تحت رعاية سموّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء الموقّر؛ اختتم منتدى بوّابة الخليج 2024 فعاليّاته الاثنين الماضي بنسخته الثانية، في حدثٍ جسّد الطموح البحرينيّ نحو ترسيخ مكانتها الاقتصاديّة وجذب استثمارات نوعيّة تدعم رؤيتها الاقتصاديّة 2030، حيث سلّط المنتدى، الّذي استمرّ على مدار يومين كاملين، الضوء على عدّة مواضيع شملت التحدّيات والاتّجاهات الاقتصاديّة العالميّة، وكيفيّة الاستثمار في الاقتصاد المستدام، وآثار الذكاء الاصطناعيّ على التحوّلات الاقتصاديّة الّتي تشهدها الأسواق العالميّة، وتهيئة وإعداد القوى العاملة للمتطلّبات والتوقّعات المستقبليّة إلى جانب تشكيل مستقبل التصنيع في دول مجلس التعاون الخليجيّ.

حقّق المنتدى، الّذي نظّمه مجلس التنمية الاقتصاديّة، نجاحاً ملحوظاً تُرجِم إلى إعلانات وصفقات تجاوزت قيمتها 12 مليار دولار، كما استقطب حضوراً لافتاً شمل 250 مشاركاً، من بينهم وزراء ومسؤولون حكوميّون وقادة أعمال عالميّون، جاؤوا لاكتشاف الفرص الاستثماريّة في مملكة البحرين ودول الخليج بشكل عام.

يعكس هذا الحضور الرفيع؛ الثقة المتزايدة الّتي تحظى بها مملكة البحرين كمحور اقتصاديّ إقليميّ. ويؤكّد أنّها، بتوجّهاتها المستدامة، باتت أرضاً خصبة للابتكار والنموّ، خاصّةً في القطاعات غير النفطيّة الّتي تسعى المملكة إلى تعزيزها كبديل استراتيجيّ؛ مواكبةً للمتغيّرات الاقتصاديّة العالميّة.

هذا التوجّه لم يكن صُدفة؛ بل هو نتاج دعم من قيادة حكيمة تتبنّى الابتكار والتنويع وفق رؤية اقتصاديّة متعمّقة يقودها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه اللّه ورعاه، ومتابعة صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه اللّه، لتحويل التحدّيات إلى فرص واعدة والمملكة إلى وجهة اقتصاديّة رائدة، بما يسهم في زيادة وتيرة الاستثمارات الّتي تعود على الوطن والمواطن بالخير والنماء.

كذلك كان المنتدى بمثابة منصّة تفاعليّة استراتيجيّة لتعزيز الشراكات الإقليميّة والدوليّة، حيث أسفر الحدث عن توقيع 32 إعلاناً وصفقة شملت قطاعات حيويّة كالتصنيع، التمويل، التحوّل الرقميّ، والسياحة. هذه المجالات، الّتي تُعدّ من القطاعات ذات القيمة العالية، تعكس طموحات البحرين، وتَقدُّمَها في مجالات رئيسيّة للابتكار والنموّ.

كما تمكّن الحاضرون من تبادل الأفكار والرؤى حول استراتيجيّات الاستثمار والتجارة العالميّة، مستفيدين من ديناميكيّة السوق البحرينيّة الّتي تجمع بين الانفتاح الاقتصاديّ والاستقرار.

وبينما تتطلّع البحرين إلى تعزيز علاقاتها التجاريّة مع دول كبرى كالصين والولايات المتّحدة، فإنّ المنتدى ساهم في تمهيد الطريق نحو تكامل إقليميّ أعمق، حيث تسعى دول الخليج لخلق نموذج اقتصاديّ مرن قادر على مواجهة التحدّيات الجيوسياسيّة والتكنولوجيّة.

لم يكن تأثير المنتدى مقتصراً على نتائجه الاقتصاديّة المباشرة، بل إنّه رسم طريقاً نحو تحقيق تنمية مستدامة تمتدّ فوائدها لأجيال قادمة.

من خلال توقيع هذه الصفقات؛ تؤكّد البحرين التزامها بتوفير فرص عمل جديدة وتعزيز المهارات الوطنيّة، ممّا يرسّخ من دورها كمركز للابتكار والتقدّم. كما يعكس نجاح المنتدى قدرة البحرين على قيادة مسيرة التنمية الاقتصاديّة في المنطقة، مستندة إلى بنية تحتيّة متطوّرة وبيئة تنظيميّة مرنة.

يُعدُّ «منتدى بوّابة الخليج 2024» خطوة نحو بناء مستقبل اقتصاديّ مشرق يربط مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربيّة بالعالم أجمع؛ بهدف بناء شراكات قويّة ومستدامة بين القيادات الاقتصاديّة وصنّاع القرار.

من خلال هذا المنتدى أثبتت مملكة البحرين أنّها لاتزال بوّابة للابتكار والتجديد؛ تتجاوز حدودها الجغرافيّة لتصل إلى آفاق بعيدة من التعاون والتنمية.