رغم أنني من أشد المولعين بالسفر واكتشاف الدول والتعرف على ثقافات الشعوب، إلا أنني أستغرب كثيراً عندما أشاهد كيف يعمل أشخاص في بعض البلدان على إفساد رحلات الناس والإساءة لبلده وللسياحة عبر استهداف السياح الأجانب والتعامل معهم بفوقية، وقد تصل إلى الاعتداء اللفظي والجسدي.
في الآونة الأخيرة انتشرت بعض لقطات الفيديو عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي تبين اعتداء بعض الأشخاص من إحدى الدول على سائح عربي وزوجته، والتلفظ عليه بألفاظ نابية، حتى وصل الأمر إلى محاولة الاعتداء الجسدي عليه، لولا تدخل أشخاص آخرين منعوا الاعتداء، هذا إضافة إلى كثير من الفيديوهات التي انتشرت في الأشهر الأخيرة، والتي تحمل ذات الطابع العنصري ضد السياح، خصوصاً العرب.
حديثي ليس ضد دولة معينة، ولكنه موقف يتكرر في كثير من الدول، شرقاً وغرباً، وهو ما يؤكد أهمية قيام من يرغب في السياحة الخارجية باتخاذ كافة الخطوات التي تضمن حمايته، وأن يختار دولاً مسالمة، فليست كل شعوب الأرض مثل شعب البحرين، مسالم ومرحب وودود مع الغرباء والسياح.
شخصياً، وقد قمت بمئات السفرات الخارجية ولعشرات الدول، لم أتعرض والحمد لله لمثل هذه المواقف، ولكني سمعت كثيراً من القصص حول ما يمكن أن يصنف تحت بند العنصرية أو كره الأجانب وووو، والأغرب أن هذه المواقف تكون في دول تعتمد اقتصاديا في الدرجة الأولى على السياحة، وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد التشجيع على السياحة.
فما هو الحل؟ الحل قد يكون بسيطاً للغاية، وهو أن نوجه رحلاتنا السياحة إلى الداخل، سواء داخل البحرين أو دول مجلس التعاون، فما نراه اليوم ونلمسه من تطور في المنطقة في القطاع السياحي يدفعنا إلى أهمية البحث عن بدائل أفضل، وأن نوفر على أنفسنا عناء التعرض لمواقف نحن في غنى عنها.
فدول التعاون الخليجي أصبحت اليوم تضاهي أفضل الدول من ناحية البنية السياحية، إضافة إلى التنوع المناخي والتاريخي والمناظر الطبيعية، كذلك الروح الأصيلة التي تتميز بالكرم والترحيب بالزوار، والتكلفة المعقولة مقارنة بكثير من الدول.
وأخيراً، ربما من المفيد أن أسرد بعض الحقائق والأرقام حول السياحة في دول مجلس التعاون، وهي منشورة في تقرير لمركز الإحصاء الخليجي، حيث يشير إلى أن معدل نمو الزوار القادمين إلى مجلس التعاون في عام 2022 ارتفع بنسبة 136.6% مقارنة بعام 2021، فيما بلغ إجمالي القيمة المضافة لقطاع السياحة والسفر من الناتج المحلي الإجمالي حوالي 171.4 مليار دولار، وبلغت نسبة مساهمة قطاع السياحة والسفر في التوظيف حوالي 12.6%.
أما عدد المواقع السياحية في مجلس التعاون، فقد بلغ عام 2023 حوالي 837 موقعاً، فيما أقيمت حولي 224 فعالية ونشاط في ذات العام.
إضاءة
سعيدة جداً بإعلان هيئة البحرين للسياحة والمعارض عن انطلاق موسم البواخر السياحية، حيث من المتوقع استقبال 40 زيارة للبواخر و100 ألف سائح من مختلف دول العالم.