متحف بيت الغشام بولاية وادي المعاول في مسقط في سلطنة عمان، ليس مجرد بيت أثري وتاريخي يتجاوز عمره 200 سنة، أو كما يصوره البعض أطلال الزمن البعيد، وإنما دار يستشعر من يزوره أن الحياة لاتزال تدبّ فيه حتى وإن غادر أهلها الدار، ففي كل زاوية من زوايا بيت الغشام حياة تنبض، فيه حكايات العوائل التي تعاقبت وسكنت فيه في يوم ما، مازالت تفاصيل معيشتهم قابعة في كل ركن من أركانه الواسعة تجول في ذهن كل من يزور هذا البيت الجميل والأصيل في تصميمه العمراني. تفاصيل ينسجها الزائر في مخيّلته عن هذا البيت وأصحابه وحياتهم الروتينية مع تعاقب الليل والنهار، هذا البيت الذي يعبّر عن فن جميل من فنون العمارة العمانية، والذي صُمّم خصيصاً ليحتفظ بعادات وتقاليد وقداسة وحرمة البيت وكل من عاش فيه في ذلك الوقت.لا يختلف هذا البيت عن الكثير من بيوت مملكة البحرين ومنطقة الخليج على وجه العموم القديمة، فالقواسم بالتأكيد مشتركة في التصميم والبناء للحفاظ على خصوصية البيت وأهله، ما يميّز بيت الغشام أنه رُمّم حتى تدبّ فيه الحياة من جديد من خلال تأثيثه لدرجة الكمال يتجول الزائر وتجول معه الذكريات، فهذه الغرف والنوافذ وهذا المجلس ومرابط الخيل والمطبخ والحوش الكبير تتوسطه الذكريات الجميلة بين لعب الأطفال وضجيجهم وبين سدول الليل وتنفّس الصباح ورائحة القهوة والبخور وصهيل الخيل وحديث الضيوف وهمسات النساء والكثير الكثير، نعم إنه صوت الحياة يدبّ في الأركان من جديد مع كل زائر ينسج في مخيلته كيف عاش أهل هذا البيت وكيف تربّى الصغير وكيف عادت الحياة من جديد بعد ترميم هذا البيت.مع كلّ زائر وسائح وإقامة فعالية من الفعاليات المختلفة ترجع الحياة، فمتحف بيت الغشام ليس مجرّد بيت وإنما سيرة لا تنتهي ولا تقف عند المغادرة بل تتجدّد كلما مرّ على دار الغشام وشاهد الأثر الجميل فيه، فكل البيوت تشرق عليها الشمس حتى وإن غادرها أهلها.كلمة من القلبالتفاصيل الجميلة عن متحف بيت الغشام الذي جمع التراث مع الثقافة، سردها لنا الصحفي سعيد النعماني رئيس تحرير مجلة التكوين التابعة لمؤسسة بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلان في جولة مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين من مختلف الدول العربية وشرح مفصل عن متحف بيت الغشام، تتبع الجولة بعض الأسئلة الخفيفة لتنشيط ثقافتنا منها كلمة «الروزنة» عند أهل عمان أي الروشنة بالمفهوم البحريني والكويتي هي الرف داخل الجدار تصميم كمالي للمجالس وبعض الغرف الهدف منها غالباً للزينة.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}