متوقعة، وما نشهده اليوم من طائرات حربية قتالية مسيرة مقدمات تجريبية لمشاهد عن قوة بشرية منافسة نقلت صراعاتها من المواجهة البشرية إلى المواجهة التكنولوجية المعززة بالمواد السامة وما تبعها من معززات أخرى حيث هي المواجهات الحربية في مناطق الصراعات الدولية -إيران وإسرائيل، أوكرانيا وروسيا وغيرها- والتي لها أبعاد مستقبلية لأضرار مؤثرة على حياة البشرية، وغيرها من مخاطر ناتجة من صناعات بشرية لزلازل وكوارث تؤدي إلى انهيار الوشاح الصخري وانهيار المنشآت القائمة عليه كلياً أو جزئياً حيث يحدث سنوياً على سطح الأرض أكثر من مليون هزة مختلفة القوى ولا يشعر الإنسان منها إلا بنحو الثلث بحجة البناء وما يحدث من أنشطة إنسانية ناتجة من تفجيرات صناعية ونووية وبناء سدود عملاقة وتكوين بحيرات صناعية وسحب مياه وتنقيط وغيره.
ويأتي الاستمطار الصناعي الذي جاء لمعالجة الطقس في المناطق الصحراوية ولكن مع قلة دراسة النتائج والتأثيرات المستقبلية غير المتوقعة من هذه التجارب العلمية تأتي المخاطر حيث إنه بمجرد إطلاق المواد الكيميائية في الغلاف الجوي لن تكون هناك قدرة بشرية على التحكم بنوع الطقس الذي سيتشكل ومنها قد يكون تساقط أمطار بكميات هائلة وغزيرة تسبب فيضانات في مناطق تفتقر بنيتها التحتية غير المتسقة مع مناخ ممطر إلى نظام لاحتواء أزمات السيول والفيضانات ومنها إلى خسائر جسيمة في الممتلكات العامة والحقول الزراعية.
ويأتي أيضاً -لن نقول الخوف الأكبر- وإنما حلقة من مجمل حلقات سلسلة المخاوف التي تهدد حياة البشرية وهي رقائق السيلكون التي يمكن أن تشل العالم وغيرها مستقبلاً والتي تعد العمود الفقري لتايوان والمستخدمة في جميع الصناعات التقنية التي تهيمن بها على العالم والتي تعد مصدراً للنزاع الصيني الأمريكي الذي قد يسبب تحولاً جذرياً في شكل العالم الحالي في حال فوز أحد الأطراف، وغيرها من المخاطر العالمية على الحياة البشرية كصناعة الفيروسات والميكروبات التي بدأت تخرج عن السيطرة وتهدد حياة البشرية بالأمراض القديمة الحديثة كالكوليرا والطاعون والإيبولا والتي خرجت من أنابيب المختبرات العلمية بسبب النزاعات والصراعات والمنافسات الدولية حتى بدأت الخسائر المادية في أجلها لمواجهة الكثير من الأزمات الواقعة على المسرح الدولي وسط مختلف المشاهد، وتقلبات السيناريوهات السياسية والتي جعلت الالتفات إلى الأضرار ضئيلاً وإجراء التجارب والدراسات العلمية التطبيقية ضعيفاً للكشف عن النتائج المستقبلية التي قد تحدث أزمات وكوارث إنسانية لذا كانت الصدمات والحوادث المفاجأة وغيرها غير المتوقعه والخافي أعظم.
فهل ستعرض هذه القضايا على طاولة القمة العربية الـ33 القادمة لمواجهة أبعادها والتخفيف من حدة تبعاتها وآثارها المستقبلية وغيرها من القمم العالمية المستقبلية؟
* إعلامية وباحثة أكاديمية