بعد إسلام أهل البحرين 8هـ استمرت وفود إقليم البحرين من مختلف القبائل بالتوجه للمدينة النبوية إعلاناً لإسلامها ورغبةً في كسب شرف لقاء نبيهم، والتعلّم منه، وإعلان البيعة والولاء له. وقد مثّلت وفود قبيلة عبد القيس إلى المدينة مثالاً حياً على التفاعل الإيجابي وقوة العلاقات الاجتماعية والسياسية بين القبائل العربية والرسول صلى الله عليه وسلم، فلم تكن هذه الوفود مجرد أحداث تاريخية، بل عكست قيماً سامية تتعلق بالوحدة والتعلم والدعوة إلى الإسلام.
الوفادة الأولى لقبيلة عبدالقيس: توجه وفد قبيلة عبدالقيس إلى المدينة في أواخر السنة الثامنة للهجرة، حيث كان عددهم قرابة ثلاثة عشر رجلاً، وقد استقبلهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحفاوة، مُكرِّماً إياهم وداعياً لهم بالمغفرة ففي مسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير خزايا، ولا موتورين..» وكان في طليعة الوفد الأشج المنذر بن عائذ الذي مدحه النبي قائلاً: «إنّ فيك خصلتين يحبهما الله تعالى ورسوله، قال: وما هما يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: الحلم والأناة»، وقد استغل الوفد فترة مكوثهم في المدينة، والتي قدرت بعشرة أيام في تعلّم مبادئ الإسلام، وطلبوا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- كتاباً خاصاً بهم، وعادوا إلى بلادهم حاملين رسالة الإسلام.
الوفادة الثانية لقبيلة عبدالقيس: في السنة التاسعة للهجرة، وفدت قبيلة عبدالقيس مرة أخرى، وهذه المرة كان عددهم بين عشرين إلى أربعين شخصاً، بقيادة الجارود بن المعلى العبدي.
أسلم الجارود بعد مناقشة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد رحّب بهم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عادت هذه الوفادة إلى بلادها بكتب وتعليمات خاصة، بما في ذلك تعيين العلاء بن الحضرمي عاملاً على البحرين.
وفود عبدالقيس: القيم والمفاهيم: تُعد وفود قبيلة عبدالقيس إلى المدينة تجسيداً حقيقياً لقيم الإخاء والتعاون في المجتمع الإسلامي المبكر.
لقد لعبت هذه الوفود دوراً محورياً في توثيق الروابط والصلات بين القبائل العربية في نواحي الجزيرة العربية وقيادة الدولة الإسلامية في المدينة، ممّا أسهم في نشر رسالة الإسلام بشكل فعّال.
من خلال تعلمهم وتبنيهم لأحكام الدين، أصبحوا سفراء يحملون مشعل الدعوة إلى بلادهم، الأمر الذي يؤكّد أهمية التعليم والتواصل في بناء مجتمع متماسك.
إنّ هذه الأحداث التاريخية ليست مجرد وقائع عابرة، بل هي دروس حية تُبرز كيف يمكن للعلاقات الإنسانية المبنية على الاحترام والتفاهم وتحقيق المصالح المشتركة أن تساهم في نشر القيم العُليا وتعزيز الوحدة بين المسلمين.
كما توضح لنا هذه الوفود عُمق تاريخ الدبلوماسية البحرينية حيث تجسّد وفود قبيلة عبدالقيس إلى المدينة مثالاً حياً على أهمية العلاقات الاجتماعية والسياسية بين القبائل العربية.
كما تعكس سمو روح الحوار والتواصل مما ساهم في بناء علاقات قوية بين القبائل والرسول محمد صلى الله عليه وسلم. اليوم، تستمر مملكة البحرين في تبني هذه القيم من خلال دبلوماسيتها النشطة، التي تركز على تعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية ودول العالم أجمع.
* باحث في التاريخ وأكاديمي
الوفادة الأولى لقبيلة عبدالقيس: توجه وفد قبيلة عبدالقيس إلى المدينة في أواخر السنة الثامنة للهجرة، حيث كان عددهم قرابة ثلاثة عشر رجلاً، وقد استقبلهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بحفاوة، مُكرِّماً إياهم وداعياً لهم بالمغفرة ففي مسند الإمام أحمد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «اللهم اغفر لعبد القيس إذ أسلموا طائعين غير كارهين غير خزايا، ولا موتورين..» وكان في طليعة الوفد الأشج المنذر بن عائذ الذي مدحه النبي قائلاً: «إنّ فيك خصلتين يحبهما الله تعالى ورسوله، قال: وما هما يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: الحلم والأناة»، وقد استغل الوفد فترة مكوثهم في المدينة، والتي قدرت بعشرة أيام في تعلّم مبادئ الإسلام، وطلبوا من الرسول -صلى الله عليه وسلم- كتاباً خاصاً بهم، وعادوا إلى بلادهم حاملين رسالة الإسلام.
الوفادة الثانية لقبيلة عبدالقيس: في السنة التاسعة للهجرة، وفدت قبيلة عبدالقيس مرة أخرى، وهذه المرة كان عددهم بين عشرين إلى أربعين شخصاً، بقيادة الجارود بن المعلى العبدي.
أسلم الجارود بعد مناقشة مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد رحّب بهم النبي صلى الله عليه وسلم، ثم عادت هذه الوفادة إلى بلادها بكتب وتعليمات خاصة، بما في ذلك تعيين العلاء بن الحضرمي عاملاً على البحرين.
وفود عبدالقيس: القيم والمفاهيم: تُعد وفود قبيلة عبدالقيس إلى المدينة تجسيداً حقيقياً لقيم الإخاء والتعاون في المجتمع الإسلامي المبكر.
لقد لعبت هذه الوفود دوراً محورياً في توثيق الروابط والصلات بين القبائل العربية في نواحي الجزيرة العربية وقيادة الدولة الإسلامية في المدينة، ممّا أسهم في نشر رسالة الإسلام بشكل فعّال.
من خلال تعلمهم وتبنيهم لأحكام الدين، أصبحوا سفراء يحملون مشعل الدعوة إلى بلادهم، الأمر الذي يؤكّد أهمية التعليم والتواصل في بناء مجتمع متماسك.
إنّ هذه الأحداث التاريخية ليست مجرد وقائع عابرة، بل هي دروس حية تُبرز كيف يمكن للعلاقات الإنسانية المبنية على الاحترام والتفاهم وتحقيق المصالح المشتركة أن تساهم في نشر القيم العُليا وتعزيز الوحدة بين المسلمين.
كما توضح لنا هذه الوفود عُمق تاريخ الدبلوماسية البحرينية حيث تجسّد وفود قبيلة عبدالقيس إلى المدينة مثالاً حياً على أهمية العلاقات الاجتماعية والسياسية بين القبائل العربية.
كما تعكس سمو روح الحوار والتواصل مما ساهم في بناء علاقات قوية بين القبائل والرسول محمد صلى الله عليه وسلم. اليوم، تستمر مملكة البحرين في تبني هذه القيم من خلال دبلوماسيتها النشطة، التي تركز على تعزيز العلاقات مع الدول العربية والإسلامية ودول العالم أجمع.
* باحث في التاريخ وأكاديمي