أخذتني الذكريات اليوم وأنا أكوي قميص ابنتي صباحاً لذلك المساء عندما كنت طفلة في الصف الرابع الابتدائي، ذهبت حينها لزيارة صديقتي التي تسكن في المنزل المجاور، أذكر حينها أنني عندما دخلت إلى غرفتها وجدتها تجلس على الأرض، وقد وضعت أمامها بطانية مطوية بعناية وعليها وضعت قميص المدرسة، وكانت تكوي القميص بدقة متناهية، ما أثار استغرابي وقتها أنها كانت تكوي فقط كُمَّ القميص...
سألتها باستغراب: لم لا تكوين كامل القميص؟
أجابت بنبرة لا مبالية: لم؟ الناس لن يروا من قميصي إلا الكُمَّ.
أنا، تلك الطفلة ذات العشرة أعوام، لم أعِ وقتها أن أغلب الناس تكوي فقط الظاهر من ملابسها، وما خفي يبقى مجعّداً وسخاً ليس بالأمر الهام، طالما كان تحت غطاء لن يراه أحد، عدت بعدها للمنزل، مستنكرة جلست أحكي لأمي ما حدث، تنهّدتْ أمي تنهيدة طويلة، قالت بصوت منخفض: الناس كلها هكذا.
سألتها: لماذا تطلبين مني أن أكوي كامل قميصي؟
قالت: حتى تعلمي أنكِ نظيفة من الداخل والخارج، كما هو قلبك أبيض لا يراه الناس، حافظي دائماً على نظافة وترتيب ملابسك التي لا يراها الناس قبل أن تهتمي بما يرونه، اليوم وأنا في الأربعين من عمري مازلت أكوي ملابسي التي لا يراها الناس، لأني أنا أراها وألبسها وأشعر بها.
مع الوقت، وكلما تقدّم بي العمر، أكتشف أن الناس من حولي تُظهر الجانب النظيف فقط من دواخلهم، وما خفي ستكتشفه لاحقاً مع الوقت، الناس في هذا الزمن...
تكوي فقط كُمَّ القميص!
سألتها باستغراب: لم لا تكوين كامل القميص؟
أجابت بنبرة لا مبالية: لم؟ الناس لن يروا من قميصي إلا الكُمَّ.
أنا، تلك الطفلة ذات العشرة أعوام، لم أعِ وقتها أن أغلب الناس تكوي فقط الظاهر من ملابسها، وما خفي يبقى مجعّداً وسخاً ليس بالأمر الهام، طالما كان تحت غطاء لن يراه أحد، عدت بعدها للمنزل، مستنكرة جلست أحكي لأمي ما حدث، تنهّدتْ أمي تنهيدة طويلة، قالت بصوت منخفض: الناس كلها هكذا.
سألتها: لماذا تطلبين مني أن أكوي كامل قميصي؟
قالت: حتى تعلمي أنكِ نظيفة من الداخل والخارج، كما هو قلبك أبيض لا يراه الناس، حافظي دائماً على نظافة وترتيب ملابسك التي لا يراها الناس قبل أن تهتمي بما يرونه، اليوم وأنا في الأربعين من عمري مازلت أكوي ملابسي التي لا يراها الناس، لأني أنا أراها وألبسها وأشعر بها.
مع الوقت، وكلما تقدّم بي العمر، أكتشف أن الناس من حولي تُظهر الجانب النظيف فقط من دواخلهم، وما خفي ستكتشفه لاحقاً مع الوقت، الناس في هذا الزمن...
تكوي فقط كُمَّ القميص!