قرأت كتاباً للباحثة الشابة زينة الجانودي، بعنوان: «التقارب بين السنة والشيعة.. ضرورة إسلامية أسس لها النجف والأزهر». والكاتبة ليست عالمة شريعة أو فقه، ولكنها أخصائية لغة عربية، وبالرغم من أن الكتاب ليس صادراً عن مرجع فقهي إسلامي، إلا أنه يعكس رغبة عميقة وصادقة لمعالجة الشرخ الذي يعصف بأمتنا الإسلامية. والكاتبة ترتكز على مراسلات بين النجف والأزهر للتقريب والاعتراف المتبادل بشرعية المذهبين. تبدأ الكاتبة بتعريف المذاهب فتقول إن «المذاهب هي مناهج لفهم الإسلام وهي تستند إلى أصول موحدة». وقد شبهت المذاهب بـ«الغرف المختلفة في البيت الواحد الذي هو بيت الإسلام». وتصف الكاتبة نفسها بأنها «سنية متمحصة بالتسنن من أب إلى جد، وفي ذات الوقت فهي محبة للشيعة فهم أهلها وإخوتها».
والكتاب عام، فهو يستعرض جوامع بين المذهبين، من حيث الصلاة والصوم والأذان، كما تتناول الكاتبة في فصل الأحاديث، تلك التي يعتمدها أهل السنة، في رواية فضل أهل البيت، كما في الفصل الذي يتبعه تستعرض الفتاوى التي أصدرها علماء الشيعة في تحريم شتم الصحابة. والجزء الأهم في الكتاب هو استعراض التواصل بين الأزهر والنجف. ويظهر لنا الكتاب كم أن تلك المدرستين الفقهيتين منفتحتان. ومن الفتاوى التي تشرحها الكاتبة، فتوى لشيخ الأزهر الراحل، الشيخ محمود شلتوت، رحمه الله، حيث يوضح أن «المذهب الشيعي هو مذهب خامس في الإسلام، لا يختلف في شرعيته عن بقية المذاهب، وأن من يعتنقه ويعمل طبق فقهه فهو مبرأ الذمة». وفي هذا الصدد، قال فضيلته إن «الإسلام لا يوجب على أحد اتباع مذهب معين وللفرد الحرية في تقليد أي مذهب منقولاً نقلاً صحيحاً». وأهم ما في الكتاب هو الكشف عن شخصية الشيخ محمود شلتوت الذي أسس للفكر التقريبي والذي أطلق في جامعة الأزهر تدريس المذهب الجعفري بالإضافة لتدريس المذاهب السنية الأربعة.
وربما الكتاب لا يروي عطش المتبحرين في الدين، الذين قد يطالبون بأجوبة وتحليلات أكثر عمقاً في الفقه الإسلامي، ولكنه موجه أكثر للقارئ العام المسلم، الذي يتساءل عن سبب الاختلاف بين السنة والشيعة. وهو موجز وسهل اللغة، وهما صفتان تسهلان تعميمه. ومن ثم يجب تشجيع الكاتبة ونشر كتابها، لأننا اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة للتقريب، للقضاء على الفتنة التي تعصف بمجتمعاتنا العربية. وما من طريقة أفضل لقتل الفرقة من استحضار الجوامع التي بيننا. واليوم وللأسف الشديد أسدل الصراع الطائفي الستار على القضية الجوهرية للعرب وهي قضية فلسطين والقدس. فلنتوحد جميعاً ولنراجع أولوياتنا، فبفرقتنا وطائفيتنا دمارنا، وبوحدتنا قوتنا وعزتنا.
والكتاب عام، فهو يستعرض جوامع بين المذهبين، من حيث الصلاة والصوم والأذان، كما تتناول الكاتبة في فصل الأحاديث، تلك التي يعتمدها أهل السنة، في رواية فضل أهل البيت، كما في الفصل الذي يتبعه تستعرض الفتاوى التي أصدرها علماء الشيعة في تحريم شتم الصحابة. والجزء الأهم في الكتاب هو استعراض التواصل بين الأزهر والنجف. ويظهر لنا الكتاب كم أن تلك المدرستين الفقهيتين منفتحتان. ومن الفتاوى التي تشرحها الكاتبة، فتوى لشيخ الأزهر الراحل، الشيخ محمود شلتوت، رحمه الله، حيث يوضح أن «المذهب الشيعي هو مذهب خامس في الإسلام، لا يختلف في شرعيته عن بقية المذاهب، وأن من يعتنقه ويعمل طبق فقهه فهو مبرأ الذمة». وفي هذا الصدد، قال فضيلته إن «الإسلام لا يوجب على أحد اتباع مذهب معين وللفرد الحرية في تقليد أي مذهب منقولاً نقلاً صحيحاً». وأهم ما في الكتاب هو الكشف عن شخصية الشيخ محمود شلتوت الذي أسس للفكر التقريبي والذي أطلق في جامعة الأزهر تدريس المذهب الجعفري بالإضافة لتدريس المذاهب السنية الأربعة.
وربما الكتاب لا يروي عطش المتبحرين في الدين، الذين قد يطالبون بأجوبة وتحليلات أكثر عمقاً في الفقه الإسلامي، ولكنه موجه أكثر للقارئ العام المسلم، الذي يتساءل عن سبب الاختلاف بين السنة والشيعة. وهو موجز وسهل اللغة، وهما صفتان تسهلان تعميمه. ومن ثم يجب تشجيع الكاتبة ونشر كتابها، لأننا اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة للتقريب، للقضاء على الفتنة التي تعصف بمجتمعاتنا العربية. وما من طريقة أفضل لقتل الفرقة من استحضار الجوامع التي بيننا. واليوم وللأسف الشديد أسدل الصراع الطائفي الستار على القضية الجوهرية للعرب وهي قضية فلسطين والقدس. فلنتوحد جميعاً ولنراجع أولوياتنا، فبفرقتنا وطائفيتنا دمارنا، وبوحدتنا قوتنا وعزتنا.