حتى لحظة تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، كانت قنوات تلفزة أمريكية تهاجمه و«تترحم» على باراك أوباما، على الرغم من أن حقبة أوباما لم تخدم المواطن الأمريكي، بل وجهت مليارات بلاده إلى الخارج وحرقتها على مشاريع هيمنة فاشلة.
ليس مأسوفاً أبداً على أوباما الذي تعامل مع الجميع بـ «وجهين»، خاصة أصدقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ليس مأسوفاً عليه وهو الذي «أطلق» العدوة إيران لتعبث بمقدرات الشرق الأوسط، بل منحها أموالها المجمدة.
ترامب، الذي ينتقده كثير من الأمريكيين، يختلف عن أوباما اختلافاً شاسعاً، أول هذه الاختلافات وأهمها، أن الملياردير الأمريكي الذي صنع قصة نجاح يصعب نسخها، هذا الرجل يتكلم مباشرة بما يفكر فيه، لا يتحرج من الإدلاء بآرائه حتى لو كان وقعها عنيفاً، الدبلوماسية لديه بمستوى يخدم رؤيته، لا بمستوى «الكذب» و«الكيل بمكيالين» الذي كان يمارسه أوباما. تصريحات ترامب واضحة بشأن تهديدات الشرق الأوسط، وهذا مؤشر إيجابي، فهو يتفق مع دول الخليج العربي بالتحديد في «تحديد» مصادر التهديد، في إيران أولاً ومن ثم في تنظيم «داعش».
أول الخطوات التي جاءت بعد تنصيب ترامب هو إعلانه عن الدرع الصاروخية الموجهة ضد إيران خصوصاً وكوريا الشمالية، وهو إعلان بالتأكيد يكشف نوعاً ما عن الاتجاه القادم فيما يتعلق بالتعامل مع قضايا الشرق الأوسط.
رجل مثل ترامب لا يخشى أن يتحدث مباشرة بما يجول في عقله، وبالتالي فهو رجل يمكنك أن تتعامل معه بوضوح، بخلاف إدارة أوباما التي تقول إنها ترتبط بعلاقات صداقة مع دول معينة، لكنها تذهب «خلف الكواليس» لتدعم فئات متطرفة وجماعات راديكالية ثيوقراطية في الدول التي تقول عنها «حليفة»، ولكم فيما حصل في البحرين أبلغ مثال.
ما يهمنا نحن هو أن يكون البديل نزيهاً وواضحاً في تعامله مع البحرين، وترامب لا مشكلة لديه في ذلك، وقالها بشكل واضح وصريح بأنه سيتعامل مع أي كان طالما أن العلاقة إيجابية وفيها مصلحة لبلاده، وفي هذا الجانب كان حديثه صريحاً بشأن إمكانية التعاون مع روسيا الغريم اللدود إن كان التعاون يخدم مصلحة بلاده، وهي المسألة التي حاولت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أن «تهولها» و«تروج» لها بأن ترامب مدعوم من روسيا.
ما نأمله من ترامب أن ينهي تحركات اللوبي الساعي للتدخل في شؤون الدول الأخرى، لا تدخل مبنياً على الصداقة وقائماً على النصيحة، بل ذلك التدخل الذي يتم بالخفاء وعبر استهداف الأنظمة ودعم الإرهابيين ونشر حركات الفوضى.
وهنا أدلل على البرنامج الأمريكي «مابي» وهو اختصار لبرنامج يضم حزمة مشاريع تحت هدف خلق «الشرق الأوسط الجديد»، والذي رغم أنه بدأ مع كوندوليزا رايس المحسوبة على الحزب الجمهوري، فإنه استمر بل نشط بقوة في حقبة أوباما، وبانت آثاره في أحداث «الخريف العربي» في 2011، وكيف أن أغلب هذه البرامج تستهدف العناصر القابلة بأن تعمل ضد بلدانها، وضد قوانينها وأنظمتها، بحجة «التغيير نحو الديمقراطية»، وللعلم هناك أسماء لعناصر انقلابية في البحرين دخلت هذه البرامج ونهلت منها وتعلمت أساليب التأليب وإثارة الفوضى الداخلية، منهم عناصر في جمعية «الوفاق» الانقلابية المنحلة.
برنامج ترامب يركز على الاقتصاد وإعادة قوة أمريكا المالية، وتوجيه هذه الأموال للبناء والتطوير الداخلي، وهو بنفسه ينتقد هدر مليارات الدولارات من الاقتصاد الأمريكي على ملفات خارجية هدفها فقط التدخل في شؤون الغير، وبالتالي إغلاق هذا البرنامج الذي تتولى مسؤوليته وزارة الخارجية الأمريكية أحد الأمور التي نتطلع أن يقدم عليها الرجل الجديد في البيت الأبيض. البحرين بلد يعمل وفق سياسة نظيفة نزيهة اختطها جلالة الملك حفظه الله، قائمة على تعزيز الصداقة مع الدول الحليفة، ورفض التدخل في شؤونها، والمتوقع في المقابل أن تكون العلاقة المقابلة على نفس الوتيرة.
وبالتالي بلادنا تتمنى للرئيس الجديد وللشعب الأمريكي الصديق التوفيق والخير، وتأمل بأن يكون رحيل أوباما وإدارته الفاشلة بداية لإنهاء حالة «زج الأنف الأمريكي» في أمور الدول الأخرى.
{{ article.visit_count }}
ليس مأسوفاً أبداً على أوباما الذي تعامل مع الجميع بـ «وجهين»، خاصة أصدقاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ليس مأسوفاً عليه وهو الذي «أطلق» العدوة إيران لتعبث بمقدرات الشرق الأوسط، بل منحها أموالها المجمدة.
ترامب، الذي ينتقده كثير من الأمريكيين، يختلف عن أوباما اختلافاً شاسعاً، أول هذه الاختلافات وأهمها، أن الملياردير الأمريكي الذي صنع قصة نجاح يصعب نسخها، هذا الرجل يتكلم مباشرة بما يفكر فيه، لا يتحرج من الإدلاء بآرائه حتى لو كان وقعها عنيفاً، الدبلوماسية لديه بمستوى يخدم رؤيته، لا بمستوى «الكذب» و«الكيل بمكيالين» الذي كان يمارسه أوباما. تصريحات ترامب واضحة بشأن تهديدات الشرق الأوسط، وهذا مؤشر إيجابي، فهو يتفق مع دول الخليج العربي بالتحديد في «تحديد» مصادر التهديد، في إيران أولاً ومن ثم في تنظيم «داعش».
أول الخطوات التي جاءت بعد تنصيب ترامب هو إعلانه عن الدرع الصاروخية الموجهة ضد إيران خصوصاً وكوريا الشمالية، وهو إعلان بالتأكيد يكشف نوعاً ما عن الاتجاه القادم فيما يتعلق بالتعامل مع قضايا الشرق الأوسط.
رجل مثل ترامب لا يخشى أن يتحدث مباشرة بما يجول في عقله، وبالتالي فهو رجل يمكنك أن تتعامل معه بوضوح، بخلاف إدارة أوباما التي تقول إنها ترتبط بعلاقات صداقة مع دول معينة، لكنها تذهب «خلف الكواليس» لتدعم فئات متطرفة وجماعات راديكالية ثيوقراطية في الدول التي تقول عنها «حليفة»، ولكم فيما حصل في البحرين أبلغ مثال.
ما يهمنا نحن هو أن يكون البديل نزيهاً وواضحاً في تعامله مع البحرين، وترامب لا مشكلة لديه في ذلك، وقالها بشكل واضح وصريح بأنه سيتعامل مع أي كان طالما أن العلاقة إيجابية وفيها مصلحة لبلاده، وفي هذا الجانب كان حديثه صريحاً بشأن إمكانية التعاون مع روسيا الغريم اللدود إن كان التعاون يخدم مصلحة بلاده، وهي المسألة التي حاولت منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون أن «تهولها» و«تروج» لها بأن ترامب مدعوم من روسيا.
ما نأمله من ترامب أن ينهي تحركات اللوبي الساعي للتدخل في شؤون الدول الأخرى، لا تدخل مبنياً على الصداقة وقائماً على النصيحة، بل ذلك التدخل الذي يتم بالخفاء وعبر استهداف الأنظمة ودعم الإرهابيين ونشر حركات الفوضى.
وهنا أدلل على البرنامج الأمريكي «مابي» وهو اختصار لبرنامج يضم حزمة مشاريع تحت هدف خلق «الشرق الأوسط الجديد»، والذي رغم أنه بدأ مع كوندوليزا رايس المحسوبة على الحزب الجمهوري، فإنه استمر بل نشط بقوة في حقبة أوباما، وبانت آثاره في أحداث «الخريف العربي» في 2011، وكيف أن أغلب هذه البرامج تستهدف العناصر القابلة بأن تعمل ضد بلدانها، وضد قوانينها وأنظمتها، بحجة «التغيير نحو الديمقراطية»، وللعلم هناك أسماء لعناصر انقلابية في البحرين دخلت هذه البرامج ونهلت منها وتعلمت أساليب التأليب وإثارة الفوضى الداخلية، منهم عناصر في جمعية «الوفاق» الانقلابية المنحلة.
برنامج ترامب يركز على الاقتصاد وإعادة قوة أمريكا المالية، وتوجيه هذه الأموال للبناء والتطوير الداخلي، وهو بنفسه ينتقد هدر مليارات الدولارات من الاقتصاد الأمريكي على ملفات خارجية هدفها فقط التدخل في شؤون الغير، وبالتالي إغلاق هذا البرنامج الذي تتولى مسؤوليته وزارة الخارجية الأمريكية أحد الأمور التي نتطلع أن يقدم عليها الرجل الجديد في البيت الأبيض. البحرين بلد يعمل وفق سياسة نظيفة نزيهة اختطها جلالة الملك حفظه الله، قائمة على تعزيز الصداقة مع الدول الحليفة، ورفض التدخل في شؤونها، والمتوقع في المقابل أن تكون العلاقة المقابلة على نفس الوتيرة.
وبالتالي بلادنا تتمنى للرئيس الجديد وللشعب الأمريكي الصديق التوفيق والخير، وتأمل بأن يكون رحيل أوباما وإدارته الفاشلة بداية لإنهاء حالة «زج الأنف الأمريكي» في أمور الدول الأخرى.