مبادرة مؤسس بيت القرآن الدكتور عبداللطيف كانو تنظيم حفل لتدشين كتاب أبحاث ودراسات العالم الجليل الدكتور جليل إبراهيم العريض والذي تكفل بيت القرآن بطباعته مبادرة تسجل في ميزان إنجازاته الكثيرة، ورعاية نائب رئيس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة للحفل وحضوره شخصياً أعطى الحفل البعد الذي يستحقه وزاد من وزنه، والأكيد هو أن الدكتور جليل العريض يستحق كل هذا وأكثر من هذا، فقد كان مثالاً لأهل العلم وسيظل أبداً مدعاة للفخر والاعتزاز، وعلماً من أعلام الثقافة والعلوم في البحرين وفي الوطن العربي، بل في العالم.
في المعهد العالي للمعلمين الذي أسسه وأداره تعلمت وكثيرون من أهل البحرين الكثير منه، كان ذلك في بداية السبعينيات من القرن الماضي، تعلمنا منه كيف ينبغي أن يكون الإنسان جاداً في عمله ومخلصاً لوطنه ونشيطاً ولا يعرف معنى الاستسلام، وتعلمنا كيف ينبغي أن يكون المعلم، وكيف ينبغي أن يكون الإداري. ذات مرة انكشف أمر أحد الطلبة الذي أراد اختصار التعلم بالغش حيث ضبط وهو يقوم بنقل ما دونه في قصاصة صغيرة في ورقة الامتحان فأصدر العريض على الفور قراراً بترسيبه في تلك المادة وقام بالمرور على كل الفصول ليبين للطلبة خطورة ما قام به ذلك الطالب الذي سيتخرج من المعهد معلماً وأبدى دهشته وحزنه من حالة التناقض، إذ كيف يمكن أن يستأمن غشاشاً على الأبناء في الابتدائية أو الإعدادية؟ من تلك الغضبة تعلمنا الكثير، وتعلم ذلك الطالب - الذي رغم كل شيء حرص العريض على عدم إعاقة مستقبله – الكثير الكثير.
طوال السنتين اللتين قضيناها في المعهد لم نلحظ باب مكتبه مغلقاً قط، وكان منفتحاً على الجميع، وجاداً مع الجميع وفي كل شيء، وكان مثالاً يحتذى. في السنوات الأخيرة قبل وفاته رحمه الله كنت أحرص على مصافحته في أي فعالية ألتقيه فيها وأعبر له فيها – كما هو حال كل أبناء جيلي – عن احترامي الشديد لشخصه وتقديري له، وكنت أقرأ الفرحة في عينيه، فما يراه هو نتاج جهده وتربيته، وهو بعض مما تعلمناه منه. جليل العريض كان بالفعل كما قالت ابنته لمياء في الحفل «يعامل أبناء الناس كأبنائه، وعرفوه بأنه لم يكن يبتعد عن الكتاب، وعلمهم أن أهل البحرين أهلنا والآخرين أصدقاؤنا»، وهو ما أشهد به، فهذا كله من الأمور التي عشتها في ظله ولم أسمعها عنه.
السنتان اللتان قضاها طلبة المعهد العالي للمعلمين والمعهد العالي للمعلمات ظفروا فيها بما قد لا يظفر به الطلبة في معاهد وجامعات قوام الدراسة فيها أربع سنوات أو أكثر، كان ذلك بسبب شخصية جليل العريض وحرصه على توفير خريجين قادرين على الارتقاء بطلبتهم، وهو ما يؤكده دائماً كل من عمل في سلك التوجيه بوزارة التربية والتعليم حيث يرددون دائماً بأن خريجي ذينك المعهدين هم الأكثر تميزاً وقدرة على العطاء.
هو بالفعل، وكما قالت ابنته في الحفل «الرجل الكبير، المسؤول، الحازم، الواضح، والحريص على أن يعين الآخرين على الوقوف على أرجلهم مستقلين، وأن يكونوا مثالاً للعلم والأخلاق، والذي يعتبر كل أبناء البحرين أبناءه، ويعتبر نفسه مسؤولاً عنهم جميعاً».
كل ما ذكرته ابنته لمياء في كلمتها الجميلة عاشه ولمسه كل من حظي بشرف الانتماء إلى المؤسسات التعليمية التي أسسها العريض وأدارها، وكل ما تعلمته وأشقاؤها من ذلك العالم الجليل تعلمناه وكثيرون معنا منه رحمه الله، فقد كان مدرسة وكان يعتبر مهمته الأساس التحريض على العلم والأخلاق.
في المعهد العالي للمعلمين الذي أسسه وأداره تعلمت وكثيرون من أهل البحرين الكثير منه، كان ذلك في بداية السبعينيات من القرن الماضي، تعلمنا منه كيف ينبغي أن يكون الإنسان جاداً في عمله ومخلصاً لوطنه ونشيطاً ولا يعرف معنى الاستسلام، وتعلمنا كيف ينبغي أن يكون المعلم، وكيف ينبغي أن يكون الإداري. ذات مرة انكشف أمر أحد الطلبة الذي أراد اختصار التعلم بالغش حيث ضبط وهو يقوم بنقل ما دونه في قصاصة صغيرة في ورقة الامتحان فأصدر العريض على الفور قراراً بترسيبه في تلك المادة وقام بالمرور على كل الفصول ليبين للطلبة خطورة ما قام به ذلك الطالب الذي سيتخرج من المعهد معلماً وأبدى دهشته وحزنه من حالة التناقض، إذ كيف يمكن أن يستأمن غشاشاً على الأبناء في الابتدائية أو الإعدادية؟ من تلك الغضبة تعلمنا الكثير، وتعلم ذلك الطالب - الذي رغم كل شيء حرص العريض على عدم إعاقة مستقبله – الكثير الكثير.
طوال السنتين اللتين قضيناها في المعهد لم نلحظ باب مكتبه مغلقاً قط، وكان منفتحاً على الجميع، وجاداً مع الجميع وفي كل شيء، وكان مثالاً يحتذى. في السنوات الأخيرة قبل وفاته رحمه الله كنت أحرص على مصافحته في أي فعالية ألتقيه فيها وأعبر له فيها – كما هو حال كل أبناء جيلي – عن احترامي الشديد لشخصه وتقديري له، وكنت أقرأ الفرحة في عينيه، فما يراه هو نتاج جهده وتربيته، وهو بعض مما تعلمناه منه. جليل العريض كان بالفعل كما قالت ابنته لمياء في الحفل «يعامل أبناء الناس كأبنائه، وعرفوه بأنه لم يكن يبتعد عن الكتاب، وعلمهم أن أهل البحرين أهلنا والآخرين أصدقاؤنا»، وهو ما أشهد به، فهذا كله من الأمور التي عشتها في ظله ولم أسمعها عنه.
السنتان اللتان قضاها طلبة المعهد العالي للمعلمين والمعهد العالي للمعلمات ظفروا فيها بما قد لا يظفر به الطلبة في معاهد وجامعات قوام الدراسة فيها أربع سنوات أو أكثر، كان ذلك بسبب شخصية جليل العريض وحرصه على توفير خريجين قادرين على الارتقاء بطلبتهم، وهو ما يؤكده دائماً كل من عمل في سلك التوجيه بوزارة التربية والتعليم حيث يرددون دائماً بأن خريجي ذينك المعهدين هم الأكثر تميزاً وقدرة على العطاء.
هو بالفعل، وكما قالت ابنته في الحفل «الرجل الكبير، المسؤول، الحازم، الواضح، والحريص على أن يعين الآخرين على الوقوف على أرجلهم مستقلين، وأن يكونوا مثالاً للعلم والأخلاق، والذي يعتبر كل أبناء البحرين أبناءه، ويعتبر نفسه مسؤولاً عنهم جميعاً».
كل ما ذكرته ابنته لمياء في كلمتها الجميلة عاشه ولمسه كل من حظي بشرف الانتماء إلى المؤسسات التعليمية التي أسسها العريض وأدارها، وكل ما تعلمته وأشقاؤها من ذلك العالم الجليل تعلمناه وكثيرون معنا منه رحمه الله، فقد كان مدرسة وكان يعتبر مهمته الأساس التحريض على العلم والأخلاق.