الحياة مدرسة كبيرة، فيها من الدروس والعبر التي لا تحصل عليها في مؤسسات التعليم نفسها، بغض النظر عن مستوياتها؛ فالتجارب خير «معلم» للإنسان، ومن لا يتعلم من تجاربه لا بد أن يدرك أن لديه «خللاً» ما عليه إصلاحه؛ إذ الإنسان «الخبير» ليس فقط المتبحر في علوم معينة، بل «الخبير» هو من عركته الحياة واستفاد من تجاربها.
ووسط هذه التجارب تجعلك الدنيا تمر بمواقف وتعاملات مع أشخاص، وتتباين هذه المواقف، إذ بعضها يترك لديك تجربة إيجابية، وبعضها تجربة سيئة جداً، وإزاء النوع الأخير يتأثر كثير من البشر، ويعيش صنوفاً مختلفة من تلاطم المشاعر.
كثير يتعرض للظلم والإساءة وللاستهداف، وقليل من هذا الكثير يعرف كيف يتعامل مع هذه المواقف، بغض النظر عن نوعية التعامل، والتي تتنوع ما بين المواجهة والرد أو التجاهل أو إيكال الأمر لأقوى الأقوياء الله سبحانه وتعالى، وبالتالي تجده لا ينتقم ولا يرد، فقط يقول: «حسبي الله ونعم الوكيل»، ونعرف تماما أن من كان الله حسبه فيكفيه هذا، فمن أقوى من الله، ومن تصاريف القدر الذي يقدره المولى عز وجل؟!
لكنني فقط بالأمس وسط حوار مع شخص أحترم أفكاره ورؤيته للحياة وتعاملاته فيها، إذ قال لي إن «التحسب» إلى الله هو أقوى دعاء يستخدمه الإنسان، لكنه يرى -وهذا رأيه- أن هناك دعوة أجمل وأقوى تبعدك عن ذاك الشعور المزعج داخلياً، والذي يجعلك تنتظر أخذ حقك ممن ظلمك أو آذاك، إذ بدل التحسب عليه مباشرة، يمكنك أن توكل الأمر بأكمله إلى الله سبحانه وتعالى، إذ يكفي أن تقول «اللهم أعطه على قدر نيته».
وطبعاً كالعادة، الاستفسار والإيضاح واجب، إذ لم سأستبدل التحسب بترك الأمور إلى «النوايا»؟! والإجابة بأن الله سبحانه هو يعلم الغيب وهو يعرف ما تخفي الصدور، بالتالي الدعوة ترفع له بأن هذا الشخص الذي ظلمك أو ذاك الذي استهدفك، إن كانت في قلبه نوايا سيئة، أو كيد أو أي شر، فإنك تطلب من الله أن يعطيه على قدر هذه النية، ولله وحده تصريف الأمور حينها. وإن كانت نواياه ليست سيئة، وعليه كان الموقف عفوياً معك وبسبب ردة فعل أو سوء تقدير، فأنت هنا تترفع عن نوايا الانتقام أو السعي لرد الصاع، بأن تترك التقدير عند الله بحسب النوايا.
وهنا لا يعني أنك تستهين بحقك وتتنازل عنه، بل هو يعني أن تنأى بقلبك عن التلوث بأي نقطة سوداء من خصال مزعجة تتعبك وتعشش في فؤادك، فالهدف هو نقاء القلب، وراحة البال، وأن القوة في البعد عن ظلم الناس وتمني الشر والسوء لهم. ولكم في رسولنا الكريم صلوات الله عليه أرقى وأجمل مثال في كيفية المعاملة بالتي هي أحسن، ورد الإساءة بحسن الكرم والأخلاق، بل الدعاء لله بأن يهدي هؤلاء البشر. لله درك يا رسول الله.
الخلاصة هنا أن أقوى الردود، وأسمى درجات طلب الإنصاف والعدالة، لا تكون عبر ما نقوم به من ردة فعل، أو ما نتقوله من دعوات وتحسب، أقوى الردود هي إيكال الأمر لله سبحانه وتعالى ليجزي كل شخص «على قدر نواياه».
هذا درس تعلمته مؤخراً من شخص جميل في فكره وأخلاقه، درس لا يستوعبه إلا أصحاب القلوب النظيفة والعقول الراجحة.
ووسط هذه التجارب تجعلك الدنيا تمر بمواقف وتعاملات مع أشخاص، وتتباين هذه المواقف، إذ بعضها يترك لديك تجربة إيجابية، وبعضها تجربة سيئة جداً، وإزاء النوع الأخير يتأثر كثير من البشر، ويعيش صنوفاً مختلفة من تلاطم المشاعر.
كثير يتعرض للظلم والإساءة وللاستهداف، وقليل من هذا الكثير يعرف كيف يتعامل مع هذه المواقف، بغض النظر عن نوعية التعامل، والتي تتنوع ما بين المواجهة والرد أو التجاهل أو إيكال الأمر لأقوى الأقوياء الله سبحانه وتعالى، وبالتالي تجده لا ينتقم ولا يرد، فقط يقول: «حسبي الله ونعم الوكيل»، ونعرف تماما أن من كان الله حسبه فيكفيه هذا، فمن أقوى من الله، ومن تصاريف القدر الذي يقدره المولى عز وجل؟!
لكنني فقط بالأمس وسط حوار مع شخص أحترم أفكاره ورؤيته للحياة وتعاملاته فيها، إذ قال لي إن «التحسب» إلى الله هو أقوى دعاء يستخدمه الإنسان، لكنه يرى -وهذا رأيه- أن هناك دعوة أجمل وأقوى تبعدك عن ذاك الشعور المزعج داخلياً، والذي يجعلك تنتظر أخذ حقك ممن ظلمك أو آذاك، إذ بدل التحسب عليه مباشرة، يمكنك أن توكل الأمر بأكمله إلى الله سبحانه وتعالى، إذ يكفي أن تقول «اللهم أعطه على قدر نيته».
وطبعاً كالعادة، الاستفسار والإيضاح واجب، إذ لم سأستبدل التحسب بترك الأمور إلى «النوايا»؟! والإجابة بأن الله سبحانه هو يعلم الغيب وهو يعرف ما تخفي الصدور، بالتالي الدعوة ترفع له بأن هذا الشخص الذي ظلمك أو ذاك الذي استهدفك، إن كانت في قلبه نوايا سيئة، أو كيد أو أي شر، فإنك تطلب من الله أن يعطيه على قدر هذه النية، ولله وحده تصريف الأمور حينها. وإن كانت نواياه ليست سيئة، وعليه كان الموقف عفوياً معك وبسبب ردة فعل أو سوء تقدير، فأنت هنا تترفع عن نوايا الانتقام أو السعي لرد الصاع، بأن تترك التقدير عند الله بحسب النوايا.
وهنا لا يعني أنك تستهين بحقك وتتنازل عنه، بل هو يعني أن تنأى بقلبك عن التلوث بأي نقطة سوداء من خصال مزعجة تتعبك وتعشش في فؤادك، فالهدف هو نقاء القلب، وراحة البال، وأن القوة في البعد عن ظلم الناس وتمني الشر والسوء لهم. ولكم في رسولنا الكريم صلوات الله عليه أرقى وأجمل مثال في كيفية المعاملة بالتي هي أحسن، ورد الإساءة بحسن الكرم والأخلاق، بل الدعاء لله بأن يهدي هؤلاء البشر. لله درك يا رسول الله.
الخلاصة هنا أن أقوى الردود، وأسمى درجات طلب الإنصاف والعدالة، لا تكون عبر ما نقوم به من ردة فعل، أو ما نتقوله من دعوات وتحسب، أقوى الردود هي إيكال الأمر لله سبحانه وتعالى ليجزي كل شخص «على قدر نواياه».
هذا درس تعلمته مؤخراً من شخص جميل في فكره وأخلاقه، درس لا يستوعبه إلا أصحاب القلوب النظيفة والعقول الراجحة.