لا يمكن إنكار ما تتمتع به مملكة البحرين من مقومات سياحية فريدة على مستوى المنطقة، وربما على المستوى الدولي أيضاً، تنبع في الأساس من تاريخها وتراثها العريق والممتد لمئات السنين، إلى جانب ما تتمتع به من بنى تحتية سياحية وبرامج فريدة ومتميزة على مدار العام وما يتمتع بها شعبها من روح ودودة وقبول للآخر وترحيب به، مما جعلها محط أنظار السياح الخليجيين في الدرجة الأولى.أضف إلى كل ذلك ما قامت به الحكومة من وضع استراتيجية سياحية وفرض قوانين حديثة وصارمة للمنشآت السياحية بالتعاون مع السلطة التشريعية، ما ساهم في تعزيز هذا القطاع، لما له من عوائد مهمة على الثقافة الوطنية والاقتصاد الوطني، إلى جانب ما يوفره من فرص عمل حقيقية ودائمة لأبناء الوطن في قطاع يُعدّ من أهم القطاعات الواعدة.وللحقيقة والتاريخ؛ فإن الجهات المعنية بالقطاع السياحي، سواء وزارة السياحة أو هيئة البحرين للسياحة والمعارض، تقومان بجهود كبيرة وجبّارة لتعزيز هذا القطاع والعمل مع الجهات المعنية في تعزيز مكاسبه وزيادة حجم عوائده في الاقتصاد الوطني، عبر الكثير من البرامج والفعاليات إلى جانب الترويج المستمر للسياحة البحرينية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.وفي الآونة الأخيرة ظهرت مصطلحات جديدة تتعلّق بالسياحة، أو أُلحقت بها.. لا أدري، من قبيل السياحة العلاجية، والسياحة التعليمية، والسياحة الثقافية... وغيرها كثير لم أستطع إلى اليوم فك رموزها أو مقوماتها.أعرف أن السياحة الثقافية تُعدّ أحد أعمدة السياحة في البحرين، وهو ما نراه من تزايد عدد الزوار من الخارج عند إقامة فعاليات أو معارض ثقافية أو فنية، وهو ما كان واضحاً مثلاً عند إقامة معرض البحرين الدولي للكتاب، والذي للأسف الشديد تحول إلى ذكرى وتاريخ طيب.. ليس أكثر، دون سبب معروف.أما ما يعرف بالسياحة العلاجية، والتي أقيم لها مؤتمر خاص مؤخراً، فلا أعرف ما يعني هذا المصطلح على المستوى البحريني؟ ومن هم الفئة المستهدفة من السياحة العلاجية؟ وماذا وفرت الدولة أو القطاع الصحي لإنجاح هذا النوع من السياحة؟أطرح هذه الأسئلة وأنا أعرف، وأظن أغلب القراء وجمع من المسؤولين يعرفون، أن عدد مؤسساتنا الصحية الخاصة التي يمكن أن تدخل تحت هذا القطاع محدودة للغاية مقارنة بدول الجوار، إلى جانب أن أسعار الخدمات في هذه المؤسسات لا يمكنه بأي حال من الأحوال منافسة دول أخرى في الإقليم، إضافة إلى ما توفره هذه الدول من خدمات تتعلّق بخصومات خاصة على تذاكر السفر وخدمات الفنادق والتنقّل والبرامج السياحية المرافقة.كنت أتمنى على المؤتمر أو الجهات الرسمية، سواء الصحية أو السياحية، أن تنشر أعداد السياحة العلاجية وعوائدها، إلى جانب تعريف الجمهور ما أعدت لاستقطاب السياح للعلاج في البحرين.أخيراً.. لا يمكننا أن ننكر أن لدينا نخبة متميزة من الأطباء على مستوى والمنطقة والعالم، ولدينا أيضاً أفضل الأجهزة.. ولكن كل هذا يحتاج إلى ترويج وخطة واضحة لنعلن أننا «واجهة سياحة علاجية».
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}