البعض، حينما يعجبه شيئاً إيجابياً يكون تأثره بذلك لحظياً، وحينما يعجب ببعض المضامين ينتهي تأثره أو إعجابه بمرور دقائق أو ساعات، بل قد ينسى أنه أعجب بشيء أصلاً!نعم هذا يحصل للبعض، وكأنه يمتلك «ذاكرة السمكة». والسؤال: لماذا؟!لو حللنا هذه النفسيات، سنجد أنها نوعية من البشر لا تؤمن بتقبل الأمور الجديدة، بل ترى ذاك ضعفاً، وأنك حتى يعتبرك المجتمع شخصاً متمكناً، أو حتى في نظرتك لنفسك كشخصية قوية مستقلة، لابد ألا تتغير، حتى إن كان التغيير للأفضل، ولابد ألا تقر بأنك تتعلم، أي أنك في حاجة لمزيد من العلم.لم يخلق الإنسان عالماً، ولا مبدعاً، ولا خارقاً للعادة، التغيير المبني على العلم الإيجابي، التغيير المبني على التجارب، والتغيير المبني على الاستفادة من خبرات الغير واستكشافاتهم، كلها عوامل تصقل الإنسان وتغير تركيبته الذهنية.أنت كإنسان أمامك طريقان لا ثالث لهما، الأول والأهم هو إن وجدت لديك الرغبة في التغيير وتطوير الذات والبحث عن الأفضل لتصحيح الأخطاء والزلات وإبدالها بإيجابيات.والثاني أن تكون سلبياً، ذا تركيبة غيرة قابلة للتغير، وغير قابلة للتأثر. وهنا أنت تحكم على نفسك بأن توقف الزمن وتغلقه على نفسك وكأنك في كبسولة، فلا تطور للذات يحصل، ولا تنام للخبرات يسجل، وهنا تصبح للمجتمع مجرد رقم، وتصبح بالنسبة لنفسك مجرد كائن بشري يتنفس ويأكل وينام وينتظر ساعة نهاية رحلته في الدنيا.في المقابل هناك أناس شغفهم هو «نقل الخبرة»، و«نشر المعلومات المفيدة»، و«مساعدة الناس»، وهنا لست أتحدث عن «المنظرين» الذين يحسسونك بأنك بدونهم إنسان ضائع تائه لا تعرف كيف تعيش حياتك، بل أتحدث عن أولئك الذين يكونون «منارة علمية» حقيقية، هدفهم مساعدة البشر بنوايا صادقة، لا سعياً لمسميات أو مواقع أو شهرة تستقطب التطبيق.تظل أنت في الحياة كمن يدخل محلاً تجارياً ضخماً يضم ملايين البضائع، أنت صاحب القرار فيما تختار، أنت من تقرر امتلاك هذه السلعة أو تلك، أنت من ستبحث عن ضالتك، ولربما في بحثك المحدد تجد أموراً أخرى تستحق الاقتناء، وقد تغنيك عن الأمر الأول الذي تبحث عنه، وعليه في النهاية ستنتهي بعدة أمور في سلتك، لكن عليك أن تستوعب بأنك أنت من سيدفع الفاتورة في النهاية، فإما ستدفعها نظير أمور تفيدك في حياتك، أو تدفعها نظير أمور زائدة عن حاجتك، أو تكون مضرة لك.تذكروا، الإنسان الذكي والناجح هو الذي يعرف تماماً كيف يستفيد من العطايا المتعددة الموجودة في هذه الدنيا، هو الذي يعرف كيف يقيم «النعم» باختلافها، ويحدد ما يفيده وما يضره، بالتالي لا تكن كمن يصفق فقط للشيء الذي يراه فيعجبه لثوان وبعدها ينتهي الأثر، بل على العكس، خذ المفيد واترك عنك ما لا يفيد، تعش في دنياك منتجاً وراضياً وسعيداً.