«إن تجسيد أحد المتحولين جنسياً شخصية السيد المسيح مع الرقص وإطلاق الإيماءات الجنسية لايمت بأي صلة للدين، كما لا يمت للفن أو الموسيقى أو حتى لمناسبة الأولمبياد الرياضية التي يجب أن تمثل منذ تأسيسها رقي وحضارة الإنسانية»، «انتهى».
كان هذا تعليق الكنيسة الكاثوليكية على حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، والذي تضمن مشهداً يحاكي لوحة العشاء الأخير، للفنان الإيطالي ليوناردو دا فينشي، وجسد فيها المسيح مع تلاميذه وهم على مائدة طعام، عبر لوحة قدمها مجموعة من الفنانين المتحولين جنسياً.
هذه المشاهد، التي يرى البعض أنها تتناقض مع القيم الدينية والإنسانية وتروج للشذوذ، كانت بمثابة الصدمة التي أفسدت على مئات الملايين حول العالم الاستمتاع بهذا الحدث الرياضي العالمي، والذي يمثل أحد النماذج في التواصل الإنساني بين بني البشر، بل إن الرسالة الأولمبية تحمل في طياتها قيم التواصل والتسامح والسلام، خصوصاً في هذه الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم اليوم على وقع الحروب والصراعات والمجازر.
ما لم أكن أتخيله أن تتحول الأولمبياد إلى مادة لخلاف أخلاقي، وهي التي تمثل أحد رموز السلام والمحبة والاجتماع، لأن أحداً ما رغب في فرض رؤيته وثقافته وقناعاته على العالم، والتي تتناقض مع أغلب قناعات البشرية.
فلا يمكننا وصف هذا العرض إلا أنه نوع من التحدي والاستهتار بمشاعر مئات الملايين من المؤمنين حول العالم، وليس المسيحيين فقط، بل أن الأزهر الشريف انتفض لهذا التجاوز وحذر من خطورة استغلال المناسبات العالمية لتطبيع الإساءة للدين وترويج الشذوذ والتحول الجنسي.
على المستوى الشخصي؛ أتذكر وأنا طفلة كيف كانت تجتمع العائلة حول التلفزيون مع كل افتتاح للأولمبياد، كنا كأطفال نستمتع باللوحات الفنية والموسيقى ودخول الفرق الرياضية إلى أرض الملعب وإشعال الشعلة الأولمبية، كنا نشعر بالفرح والسعادة، بغض النظر عن الفائز أو الخاسر أو من تصدر قائمة الميداليات أو تذيلها.
أما اليوم وأنا أتابع افتتاح دورة باريس الأولمبية؛ خطر في ذهني سؤال مهم، هل سيقبل أي ولي أمر أن يتابع أطفاله ما شاهدناه على الشاشات؟ وكيف يمكن لأب أو أم أن يفسر لأبنائه المناظر «المقززة» في العرض؟
وأخيراً السؤال الأهم؛ ماذا أراد مصممو هذا العرض إيصاله لمئات الملايين حول العالم، ولِمَ يحاولون أن يرغمونا على تقبل ثقافة ترفضها الفطرة الإنسانية السليمة، ويرفضها الدين وما تربينا عليه من قيم عربية.
إضاءة
«الإساءة إلى السيد المسيح أو إلى أي نبي من الأنبياء تُعد تطرفاً وهمجية طائشة، لا تحترم مشاعر المؤمنين بالأديان والأخلاق والقيم الإنسانية الرفيعة». «بيان الأزهر الشريف».