بداية علينا أن نتفق نحن المخلصون لهذه البلاد ولقيادتها، على أننا نواجه إرهاباً منظماً، مدعوماً من الخارج وتنفذه أيادٍ عميلة في الداخل.
حينما نثبت هذه القناعة لدينا، ونضعها كنظارة أمام عيوننا، حينها يمكننا أن نعمل معاً لأجل الوطن وفي اتجاه واحد.
أولاً، لا بد وأن يكون الوطن لدينا قبل كل شيء، وأن يكون أمنه وأمانه هو الهم الأول الذي يعنينا، بالتالي كل ما يستهدف الأمن هو يستهدفنا في الأساس، هو يلعب بمصائرنا وأبنائنا.
بالتالي حينما ينسى البعض هذه القناعة، وتتوه عنده البوصلة عن اتجاهها الصحيح الموجه للبحرين، هنا يحصل الخلط في الأمور، وهنا تصب الاجتهادات في خدمة أعدائنا، بدل أن تكون ضمن مجموعة الأسلحة التي ندافع بها عن وطننا.
نعم، هناك جوانب قصور عديدة في قطاعات كثيرة في الدولة، والتعامل الحكيم معها، لا بد وأن تكون منطلقاته وطنية، وليست شخصية أو محكومة بأمور أخرى، أي أنني حينما أنتقد القصور وأطالب بالإصلاح والتعديل، لا بد وأن يكون في إطار مساعدة الدولة ومعاونتها وبأساليب تقوي شوكتها ككيان له السيادة ومحكوم بالقوانين، لا أن أتحول كراشق للدولة بالطوب وأكون في صف واحد مع من يرشقها.
هذه المقدمة تعيدني لحديث هذه الأيام والذي تطرقنا له يوم أمس فيما يتعلق بحادثة سجن جو، وإجراءات وزارة الداخلية وتصريحات وزيرها، والشجاعة في المواجهة وكشف الحقائق والتفاصيل على الملأ للناس ولنواب الشعب.
كقادة للرأي، من السذاجة أن نصب نحن الزيت على النار لنزيد سعيرها، من الخطأ أن ننجرف مع الأصوات الكثيرة التي تنتقد و»تتحلطم» دونما استقراء لأبعاد هذه التصرفات، ولما يمكن أن تسهم فيه بصناعة مزاج عام شعبي، لو انفلت، لوجدنا أننا في نفس موقع الذي وقف ضد الدولة ولايزال. هل فكرتم لماذا انتشرت صورة للمجرم رضا الغسرة وتحتها تعليق يقول إنها مأخوذة في العراق، بينما الصورة أخذت منذ شهور طويلة في سجن جو نفسه؟!
لمصلحة من ينشر ذلك؟! وما الهدف من تداول مثل هذه الصور والمعلومات والحرص على أن تصل لمجموعات التواصل الخاصة بالمخلصين للبحرين وحساباتهم؟!
الإجابة واضحة ولا تحتاج لتفكير عميق، وهي تتمثل في مساعي هز ثقة الناس بوزارة الداخلية، وفي دفع المواطنين لانتقادها بشكل يصل لمستوى الهجوم الانقلابي الذي تعرضت له من قبل جماعة «الوفاق» والانقلابيين وعملاء إيران وطبعاً طهران نفسها.
عليكم أن تنتبهوا من عملية الانجراف هذه، ومحاولات اختراق العقول، وتوجيه ردود الأفعال بأسلوب اللاوعي، فهذا هو المقصد وهذا هو الهدف.
حينما أرى ذلك، أتذكر على الفور الدور الكبير الذي قامت به الوزارة خلال عقود طويلة، وكيف تضاعفت جهودها في السنوات الأخيرة لتصد الاستهداف عن البحرين وتحمي الناس. وكيف أنه لو كان الجهاز الأمني ضعيفاً وغير يقظ «وهي الفكرة التي يريدون ترسيخها هنا»، لو كان كذلك، تخيلوا حجم الأسلحة التي كان يمكن تهريبها للبحرين، تخيلوا حجم العمليات الإرهابية وإقلاق أمن الناس الذي سيحصل، بل تخيلوا محاولات الانقلاب واختراع ألف دوار ودوار؟!
بالتالي، القيام بإضعاف السلاح الذي تملكه، وبمهاجمة الرجال المخلصين البواسل الذين يحمونك، وبذريعة خطأ واحد أو اثنين أو حتى عشرة مقابل عشرات النجاحات، هي عملية تشبه «فقأ عينك بإصبعك»، إذ لا أحد يتخلى عن سلاحه، لا أحد يقوم في لحظة انفعال وغضب باتخاذ قرارات قد تكون تداعياتها أخطر وأكبر.
إن كنتم ضد الإرهاب فعليكم الإيمان بدوركم في محاربته والتمثل به بالفعل لا القول، عليكم مساندة الجهاز الذي يقف في وجه المدفع ليحارب هؤلاء.
من السهولة جداً لنا ككتاب أن نسطر هنا سطوراً قاسية بحق الدولة والحكومة والجهاز الأمني، بسهولة يمكننا أن نتحول إلى «أبطال» في نظر الناس «المتحلطمين» والمنتقدين على الدوام، لكن هل هذه هي البطولة بالفعل؟! هل يمكن للمخلص العارف بدوره الفاهم لمسؤوليته تجاه الوطن، هل يمكنه أن يتحول لمثل الذين كانوا في الدوار ويسل سيفه على رجال عاهدوا الله على حماية البلاد والعباد؟!
في كل قرية مقبرة، وفي كل نظام اختراقات، وفي كل منظومة أناس ضعاف النفوس، يبيعون ذممهم بالرخيص ولا يهمهم الوطن، وهذا بالضبط ما حصل في حادثة السجن.
قليلاً من الوعي هنا، نعم هناك مسؤولية ملقاة على عاتق وزارة الداخلية ووزيرها الرجل الذي واجه الموقف مثلما واجه مواقف أخرى عديدة أكبر وأخطر بشجاعة، لكن لنتذكر بأن هؤلاء الرجال في صف الوطن ويعملون لأجل الوطن ويضحون بأرواحهم لأجل الوطن.
لا تكن «صدى صوت» للغير ممن لا يعجبهم العجب ويرون البطولة في انتقاد الدولة وأجهزتها، حتى لو خدم انتقادهم أعداء البحرين واستغلوه وقاموا بالترويج له، لا تسقطوا في هذا الفخ.
حينما نثبت هذه القناعة لدينا، ونضعها كنظارة أمام عيوننا، حينها يمكننا أن نعمل معاً لأجل الوطن وفي اتجاه واحد.
أولاً، لا بد وأن يكون الوطن لدينا قبل كل شيء، وأن يكون أمنه وأمانه هو الهم الأول الذي يعنينا، بالتالي كل ما يستهدف الأمن هو يستهدفنا في الأساس، هو يلعب بمصائرنا وأبنائنا.
بالتالي حينما ينسى البعض هذه القناعة، وتتوه عنده البوصلة عن اتجاهها الصحيح الموجه للبحرين، هنا يحصل الخلط في الأمور، وهنا تصب الاجتهادات في خدمة أعدائنا، بدل أن تكون ضمن مجموعة الأسلحة التي ندافع بها عن وطننا.
نعم، هناك جوانب قصور عديدة في قطاعات كثيرة في الدولة، والتعامل الحكيم معها، لا بد وأن تكون منطلقاته وطنية، وليست شخصية أو محكومة بأمور أخرى، أي أنني حينما أنتقد القصور وأطالب بالإصلاح والتعديل، لا بد وأن يكون في إطار مساعدة الدولة ومعاونتها وبأساليب تقوي شوكتها ككيان له السيادة ومحكوم بالقوانين، لا أن أتحول كراشق للدولة بالطوب وأكون في صف واحد مع من يرشقها.
هذه المقدمة تعيدني لحديث هذه الأيام والذي تطرقنا له يوم أمس فيما يتعلق بحادثة سجن جو، وإجراءات وزارة الداخلية وتصريحات وزيرها، والشجاعة في المواجهة وكشف الحقائق والتفاصيل على الملأ للناس ولنواب الشعب.
كقادة للرأي، من السذاجة أن نصب نحن الزيت على النار لنزيد سعيرها، من الخطأ أن ننجرف مع الأصوات الكثيرة التي تنتقد و»تتحلطم» دونما استقراء لأبعاد هذه التصرفات، ولما يمكن أن تسهم فيه بصناعة مزاج عام شعبي، لو انفلت، لوجدنا أننا في نفس موقع الذي وقف ضد الدولة ولايزال. هل فكرتم لماذا انتشرت صورة للمجرم رضا الغسرة وتحتها تعليق يقول إنها مأخوذة في العراق، بينما الصورة أخذت منذ شهور طويلة في سجن جو نفسه؟!
لمصلحة من ينشر ذلك؟! وما الهدف من تداول مثل هذه الصور والمعلومات والحرص على أن تصل لمجموعات التواصل الخاصة بالمخلصين للبحرين وحساباتهم؟!
الإجابة واضحة ولا تحتاج لتفكير عميق، وهي تتمثل في مساعي هز ثقة الناس بوزارة الداخلية، وفي دفع المواطنين لانتقادها بشكل يصل لمستوى الهجوم الانقلابي الذي تعرضت له من قبل جماعة «الوفاق» والانقلابيين وعملاء إيران وطبعاً طهران نفسها.
عليكم أن تنتبهوا من عملية الانجراف هذه، ومحاولات اختراق العقول، وتوجيه ردود الأفعال بأسلوب اللاوعي، فهذا هو المقصد وهذا هو الهدف.
حينما أرى ذلك، أتذكر على الفور الدور الكبير الذي قامت به الوزارة خلال عقود طويلة، وكيف تضاعفت جهودها في السنوات الأخيرة لتصد الاستهداف عن البحرين وتحمي الناس. وكيف أنه لو كان الجهاز الأمني ضعيفاً وغير يقظ «وهي الفكرة التي يريدون ترسيخها هنا»، لو كان كذلك، تخيلوا حجم الأسلحة التي كان يمكن تهريبها للبحرين، تخيلوا حجم العمليات الإرهابية وإقلاق أمن الناس الذي سيحصل، بل تخيلوا محاولات الانقلاب واختراع ألف دوار ودوار؟!
بالتالي، القيام بإضعاف السلاح الذي تملكه، وبمهاجمة الرجال المخلصين البواسل الذين يحمونك، وبذريعة خطأ واحد أو اثنين أو حتى عشرة مقابل عشرات النجاحات، هي عملية تشبه «فقأ عينك بإصبعك»، إذ لا أحد يتخلى عن سلاحه، لا أحد يقوم في لحظة انفعال وغضب باتخاذ قرارات قد تكون تداعياتها أخطر وأكبر.
إن كنتم ضد الإرهاب فعليكم الإيمان بدوركم في محاربته والتمثل به بالفعل لا القول، عليكم مساندة الجهاز الذي يقف في وجه المدفع ليحارب هؤلاء.
من السهولة جداً لنا ككتاب أن نسطر هنا سطوراً قاسية بحق الدولة والحكومة والجهاز الأمني، بسهولة يمكننا أن نتحول إلى «أبطال» في نظر الناس «المتحلطمين» والمنتقدين على الدوام، لكن هل هذه هي البطولة بالفعل؟! هل يمكن للمخلص العارف بدوره الفاهم لمسؤوليته تجاه الوطن، هل يمكنه أن يتحول لمثل الذين كانوا في الدوار ويسل سيفه على رجال عاهدوا الله على حماية البلاد والعباد؟!
في كل قرية مقبرة، وفي كل نظام اختراقات، وفي كل منظومة أناس ضعاف النفوس، يبيعون ذممهم بالرخيص ولا يهمهم الوطن، وهذا بالضبط ما حصل في حادثة السجن.
قليلاً من الوعي هنا، نعم هناك مسؤولية ملقاة على عاتق وزارة الداخلية ووزيرها الرجل الذي واجه الموقف مثلما واجه مواقف أخرى عديدة أكبر وأخطر بشجاعة، لكن لنتذكر بأن هؤلاء الرجال في صف الوطن ويعملون لأجل الوطن ويضحون بأرواحهم لأجل الوطن.
لا تكن «صدى صوت» للغير ممن لا يعجبهم العجب ويرون البطولة في انتقاد الدولة وأجهزتها، حتى لو خدم انتقادهم أعداء البحرين واستغلوه وقاموا بالترويج له، لا تسقطوا في هذا الفخ.