بينما تواصل مملكة البحرين بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، جهودها من أجل دعم السلام الشامل والعادل في المنطقة، والدعوة إلى عقد المؤتمر الدولي للسلام والتشديد على نصرة الشعب الفلسطيني، تواصل حكومة الحرب الإسرائيلية بقيادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ارتكاب المجازر والمذابح في قطاع غزة وممارسة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، وكانت آخر تلك المجازر ما ارتكبته القوات الإسرائيلية في مخيم النصيرات ما أدى إلى استشهاد 274 فلسطينياً، وإصابة 698 آخرين منها حالات حرجة، وفقاً لبيان وزارة الصحة في غزة، حيث أسفرت العملية العسكرية الإسرائيلية عن تحرير 4 من المحتجزين في قطاع غزة، ومقتل ضابط إسرائيلي، حيث لم تكترث حكومة الحرب الإسرائيلية بتصفية المدنيين وارتكاب مجزرة جديدة راح ضحيتها العشرات بين شهيد وجريح من أجل إطلاق 4 محتجزين في القطاع.
وإذا كان عضوا مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وغادي آيزنكوت قد أعلنا استقالتهما من حكومة الطوارئ الإسرائيلية، خاصة بعد أن هدّد الأول الشهر الماضي بالانسحاب لغياب استراتيجية لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة، مؤكداً أن «نتنياهو بصدد الفشل في حرب غزة»، وحتى وإن كانت تلك الاستقالة لا تشكل تهديداً مباشراً للمستقبل السياسي لنتنياهو، خاصة مع تمسكه بوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، اللذين يشكلان الحكومة اليمينية المتطرفة التي دوماً ما يدعو أعضاؤها المتطرفون إلى تهجير الفلسطينيين وقتلهم، إلا أن التاريخ لن يرحم هؤلاء السياسيين المتطرفين الذين يعبّرون عن الوجه القبيح لإسرائيل، حيث أدت المجازر والمذابح إلى استشهاد 37084 فلسطينياً، وإصابة 84494 آخرين «121578 شهيداً وجريحاً»، منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر الماضي.
ويمكن تحليل المواقف العسكرية لبعض قادة النخبة في الجيش الإسرائيلي، لاسيما مع إعلان قائد فرقة غزة في الجيش، العميد آفي روزنفيلد، استقالته وتنحيه عن الجيش، واصفاً فشله في أداء «مهمة حياته» المتمثلة بحماية المستوطنات الإسرائيلية المحيطة في غزة خلال عملية «طوفان الأقصى» في 7 أكتوبر الماضي، بأن هناك حالة من الفوضى داخل الجيش الإسرائيلي وربما هذا ما ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام وبينها صحيفة «هارتس» التي أعربت عن مخاوفها بالقول: «ستكون مسألة وقت فقط قبل انهيار إسرائيل النهائي.. لقد بدأ العد التنازلي».
إن ما تمارسه الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني الأعزل لن تثنيَهم عن التمسك بقضيتهم وقضية العرب الأولى، خاصة مع الدعم العربي المطلق للقضية الفلسطينية وكان آخرها ما صدر في قمة البحرين التاريخية منتصف الشهر الماضي، بضرورة تنفيذ حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقبول عضويتها في الأمم المتحدة، واستعادة كافة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق.