بعد أيام يحل علينا عيد الأضحى المبارك العيد الأكبر للمسلمين في كل بقاع الأرض حيث التضحية والفداء والحجاج يطوفون بالبيت العتيق طلباً للمغفرة والرحمة. وفي مثل هذه المناسبة يعيش أهلنا في غزة تحت وابل من النيران وظروف معيشية قاسية لا تليق بكرامة الإنسان في مجتمع دولي يرفع شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية، بينما يزداد الحديث عن مبادرات وقف إطلاق النار في غزة وعن هدن مؤقتة من كل أطراف الصراع. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: إلى متى تستمر هذه الحرب الضروس؟ بعد ثمانية أشهر من بدايتها خلّفت هذه الحرب من ورائها آلاف القتلى من أطفال رضع وشيوخ ونساء من الفلسطينيين المدنيين بلغوا حوالي ثمانية وثلاثين ألف قتيل وسوّيت غزة بالأرض، وبالمقابل لايزال الحراك السياسي الذي يدور لإيقاف هذه الحرب لا جدوى له على كل المستويات والأصعدة والمطالبات، والسبب في كل ذلك أن الذين يملكون قرار إيقاف الحرب ليسوا هم الذين يُشار لهم سواء من قِبَل حماس أو الجهاد أو إسرائيل، إنما هو في حقيقته صراع دولي يمتلك فيه النظام الإيراني والدول الكبرى وخاصة أمريكا قرار إيقاف الحرب، حيث من جانب يعمل النظام الإيراني على تحريك أذرعه في المنطقة متى ما شاء وخاصة في لبنان والعراق واليمن وسوريا ويوقفها متى ما شاء حسب مصالحة الخاصة، وبالذات وهو تحت تأثير العقوبات الاقتصادية عليه.
وبالمقابل، أمريكا تحرص على حماية مصالحها في المنطقة والشعب الفلسطيني، وخاصة أن المدنيين هم الذين يدفعون فاتورة هذه الحرب رغم القرارات الصادرة من مجلس الأمن وخاصة القرار الأمريكي الأخير بإيقاف الحرب في غزة، رغم كل ذلك تعيش المنطقة برمّتها، وخاصة الدول العربية، تحت تأثيرات هذه الحرب حيث في مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان واليمن أصبحوا في أمسّ الحاجة لإيقاف هذه الحرب لكي يتنفسوا الصعداء ويعملوا على ترتيب أوضاعهم الداخلية لشعوبهم، وأول هذه الآثار هي الهجرة من والي، فالأردن يستقبل يومياً آلاف المهاجرين من فلسطين وسوريا، وكذلك مصر والعراق، وفي اليمن يعيشون تحت تأثير الإرهاب الحوثي والتهديد الذي يطال الممرات المائية في البحر الأحمر، وفي لبنان العملية السياسية وانتخاب رئيس للجمهورية تراوح مكانها ويدفع الشعب اللبناني الثمن على ما يقوم به «حزب الله» من دخوله في حرب مع إسرائيل وآثار الصواريخ الإسرائيلية التي تُطلق على الجنوب، وفي سوريا حرب تدور رحاها بين إسرائيل والحرس الثوري الإيراني، وكذلك المشهد في اليمن والعراق.
ومؤشرات هذه الحرب تظهر لنا أن ما هو باطن أخطر مما هو ظاهر، حيث من تُسمّي نفسها «حركة حماس» سلّمت نفسها للنظام الإيراني يوجّهها حيث يشاء، وحماس زيادة على ذلك انبهرت بردّة الفعل العالمية على ما يدور في غزة، والتي هي ليس من أجل حماس إنما من أجل الفلسطينيين المدنيين الذين يُقتلون في هذه الحرب، ولو أن حماس فهمت ذلك وخرج ما تبقّى من قادتها من غزة لم تعطِ إسرائيل الحجّة لمواصلة الحرب، وكذلك لو أن أمريكا زادت من ضغوطها على إسرائيل وإيران لإيقاف الحرب لتوقفت، بَيْد أنّ كل طرف له مصالحة في بقاء الحرب على ما هي عليه، ومن جانب لابد من تفعيل الدور العربي أكثر ليساهموا في إيقاف هذه الحرب.
ومن العجيب والغريب أن المفاوضات التي تجرى الآن بين كل الأطراف حول إنهاء حرب غزة لا تتناول جوهر الأزمة ولكنها أصبحت تركّز على قضايا فرعية، مثل قضية ممرات غزة ومن يحكمها، أو كيفية وصول الغذاء والدواء إلى سكان غزة، أو قضية المحتجزين، وغيرها من هذه القضايا الثانوية، ولم تَعُدْ تركّز على جوهر الأزمة وهو ما هو الحل المناسب لهذه الأزمة؟ ولذا فإن هناك قضايا كثيرة أصبحت تزيد من الغموض على هذه المفاوضات وهي ما هو دور منظمة التحرير الفلسطينية في الحل والتي بدورها أصبحت لا تعترف بحماس؟ وما مستقبل سكان غزة هل سيبقون في غزة أم يهجرون؟ وهذا موضوع يُقلق مصر والأردن خاصة وهناك أسئلة كثيرة أخرى تفرض نفسها وهي التي تؤخر الوصول إلى الحل الشامل، مثل هل تقبل إسرائيل أن تبقى حماس في غزة؟ لذا أصبحت القضية شائكة والسيناريوهات للوصول لحل شامل أصبحت متعدّدة.
إذا فشلت كل الحلول المطروحة فإنه يبقى حل واحد وهو أن تتحول هذه الحرب الإقليمية إلى حرب عالمية ثالثة، وذلك وارد في الأجندة الأمريكية، وإن كان هذا المخرج ليس في مصلحة أحد إلا أن ذلك يبقى في المستقبل شر لابد منه!
وبالمقابل، أمريكا تحرص على حماية مصالحها في المنطقة والشعب الفلسطيني، وخاصة أن المدنيين هم الذين يدفعون فاتورة هذه الحرب رغم القرارات الصادرة من مجلس الأمن وخاصة القرار الأمريكي الأخير بإيقاف الحرب في غزة، رغم كل ذلك تعيش المنطقة برمّتها، وخاصة الدول العربية، تحت تأثيرات هذه الحرب حيث في مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان واليمن أصبحوا في أمسّ الحاجة لإيقاف هذه الحرب لكي يتنفسوا الصعداء ويعملوا على ترتيب أوضاعهم الداخلية لشعوبهم، وأول هذه الآثار هي الهجرة من والي، فالأردن يستقبل يومياً آلاف المهاجرين من فلسطين وسوريا، وكذلك مصر والعراق، وفي اليمن يعيشون تحت تأثير الإرهاب الحوثي والتهديد الذي يطال الممرات المائية في البحر الأحمر، وفي لبنان العملية السياسية وانتخاب رئيس للجمهورية تراوح مكانها ويدفع الشعب اللبناني الثمن على ما يقوم به «حزب الله» من دخوله في حرب مع إسرائيل وآثار الصواريخ الإسرائيلية التي تُطلق على الجنوب، وفي سوريا حرب تدور رحاها بين إسرائيل والحرس الثوري الإيراني، وكذلك المشهد في اليمن والعراق.
ومؤشرات هذه الحرب تظهر لنا أن ما هو باطن أخطر مما هو ظاهر، حيث من تُسمّي نفسها «حركة حماس» سلّمت نفسها للنظام الإيراني يوجّهها حيث يشاء، وحماس زيادة على ذلك انبهرت بردّة الفعل العالمية على ما يدور في غزة، والتي هي ليس من أجل حماس إنما من أجل الفلسطينيين المدنيين الذين يُقتلون في هذه الحرب، ولو أن حماس فهمت ذلك وخرج ما تبقّى من قادتها من غزة لم تعطِ إسرائيل الحجّة لمواصلة الحرب، وكذلك لو أن أمريكا زادت من ضغوطها على إسرائيل وإيران لإيقاف الحرب لتوقفت، بَيْد أنّ كل طرف له مصالحة في بقاء الحرب على ما هي عليه، ومن جانب لابد من تفعيل الدور العربي أكثر ليساهموا في إيقاف هذه الحرب.
ومن العجيب والغريب أن المفاوضات التي تجرى الآن بين كل الأطراف حول إنهاء حرب غزة لا تتناول جوهر الأزمة ولكنها أصبحت تركّز على قضايا فرعية، مثل قضية ممرات غزة ومن يحكمها، أو كيفية وصول الغذاء والدواء إلى سكان غزة، أو قضية المحتجزين، وغيرها من هذه القضايا الثانوية، ولم تَعُدْ تركّز على جوهر الأزمة وهو ما هو الحل المناسب لهذه الأزمة؟ ولذا فإن هناك قضايا كثيرة أصبحت تزيد من الغموض على هذه المفاوضات وهي ما هو دور منظمة التحرير الفلسطينية في الحل والتي بدورها أصبحت لا تعترف بحماس؟ وما مستقبل سكان غزة هل سيبقون في غزة أم يهجرون؟ وهذا موضوع يُقلق مصر والأردن خاصة وهناك أسئلة كثيرة أخرى تفرض نفسها وهي التي تؤخر الوصول إلى الحل الشامل، مثل هل تقبل إسرائيل أن تبقى حماس في غزة؟ لذا أصبحت القضية شائكة والسيناريوهات للوصول لحل شامل أصبحت متعدّدة.
إذا فشلت كل الحلول المطروحة فإنه يبقى حل واحد وهو أن تتحول هذه الحرب الإقليمية إلى حرب عالمية ثالثة، وذلك وارد في الأجندة الأمريكية، وإن كان هذا المخرج ليس في مصلحة أحد إلا أن ذلك يبقى في المستقبل شر لابد منه!