هل جميع ما يتبناه الإنسان من معتقدات وقيم ومبادئ وسلوك يكون نتاج تربية الأهل؟ من وجهة نظري التربية تكون في محيط العائلة في مرحلة أولية من حياة الإنسان، لتتطور وتتحول إلى تربية ذاتية حين ينتقل الإنسان ويختلط بمجتمع آخر مغاير لمجتمع المنزل يضم أصدقاء مدرسة أو زملاء عمل وغيرهم. هنا تبدأ أنظار الأم والأب تغيب عن سلوك الأبناء في المحيط الخارجي ويبدأ دور الشاب في المراقبة الذاتية لسلوكه وتطوره الفكري والجهد الذي يبذله من خلال أعماله الفردية وما يفعله لتربية نفسه بما يتسق مع أفكاره الذاتية وأهدافه وتطلعاته في الحياة. هذا النوع من التربية الذي لا دخل لأحد به سوى الإنسان نفسه، لأنه هو الوحيد الذي يعرف ما الذي سيكون عليه أو ما الذي يسعى إليه، فيأخذ على عاتقه تربيتها من جديد.
شخصياً، أجد بأن التربية الذاتية تبدأ عندما يرفض الشاب أن يكون مجرد ظل لغيره، فلا أحد خالي من السلبيات، فقد يحمل الشاب سلبيات من يربيه، بالإضافة إلى سلبياته هو، ولكن حين يعتني بتربية نفسه تربية ذاتية ويزن الأمور بميزان عقله الفردي بدون تبعيه فكريه أو أسلوب إسقاط أو هروب من تحميل نفسه المسؤولية، فإنه سيتجاوز كثيراً من سلبيات من يربونه، لتبقى لديه سلبياته وجوانب قصوره الشخصية والتي لابد من وجود خطة لديه لتجاوزها عندما يتبنى تربية ذاته.
في الحقيقة، لا نزال نسمع شكوى كثير من الشباب اليوم، وتبريرهم لجوانب من القصور لديهم بأنهم نشأوا في أوساط تعاني من الضعف التربوي، أو تربوا على أيدي مربين قصروا في تربيتهم، وأجد بأن جوابي يكون على الدوام كالتالي: بأن لو كان الإنسان جاداً لاعتنى بنفسه منذ البداية وبأن من واجبات الإنسان أن يلتفت لنفسه بنفسه وهذا مبدأ المسؤولية الفردية التي جاء بها القرآن الكريم في عدد من الآيات الكريمة منها "ولا تزر وازرة وزر أخرى" و"كل نفسٍ بما كسبت رهينة". ولعل البعض يتساءل: كيف لي أن أبدأ بالتربية الذاتية؟ وهنا يأتي الجواب ليتبنى جوانب عدة منها الصلة بالله عز وجل أولاً والقناعة بأن له العين التي لا تغفل أبداً عن أفعالنا، والقراءة والمطالعة في الكتب السلوكية والتي منها ما يرقق سلوكك وقلبك ويزيل قسوته، وكتب الأخلاق والتي تصحح مساراتك في الحياة، وكتب العلم التي تزيدك علماً وتنمي أفقك وتفكيرك وتوجهاتك، ومن سبل التربية الذاتية أيضاً محاسبة النفس قبل العمل وأثناءه وبعده فالمحاسبة هي التي تعرف الإنسان بعيوب نفسه وجوانب ضعفها وهي التي تعينه على علاجها وتزرع فيه الثقة بالنفس ليرقى الإنسان لمستويات أعلى ليصل إلى مستوى الرضا عن النفس فلا إفراط أو تفريط.
* عضو هيئة التدريس في جامعة البحرين
شخصياً، أجد بأن التربية الذاتية تبدأ عندما يرفض الشاب أن يكون مجرد ظل لغيره، فلا أحد خالي من السلبيات، فقد يحمل الشاب سلبيات من يربيه، بالإضافة إلى سلبياته هو، ولكن حين يعتني بتربية نفسه تربية ذاتية ويزن الأمور بميزان عقله الفردي بدون تبعيه فكريه أو أسلوب إسقاط أو هروب من تحميل نفسه المسؤولية، فإنه سيتجاوز كثيراً من سلبيات من يربونه، لتبقى لديه سلبياته وجوانب قصوره الشخصية والتي لابد من وجود خطة لديه لتجاوزها عندما يتبنى تربية ذاته.
في الحقيقة، لا نزال نسمع شكوى كثير من الشباب اليوم، وتبريرهم لجوانب من القصور لديهم بأنهم نشأوا في أوساط تعاني من الضعف التربوي، أو تربوا على أيدي مربين قصروا في تربيتهم، وأجد بأن جوابي يكون على الدوام كالتالي: بأن لو كان الإنسان جاداً لاعتنى بنفسه منذ البداية وبأن من واجبات الإنسان أن يلتفت لنفسه بنفسه وهذا مبدأ المسؤولية الفردية التي جاء بها القرآن الكريم في عدد من الآيات الكريمة منها "ولا تزر وازرة وزر أخرى" و"كل نفسٍ بما كسبت رهينة". ولعل البعض يتساءل: كيف لي أن أبدأ بالتربية الذاتية؟ وهنا يأتي الجواب ليتبنى جوانب عدة منها الصلة بالله عز وجل أولاً والقناعة بأن له العين التي لا تغفل أبداً عن أفعالنا، والقراءة والمطالعة في الكتب السلوكية والتي منها ما يرقق سلوكك وقلبك ويزيل قسوته، وكتب الأخلاق والتي تصحح مساراتك في الحياة، وكتب العلم التي تزيدك علماً وتنمي أفقك وتفكيرك وتوجهاتك، ومن سبل التربية الذاتية أيضاً محاسبة النفس قبل العمل وأثناءه وبعده فالمحاسبة هي التي تعرف الإنسان بعيوب نفسه وجوانب ضعفها وهي التي تعينه على علاجها وتزرع فيه الثقة بالنفس ليرقى الإنسان لمستويات أعلى ليصل إلى مستوى الرضا عن النفس فلا إفراط أو تفريط.
* عضو هيئة التدريس في جامعة البحرين