زيارتان في غاية الأهمية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، لأهم أقطاب العالم «روسيا الاتحادية» و«جمهورية الصين الشعبية»، هاتان الدولتان المهمتان على خريطة السياسة الدولية لما تملكانه من تأثير وتأييد من قبل كثير من الدول حول العالم.
فهاتان الدولتان تتزعمان حراكاً فكرياً واقتصادياً تسير خلف سياستهما وفكرهما كثير من دول العالم، وهو ما يفسر الخطوة الصائبة التي أقدم عليها جلالة الملك المعظم بأن جعل هاتين الدولتين في مقدمة الدول التي شملها في زياراته الخارجية بعد القمة العربية من أجل حشد رأي وإجماع داعم لمبادرة مملكة البحرين لاستضافة مؤتمر دولي للسلام.
نتائج هاتين الزيارتين كانت كبيرة ومهمة للملف الداخلي لمملكة البحرين من اتفاقيات وشراكات استراتيجية من شأنها أن تضع اسم المملكة على الخريطة الدولية ومن ضمن الدول المؤثرة والمهمة في المنطقة، بالإضافة للملف العربي الذي يحمله ويقود مسؤوليته جلالة الملك المعظم بصفته رئيساً للدورة الحالية للقمة العربية، هذا الملف الذي يحمل تطلعات وآمال ملايين العرب والمسلمين في إيجاد قرار دولي حازم لوقف الحرب على غزة والوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
جلالة الملك المعظم يقود في أهم لحظات العالم التاريخية وأكثرها إحراجاً في تاريخه الحديث، عملية وحراكاً دولياً لتأسيس قرار يمنح الفلسطينيين والمنطقة والعالم سلاماً طال انتظاره، جلالة الملك المعظم استطاع بحنكته السياسية ومكانته الكبيرة لدى الأشقاء العرب توحيد وجهات النظر والقرارات في «قمة البحرين» مما نتج عنه أكثر البيانات والقرارات تأثيراً واعترافاً من جامعة الدول العربية ألا وهو «بيان القادة العرب» حول العدوان على غزة.
ومن هذا المنطلق يأمل العالم الذي خرج بمختلف أجناسه وأعراقه وملله وطوائفه ليطالب المجتمع الدولي للضغط من أجل وقف آلة الحرب التي تقودها إسرائيل على المدنيين العزل في غزة بشكل خاص وفلسطين بشكل عام، وهذا الصوت العالمي الشعبي والسياسي يحمل ملفه وقضيته الآن ملك مملكة البحرين المعظم والذي أثبت مرة أخرى بأن قضية فلسطين هي جزء من همومه واهتماماته وأن جلالته لم يترك يوماً مناسبة سواء في الداخل أو في الخارج إلا واستحضر فيها قضية فلسطين وحقوق شعبها، وأن تاريخ مملكة البحرين منذ القدم داعم لفلسطين وشعبها الشقيق، وأن رسالة جلالة الملك المعظم هي رسالة إنسانية تسعى لترسيخ ونشر قيم السلام والتسامح والتعايش الإنساني، وتدعو إلى حل الصراعات والنزاعات، ومنح الشعوب أبسط حقوقهم الإنسانية.