ذكر لي أحدهم مرة بصوت فخور ومتعالٍ: «على فكرة عدد الأطباء الذكور أكثر من عدد الطبيبات النساء حول العالم، وهذه إشارة واضحة إلى أن الرجل يتفوق ذكاءً عليكن».
بالرغم من المقارنة المستفزة التي أزعجتني دون شك فقد علقت على كلامه بأنه علينا ألا نغفل أن المرأة هي المحرك الأساسي لعجلة هؤلاء الأطباء.
كيف الصحة أو شلون الصحة؟
فمن البديهي أن تسمع كلمات الحمد والشكر والثناء بصوت ثابت ورصين عندما يكون السؤال موجهاً إلى الرجل، والجواب نفسه من المرأة ولكن عادة ما يكون مقروناً بنغمة كفيلة أن تبين لك الحالة الصحية أو المزاجية التي تمر بها بالرغم من محاولاتها الكبيرة إخفاء ما يحصل معها إما بوجه خالٍ من المعالم أو بابتسامة رضا تريح بها نفسها والآخرين.
فصحة المرأة ليست كما يعتقد البعض أنها في خطر عندما يتعلق الأمر بالأمراض الخبيثة أبعدها الله عز وجل عنا وعنكم، وإنما صحة المرأة أكثر من ذلك بكثير؛ فصحتها رهان الظروف والعوامل المحيطة بها، بدءاً من تكوينها البيولوجي وتقلباتها الهرمونية التي تسيطر عليها من عمر المراهقة والقادرة على التحكم بوتيرة مزاجها في عشر من الثانية.
فصحة المرأة تتأثر تأثراً بالغاً وبليغاً بصحتها النفسية والبدنيّة والفكرية والاقتصادية وقدرتها الشرائية، ولا ننسى الآن الصحة التجميلية وبرامج التواصل الاجتماعي التي باتت متطلباً أساسياً من متطلبات العصر.
وبالرغم من الانتقادات التي تواجهها المرأة فهي لا تعتبر فقط المحرك الأساسي لعجلة الأطباء وإنما لعجلة الاقتصاد برمتها وهي العامود الأساسي لركيزة المجتمع.
فكمية الضغوط التي تواجهها ما بين بيت وعمل ومجتمع وضغوطات وتحديات والتزامات تهفّ عليها كالمطر المنقطع النظير كل يوم كفيلة أن تودي بصحتها إلى الهاوية.
ولو لم تكن صحتها محوراً أساسياً لما أفردت منظمة الصحة العالمية تاريخ 28 مايو يوماً مخصصاً لتسليط الضوء على صحتها، ونأمل أن تكون في كامل صحتها.