مع دخول شهر نوفمبر وانخفاض درجات الحرارة، تبدأ البحرين استعداداتها لموسم الفعاليات المتنوعة، حيث ينتظر الجمهور جدولاً حافلاً من المهرجانات الثقافية، والأنشطة الترفيهية، والفعاليات الرياضية، التي تضفي على المملكة حيوية ونشاطاً، إلا أن النجاح في تنظيم هذه الفعاليات لا يعتمد فقط على جمالية الطقس أو تنوع الأنشطة، بل أيضاً على التنسيق بين الجهات المختلفة لضمان تحقيق أقصى استفادة من هذه الفعاليات دون أن تطغى فعالية على أخرى.في الأعوام السابقة شهدت البحرين ازدحاماً في جداول الفعاليات، حيث كان هناك تعارض لبعض الأنشطة في تواريخ متداخلة، مما أدى إلى تشتت الجمهور وضعف الحضور في بعض الفعاليات التي لم تحقق الأهداف المرجوة. ولذلك لا يمكننا أن نغفل أهمية التنسيق المسبق بين الجهات المنظمة، سواء أكانت حكومية أو خاصة، لضمان توزيع الفعاليات على مدار الموسم بشكل متوازن، إن هذا التنسيق لا يعزّز فقط من حضور الجمهور، بل يمنح كل فعالية الفرصة للتألق دون منافسة مباشرة تؤثر سلباً على أعداد الحضور.إن ازدحام الفعاليات في تواريخ متقاربة قد يؤدي إلى استنزاف موارد الجهات المنظمة، ويجعل من الصعب على الجمهور حضور أكثر من فعالية في نفس الوقت، خصوصاً إذا كانت تلك الفعاليات تتطلب تحضيرات خاصة أو تذاكر حضور، ولذلك يكمن الحل في تبنّي استراتيجية تخطيط موحّدة يتمّ من خلالها التنسيق بين جميع الأطراف المعنية، سواء من وزارة السياحة وهيئة البحرين للسياحة والمعارض، أو مؤسسات المجتمع المدني، أو الجهات الخاصة، لضمان توزيع الفعاليات بشكل عادل ومنسّق.ولذلك لابد من وجود جهة مركزية تعمل كمنسق رئيس بين هذه الأطراف، لتقوم بمراجعة جداول الفعاليات المقترحة، وتحديد التواريخ المناسبة لكل منها، بما يضمن تحقيق التكامل بين الفعاليات، بدلاً من التنافس غير المحسوب، كما يمكن أن يتم إنشاء منصة إلكترونية متخصّصة لعرض جميع الفعاليات المُخطَّط لها، بحيث تكون مرجعاً لجميع المنظّمين والجمهور على حدّ سواء، مما يُساهم في تفادي التداخل والتكرار.نوفمبر هو بداية موسم النشاط والحيوية في البحرين، فيجب علينا استغلاله بشكل متميّز من خلال التخطيط السليم والتنسيق الفعّال بين جميع الأطراف، لتبقى البحرين إحدى الوجهات الرئيسة للفعاليات الثقافية والترفيهية في المنطقة.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}