لوهلة تظن أن ما تمر به حلم سينتهي عما قريب .. ثم تكتشف فجأة أنك تواجه تيار التغييب والتغريب ..
تصاب بالذهول، ويكتنف مصيرك الغموض، والعاقل من يلجأ إلى المنطقة الرمادية لتقبل الأمرٍ، والتعايش مع الواقع الجديد ..
تلجأ لها وأنت تعلم أنها ليست منطقتك حتى إنها لا تشبهك على الإطلاق .. لكن تقبُّل الواقع – في هذه الحالة – لا يعني الاستسلام للظروف، وإنما يعني ببساطة ترك المعركة والتفرغ للارتقاء الذاتي وتحقيق الأحلام..
قد لا تكون المنطقة الرمادية مستحبة لدى الكثير لكنها – بالنسبة لي – منطقة استشفاء! فعندما يصاب المرء بالإحباط، أو عندما تُكسر الإرادة وينطفئ الشغف..
يحاول جاهداً أن ينأى بنفسه عن مواطن الهزيمة والاستسلام، ويحاول التركيز على الأهداف.. ليحافظ على الأحلام التي يجد سعادته بالوصول إليها..
لطالما كانت المنطقة الرمادية خياراً لمن ليس له خيار ..
والإنسان في حالة اختيار دائم! طالما أن نهر الحياة لا يكف يوماً عن الجريان وهو زاخر بكل جديد، والأيام حُبلى بالكثير، والمتغيرات لا تتوقف، وتأكد أن تقبُّل الواقع مهما كانت درجة سلبيته، قد يمكنك من إيجاد الطرق المناسبة لتحسينه؛ إذ إن قبول البيئة السامة – خصوصاً إن كانت لديك قضية تؤمن بها – لربما يجعلك تكتشف أن الأمر ليس بالسوء الذي كنت تراه وأنت تسعى لتجنب البيئة عبر تركها، والأمر نفسه ينطبق على باقي الأشياء التي تمر بحياتنا، فقبولها الحل الأمثل لتغييرها للأفضل..
وقد يكون أيضاً بداية لإشعال شرارة الأمل لعالم آخر يشبهك!
رسالة أخيرة..
كلكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته، فإذا كنت صاحب كلمة لا تظلم باسم المصلحة العليا، اجعل من هم دونك شركاء معك، وإن حدث وأخطأت في حق أحدهم، فقط قل: «آسف».
دون سرد لائحة من المبررات الواهية التي اعتدت أن تسوقها على رعيتك، وهي كلمة، لكنها كفيلة بردم الفجوة.. ولا تنسى أن الإنسان دائماً يكُبر بالاعتذار.