وسط هذا العالم الذي بات يعج بالتطرف في جميع أركانه، برز دبلوم الدراسات العليا المشترك حول التعايش السلمي الذي أطلقه مركز الملك حمد العالمي للتعايش ليخترق ظلام التعصب ويضيء بصيصاً من النور ويمنح الأمل في وقف الجائحة التي أصابت العديد من الشعوب.
فمن يتابع الوضع السياسي حول العالم في الآونة الأخيرة سيرى ارتفاعاً في أرصدة الأحزاب المتطرفة، بل أن بعضها استطاع أن يصل للسلطة في دول أوروبية كنا نحسبها يوماً ما دولاً تعيش الديمقراطية والحريات والتسامح والعدالة، فها هي فرنسا تواجه صعود أقصى اليمين المتطرف وتصدره الانتخابات التشريعية حتى أنه بات قريباً من تشكيل حكومة لأول مرة في تاريخ الدولة.
ولا يختلف الأمر في ألمانيا عن فرنسا حيث نجحت الأحزاب اليمينية المتطرفة في اقتناص مقاعد عشية انتخابات البرلمان الأوروبي، ورفع حزب «البديل من أجل ألمانيا» حصته بنسبة 16% واحتل المركز الثاني، وهو الحزب الذي يتبنى سياسة طرد المهاجرين رغم حاجة الدولة لهم وسعيها لسد ثغرة العمالة وانخفاض المواليد.
كذلك حدث في إيطاليا والمجر وبولندا وهولندا وبلجيكا والبرتغال والنمسا ومن المتوقع أن تقود التحالفات اليمينية البرلمان الأوروبي في السنوات الخمس القادمة للدورة البرلمانية الأوروبية، ولا يعرف ماذا سيكون بعدها.
والغريب في الأمر أن مظاهرات خرجت في بعض تلك الدول تعارض وصول تلك الأحزاب المتطرفة لمقاليد السلطة، لكن صناديق الاقتراع تظهر أمراً آخر، وهو ما فسرته الأرقام التي جمعتها صحيفة فايننشال تايمز مؤخراً بأن نحو ثلث الناخبين الفرنسيين الشباب والهولنديين تحت سن الخامسة والعشرين، و22 في المئة من الناخبين الألمان الشباب، يفضلون اليمين المتطرف في بلادهم، فمن الذين خرجوا وتظاهروا ضد هذا الاجتياح؟
من الطبيعي أن تكون هناك كتل انتخابية معارضة للتطرف، لكن الصناديق كشفت انخفاض تأثيرها، ويرجح أن يكون ذلك بسبب انحسار ثقافة التعايش والتسامح التي عاشها أجيال الآباء ومن هم فوق العقد الرابع، إذ يتميز هؤلاء بالعقلانية والموضوعية، والخبرة الحياتية التي أثبتت أن التطرف هو خراب وضياع للحقوق.
وهنا يبرز دور مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي والتعاون الذي تم تدشينه مع جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة ومؤسسة جويا للتعليم العالي في مالطا.
لقد كان لجلالة الملك المعظم رؤية استشرافية قبل سنوات لما نراه اليوم في أكثر من بقعة على مستوى العالم، وخاصة أوروبا التي تميزت بالثقافة والعلم والتقدم، حيث رأى جلالته هذا الوضع وأعد له العدة بما يحارب تلك الأفكار المتطرفة ويعيد الشعوب إلى السلام والتعايش، فلا يمكن أن تتحقق التنمية المستدامة دون وجود أمن وتسامح وحريات، ودون قوانين تضع حدوداً للجموح في رفض الآخر.
{{ article.visit_count }}
فمن يتابع الوضع السياسي حول العالم في الآونة الأخيرة سيرى ارتفاعاً في أرصدة الأحزاب المتطرفة، بل أن بعضها استطاع أن يصل للسلطة في دول أوروبية كنا نحسبها يوماً ما دولاً تعيش الديمقراطية والحريات والتسامح والعدالة، فها هي فرنسا تواجه صعود أقصى اليمين المتطرف وتصدره الانتخابات التشريعية حتى أنه بات قريباً من تشكيل حكومة لأول مرة في تاريخ الدولة.
ولا يختلف الأمر في ألمانيا عن فرنسا حيث نجحت الأحزاب اليمينية المتطرفة في اقتناص مقاعد عشية انتخابات البرلمان الأوروبي، ورفع حزب «البديل من أجل ألمانيا» حصته بنسبة 16% واحتل المركز الثاني، وهو الحزب الذي يتبنى سياسة طرد المهاجرين رغم حاجة الدولة لهم وسعيها لسد ثغرة العمالة وانخفاض المواليد.
كذلك حدث في إيطاليا والمجر وبولندا وهولندا وبلجيكا والبرتغال والنمسا ومن المتوقع أن تقود التحالفات اليمينية البرلمان الأوروبي في السنوات الخمس القادمة للدورة البرلمانية الأوروبية، ولا يعرف ماذا سيكون بعدها.
والغريب في الأمر أن مظاهرات خرجت في بعض تلك الدول تعارض وصول تلك الأحزاب المتطرفة لمقاليد السلطة، لكن صناديق الاقتراع تظهر أمراً آخر، وهو ما فسرته الأرقام التي جمعتها صحيفة فايننشال تايمز مؤخراً بأن نحو ثلث الناخبين الفرنسيين الشباب والهولنديين تحت سن الخامسة والعشرين، و22 في المئة من الناخبين الألمان الشباب، يفضلون اليمين المتطرف في بلادهم، فمن الذين خرجوا وتظاهروا ضد هذا الاجتياح؟
من الطبيعي أن تكون هناك كتل انتخابية معارضة للتطرف، لكن الصناديق كشفت انخفاض تأثيرها، ويرجح أن يكون ذلك بسبب انحسار ثقافة التعايش والتسامح التي عاشها أجيال الآباء ومن هم فوق العقد الرابع، إذ يتميز هؤلاء بالعقلانية والموضوعية، والخبرة الحياتية التي أثبتت أن التطرف هو خراب وضياع للحقوق.
وهنا يبرز دور مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي والتعاون الذي تم تدشينه مع جامعة السلام التابعة للأمم المتحدة ومؤسسة جويا للتعليم العالي في مالطا.
لقد كان لجلالة الملك المعظم رؤية استشرافية قبل سنوات لما نراه اليوم في أكثر من بقعة على مستوى العالم، وخاصة أوروبا التي تميزت بالثقافة والعلم والتقدم، حيث رأى جلالته هذا الوضع وأعد له العدة بما يحارب تلك الأفكار المتطرفة ويعيد الشعوب إلى السلام والتعايش، فلا يمكن أن تتحقق التنمية المستدامة دون وجود أمن وتسامح وحريات، ودون قوانين تضع حدوداً للجموح في رفض الآخر.