بعد أسبوع من اليوم ستكون مملكة البحرين على موعد مع حدث استثنائي وغير مسبوق، وهو انعقاد أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الثالثة والثلاثين.ويتميز الحدث هذا العام باستضافة البحرين للقمة للمرة الأولى في تاريخ انعقاد القمم العربية العادية والطارئة، وهو ما يضعنا في المملكة في مستوى الاستعدادات القصوى على جميع الأصعدة، باعتبار أن الحدث سيشمل ملفات عديدة وساخنة تشهدها المنطقة، وعلى اعتبار الأضواء التي ستسلط على المملكة خلال هذه الفترة.ولو أن الملف الاقتصادي ستنحسر أهميته ضمن مناقشات القادة، بسبب الأحداث السياسية التي تلقي بظلالها على واقع الاجتماعات، وفي مقدمتها الحرب على غزة، إلا أن الاقتصاد سيكون حاضراً بقوة في الخلفية، وذلك لأن الاقتصاد يظل هو المحرك الأبرز للأحداث العالمية، ولأن الخلافات السياسية مردها نزاعات اقتصادية في الأساس.ولعل القضية السياسية التي شغلت المنطقة في الآونة الأخيرة هي حرب غزة وأثر تلك الحرب على حركة الملاحة في البحر الأحمر والمحيط الهندي، حيث استطال هذا الأثر إلى اقتصادات الدول ذات العلاقة بهذا الممر الملاحي وكذلك المستفيدة منه مثل قناة السويس في مصر، وغيرها من المؤثرات غير المباشرة على الاقتصاد العالمي.ولا ننسى أيضاً ما تشهده الحركة الشعبية في جميع دول العالم من تغير في الفهم العالمي للواقع العربي وحقيقة الصراع الفلسطيني مع الاحتلال، والذي سيؤثر أيضاً على القرارات التي سيتخذها القادة العرب في هذه القمة، خاصة وأن الزخم الكبير الذي تشهده القضية الفلسطينية شعبوياً وسياسياً سيفسح المجال أكثر لاتخاذ قرارات أكثر طموحاً مما كان في السابق.وهذا الأمر يأتي انعكاساً لما يجري في دول العالم حيث قررت العديد من الدول اليوم الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وإدانة العدوان الصهيوني على الأبرياء، ولذلك فسيكون من الجيد أن نتحرك قدماً في سبيل استعادة حقوق أخوتنا الفلسطينيين الذين يئسوا من استرداد ولو جزء ضئيل منها لعقود خلت.من جانب آخر فإن القادة العرب يعملون على مصالح شعوبهم والتي من أولوياتها الأمن الغذائي والرخاء الاقتصادي وتأمين المستقبل للأجيال القادمة، ولذلك فلن تخلو القمة من الحديث عن هذه الملفات، ولو على مستوى الوزراء المعنيين، ولذلك فإن استضافة البحرين لهذه القمة تعتبر فرصة ذهبية لأن تكون المنامة منصة انطلاق مبادرات تنموية عالمية تحمل اسم المنامة.لدينا أمل كبير في مخرجات هذه القمة وثقتنا أكبر في القادة المجتمعين بأن يخرجوا من اجتماعاتهم بما يبشر الشعوب العربية بالخير والأمن والاستقرار، فالكل ينتظر على أحر من الجمر تلك القمة وقراراتها ليرى من خلالها بصيصاً من النور إلى طريق يؤدي لمستقبل واعد.