في إطار الرؤية الحكيمة والنظرة الملكية السامية، قدم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين المعظم، دعوة تاريخية لعقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط. ويأتي هذا القرار الحكيم بعد اختتام قمة البحرين، التي شهدت مخرجات استثنائية تهدف إلى تحقيق سلام وأمن مستدام في المنطقة والعالم حيث بعث جلالته بدعوة المؤتمر من مكانها كوجهة عالمية مهمة، ليقوم جلالته بزيارات مباشرة للأقطاب الدولية المؤثرة، بدءاً من جمهورية روسيا الاتحادية حيث التقى بالرئيس فلاديمير بوتين، مقدماً جلالته توجهات السلام والاستقرار التي يمكن أن يشارك فيها الجميع، بما في ذلك جمهورية إيران الإسلامية، بهدف فتح آفاق تفاؤلية واقعية وتعزيز التنسيق في المنطقة.
ثم زار جلالته العاصمة الصينية بكين، حيث يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينج، ويتم خلال هذه الزيارة تعزيز الدعم لمبادرات السلام حيث لقيت هذه الدعوة من بكين تقديراً لدور جلاله الملك في توحيد جميع الأقطاب الدولية وجعلها على مسافة خطوة واحدة من القضايا والأزمات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط.
إن التوجهات الملكية التي يقودها جلالته القائمة على دمج قوة المعسكرين الشرقي والغربي، وخلق توافق بينهما يصب في مصلحة منطقة الشرق الأوسط بشكل متوازن فهو يمثل قوة ردع دبلوماسية يمكن الاعتماد عليها لحل النزاعات والخلافات التي تنشأ في المنطقة، حيث إن استخدام الدعم الدولي المتنوع والتوجه نحو المعسكر الشرقي يعكس الحنكة السياسية البارزة لجلالته، ويتطلع المراقبون والمحللون السياسيون إلى هذه الخطوة باعتبارها الخيار الصائب، نظراً للنتائج الهامة التي ستنجم عن هذا المؤتمر الدولي للسلام.
بالتأكيد، يُعتبر توجه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة نحو المعسكر الشرقي خطوة جديدة في المنطقة، ولكنها خطوة ضرورية لاتخاذ قرارات دائمة بشأن الأمن والسلام. وتعتبر هذه الخطوة الذكية والواقعية إشارة صحيحة تعكس النتائج الاستراتيجية الهامة التي ستترتب على هذا المؤتمر الدولي للسلام، الذي سيجمع جهوداً دولية لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم.
في النهاية، يشيد الكثير من المراقبين والمحللين برؤية جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة وجهوده الدبلوماسية، التي ستسهم بشكل كبير في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وفتح آفاق جديدة للتعاون والتنمية. إن دعوته لمؤتمر دولي للسلام تعكس التفاؤل والتأكيد على أن السلام هو ركيزة أساسية لتحقيق التقدم والازدهار للمنطقة والعالم كونها منطقة ساخنة وقد تصدّر الأزمات لمناطق أخرى، كما هو حال القضية الفلسطينية التي أصبحت محوراً للعديد من أزمات العالم بأسره.