تعتبر الفنون من الأدوات القوية والمؤثرة لنقل الأفكار والمشاعر، لكنها ومع التطور السريع الذي يشهده العالم فقد تحولت، خصوصاً المسرح والسينما، من أبرز مظاهر القوة الناعمة التي يمكن للدول استثمارها لتعزيز مكانتها العالمية. إن تأثير المسرح والسينما يتخطى الحدود الجغرافية ليصل إلى قلوب الجمهور حول العالم، مما يجعلهما وسيلتين بارزتين للتواصل والتأثير في الرأي العام العالمي ونقل صورة إيجابية عن الدول.
أسوق هذه المقدمة، ونحن نعيش في البحرين حدثين ثقافيين كبيرين، الأول كان انطلاق النسخة الرابعة من مهرجان البحرين السينمائي تحت شعار 'الاحتفاء بفن صناعة الأفلام لها'، وليس بعيداً عنه حيث كان اليوم التالي موعداً لانطلاق مهرجان البحرين المسرحي الثالث، والذي يحتفي هذا العام بشخصية الفنان الراحل سعد الجزاف.
ولا شك أن تنظيم مثل هذا الفعاليات والمهرجانات الثقافية والفنية يمثل أحد أهم عناصر القوى الناعمة التي تنتهجها مملكة البحرين في التعريف بما تمتلكه من مقومات حضارية وفكرية وثقافية، إلى جانب السعي للارتقاء بالحركة الثقافية المحلية وتأهيل كوادر وطنية قادرة على مواصلة مسيرة العمل الثقافي والفني الوطني.
وتأتي أهمية هذه المهرجانات ارتكازاً على ما تمتلكه البحرين من تاريخ عريق في مختلف المجالات الفنية، خصوصاً المسرح، حيث كانت منطلقاً لبناء حركة مسرحية خليجية، إلى جانب مساهمة الفنان البحريني في وضع اللبنات الرئيسية للمسرح في العديد من دول الخليج العربية.
وحسب مدير مهرجان البحرين المسرحي الثالث، الفنان محمد الصفار، فإن المؤتمر سيركز في هذه الدورة على تعزيز استدامة المشاريع الفنية وتشجيع النقد المسرحي، معتبراً أن المسرح جزء لا يتجزأ من النمو الاقتصادي والثقافي للمجتمع، وليس مجرد عرض يتم تقديمه على خشبة المسرح.
أما مهرجان البحرين السينمائي، حسب وزير الإعلام، فيحتفي بالمرأة في مجال السينما ليسلط الضوء على الإبداعات المتميزة للمرأة في عالم السينما، ويفتح آفاقاً جديدة أمام المبدعات في هذا المجال الحيوي للمساهمة في تقديم معالجات سينمائية عميقة تعكس قضايا المجتمع وتطلعاته، مع المحافظة على هويته الثقافية وقيمه الراسخة.
ولا شك أن السينما والمسرح أثبتا دورهما في تعزيز الدبلوماسية الثقافية بين الدول، حيث تمثل الأعمال الفنية أدوات حوار ووسائل تفاهم فعّالة. كما تظهر ثقافة الدول، ويتيح فرصة التواصل مع الجمهور العالمي بشكل مباشر. ومن هنا، يصبح للفن دور فاعل في التقريب بين الشعوب وتحقيق تفاهمات ثقافية على المستوى الإنساني، بما يعزز من العلاقات الدولية.
إضاءة..
أحدهم قال لي: لماذا لم يتم التنسيق بين إدارة المهرجانات، السينما والمسرح، لإتاحة الفرصة للجمهور المحلي والعالمي للتعرف أكثر على ثقافتنا الوطنية، عبر تنظيم مواعيد المهرجانات، أو على الأقل تنظيم مواعيد العروض..
ومني أوجهه للمعنيين؟