الأم مدرسة إن أعددتها
أعددت شعباً طيب الأعراق
هذا بيت من قصيدة «الأم» للشاعر المصري الكبير حافظ إبراهيم في بدايات القرن العشرين، يبين الأهمية الكبرى في تعليم وتدريب وتطوير وتنمية مهارات الأم، كونها المحور الأساسي والرئيس لتربية ونمو أبناء صالحين ومبدعين. ولكن شاعرنا الكبير لم يشهد على زمن أصبحت الأم فيه منهجاً متنقلاً، وغدت مدرسة رائدة وباتت جامعة متميزة، لكان بالفعل غير نظرته وطلب لها رحلة استجمام في إحدى الجزر الكاريبية.
منذ فترة وفي إحدى الدول التي لا تبعد عنا كثيراً، تم الإعلان عن شاغر في إحدى المدارس للمرحلة الإعدادية، ومن شروط المتأهلين أن يكون المتقدم حاملاً لشهادة تخصص في نفس المادة بالإضافة إلى شهادة تجيز له ممارسة التعليم مرفقة مع سنوات خبرة لا تقل عن 3 سنوات ويزيد.
لذا فمن غير المستغرب من وجهة نظر أي قارئ أن يتم رفض الطلب لمن لا يحقق الشروط أو من لا يملك واسطة نافذة تمكنه الوصول.
إلا أن سيدة لا تملك أي شرط من الشروط الموضوعة استنكرت رفض طلبها ورفعت شكوى للجهات المعنية ومع هذا أصرت على مواجهة المدير المسؤول في المدرسة الذي تنازل ومنحها قليلاً من وقته ليقم بعدها بالاتصال مباشرة بمسؤول التوظيف في المدرسة ويقوم بتعيين السيدة في الوقت والحال.
تأكدوا أن السيدة لم تقم بسحر للمدير المسؤول، ولم تقدم له توصية من وزير أو من نائب يخاف على مقعده فيوزع خدماته مع قرب الانتخابات. وإنما وضعت أمامه شهادات أبنائها مبرهنة أن كل الدرجات المتميزة وسرّ أسمائهم على كل لسان في المدرسة بسبب تعليمها هي وحدها وعدم الاستعانة بمدرس أو معلمة خصوصية. فأصبح بينها وبين الكتب توأمة لسبب أنها أعادت منهج المرحلة الإعدادية ثلاث مرات شرحاً مراراً وتكراراً. كيف لا وهي لديها ثلاث أبناء قد عدوا هذه المرحلة بتفوق لا مثيل له. وتعرف تماماً ما هي الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطلبة، وما هي التغيرات الفسيولوجية التي يتعرضون لها وكيفية تخطيها بسلام، وهي تدرك البرامج والفعاليات اللاصفية التي تضفي عليهم البهجة والسرور. والآن أليس هذا يعتبر دليلاً كافياً كي تحصل على المهنة المطروحة للعمل بها؟!
حقيقة، في الوقت الذي أنظر إلى هذا العمل البطولي للأم إلا أنه يؤسفني الإشارة إلى أن بعض المعلمات في وقتنا الحالي أصبحن يستغلن تعليم ووعي ومعرفة الوالدين وأن عصر الأمية قد ولى وانتهى، فيتقاعسن عن بذل جهودهن في الشرح الكافي ويعتمدن على الأهل في المنزل في تعليم الأبناء.
ما هو السبيل لإقناع المدرسين والمدرسات في يومنا هذا أن الأم وإن كانت مهنتها الأساسية معلمة فهذا لا يعني أبداً أن تمتهن مهنتها أيضاً مساءً في البيت. فكل يجب أن يقوم بعمله على أكمل وجه لا أن يعتمد طرف على طرف. فالأهل دورهم التوجيه، والتربية والإرشاد، والمساندة والكلمة الطيبة ونشر المحبة وإنما لا يجوز أن يصبحوا معلمين بالمجان مع توتر وقلق وهم واضطراب في المساء. ورحم الله زمناً قيل فيه:
قم للمعلم وفّه التبجيلَ
كاد المعلم أن يكون رسولا
أعددت شعباً طيب الأعراق
هذا بيت من قصيدة «الأم» للشاعر المصري الكبير حافظ إبراهيم في بدايات القرن العشرين، يبين الأهمية الكبرى في تعليم وتدريب وتطوير وتنمية مهارات الأم، كونها المحور الأساسي والرئيس لتربية ونمو أبناء صالحين ومبدعين. ولكن شاعرنا الكبير لم يشهد على زمن أصبحت الأم فيه منهجاً متنقلاً، وغدت مدرسة رائدة وباتت جامعة متميزة، لكان بالفعل غير نظرته وطلب لها رحلة استجمام في إحدى الجزر الكاريبية.
منذ فترة وفي إحدى الدول التي لا تبعد عنا كثيراً، تم الإعلان عن شاغر في إحدى المدارس للمرحلة الإعدادية، ومن شروط المتأهلين أن يكون المتقدم حاملاً لشهادة تخصص في نفس المادة بالإضافة إلى شهادة تجيز له ممارسة التعليم مرفقة مع سنوات خبرة لا تقل عن 3 سنوات ويزيد.
لذا فمن غير المستغرب من وجهة نظر أي قارئ أن يتم رفض الطلب لمن لا يحقق الشروط أو من لا يملك واسطة نافذة تمكنه الوصول.
إلا أن سيدة لا تملك أي شرط من الشروط الموضوعة استنكرت رفض طلبها ورفعت شكوى للجهات المعنية ومع هذا أصرت على مواجهة المدير المسؤول في المدرسة الذي تنازل ومنحها قليلاً من وقته ليقم بعدها بالاتصال مباشرة بمسؤول التوظيف في المدرسة ويقوم بتعيين السيدة في الوقت والحال.
تأكدوا أن السيدة لم تقم بسحر للمدير المسؤول، ولم تقدم له توصية من وزير أو من نائب يخاف على مقعده فيوزع خدماته مع قرب الانتخابات. وإنما وضعت أمامه شهادات أبنائها مبرهنة أن كل الدرجات المتميزة وسرّ أسمائهم على كل لسان في المدرسة بسبب تعليمها هي وحدها وعدم الاستعانة بمدرس أو معلمة خصوصية. فأصبح بينها وبين الكتب توأمة لسبب أنها أعادت منهج المرحلة الإعدادية ثلاث مرات شرحاً مراراً وتكراراً. كيف لا وهي لديها ثلاث أبناء قد عدوا هذه المرحلة بتفوق لا مثيل له. وتعرف تماماً ما هي الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الطلبة، وما هي التغيرات الفسيولوجية التي يتعرضون لها وكيفية تخطيها بسلام، وهي تدرك البرامج والفعاليات اللاصفية التي تضفي عليهم البهجة والسرور. والآن أليس هذا يعتبر دليلاً كافياً كي تحصل على المهنة المطروحة للعمل بها؟!
حقيقة، في الوقت الذي أنظر إلى هذا العمل البطولي للأم إلا أنه يؤسفني الإشارة إلى أن بعض المعلمات في وقتنا الحالي أصبحن يستغلن تعليم ووعي ومعرفة الوالدين وأن عصر الأمية قد ولى وانتهى، فيتقاعسن عن بذل جهودهن في الشرح الكافي ويعتمدن على الأهل في المنزل في تعليم الأبناء.
ما هو السبيل لإقناع المدرسين والمدرسات في يومنا هذا أن الأم وإن كانت مهنتها الأساسية معلمة فهذا لا يعني أبداً أن تمتهن مهنتها أيضاً مساءً في البيت. فكل يجب أن يقوم بعمله على أكمل وجه لا أن يعتمد طرف على طرف. فالأهل دورهم التوجيه، والتربية والإرشاد، والمساندة والكلمة الطيبة ونشر المحبة وإنما لا يجوز أن يصبحوا معلمين بالمجان مع توتر وقلق وهم واضطراب في المساء. ورحم الله زمناً قيل فيه:
قم للمعلم وفّه التبجيلَ
كاد المعلم أن يكون رسولا