شهدت مملكة البحرين خلال الأسبوعين الماضيين سلسلة من الفعاليات والأنشطة المتميزة التي استقطبت جمهوراً واسعاً من مختلف الفئات والجنسيات، وحققت نجاحاً لافتاً فاق جميع التوقعات. تنوعت هذه الفعاليات بين المعارض والبطولات والأنشطة الترفيهية، مما جعل المملكة مركزاً للحيوية والنشاط، وساهم في تعزيز صورتها كوجهة سياحية وثقافية مميزة.

ومن أبرز الفعاليات التي شهدتها المملكة مؤخراً معرض البحرين الدولي للطيران 2024، الذي جمع بين التكنولوجيا والابتكار في مجال عالم الطيران، وشهد حضوراً عالمياً كبيراً لعمالقة هذا المجال، ومعرض سيتي سكيب البحرين 2024، الذي أبرز إمكانيات المملكة في مجال التطوير العقاري والاستثمار. كما أضاف معرض الجواهر العربية 2024 لمسة من الفخامة والرقي بمشاركته نخبة من المصممين المحليين والعالميين في مجال المجوهرات، بينما استقطب معرض العطور العربية 2024 عشاق الروائح الشرقية والغربية من مختلف الجنسيات.

وفي الجانب الرياضي، تألقت البحرين بتنظيم بطولة الشرق الأوسط للرجل الحديدي 70.3 التي جمعت رياضيين محترفين وهواة من جميع أنحاء العالم، إلى جانب بطولة العالم للباراتايكوندو - بومسيه 2024 التي أظهرت التزام البحرين برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة. وعلى صعيد الزراعة والحيوانات، برز معرض البحرين الدولي للإنتاج الزراعي والحيواني «مراعي» كمنصة لدعم الابتكار والاستدامة في القطاع الزراعي. أما في الجانب الترفيهي، فقد كان لـ»ذا ونتر ماركت» دور بارز في إضفاء أجواء شتوية مبهجة، واستقطب العائلات والأفراد بفعالياته المتنوعة.

ما يميز هذه الفعاليات هو شموليتها الجماهيرية، حيث نجحت في توفير أنشطة وفعاليات متنوعة تناسب جميع الأعمار والفئات في المجتمع البحريني ومن خارجه. حضور العائلات والشباب وكبار السن وحتى الزوار الأجانب يعكس مدى تنوع هذه الفعاليات وقدرتها على استقطاب الجميع، مما يرسخ البحرين كوجهة مثالية لمثل هذه الأنشطة.

ما يثير الإعجاب ليس فقط تنوع الفعاليات، بل أيضاً مستوى التنظيم العالي الذي جعل كل حدث تجربة مميزة للحاضرين. ورغم اعتقاد البعض بأن ازدحام جدول الفعاليات قد يؤثر سلباً على الإقبال أو يسبب تحديات لوجستية، أثبتت السواعد البحرينية المخلصة أن هذه المخاوف لا أساس لها. بفضل التنسيق المتقن بين مختلف مؤسسات الدولة، والذي يتجسد في اسم «فريق البحرين»، تحقق هذا النجاح الباهر. قطاعات السياحة والمعارض والبلديات والمواصلات والداخلية والإعلام والإسكان والتجارة، كلها عملت بتناغم وانسجام لضمان أن تكون كل فعالية على أعلى مستوى من التنظيم والجودة.

ولا يمكننا إلا أن نشيد بدور قائد هذه المهمة الكبيرة، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، الذي قاد هذه الجهود بحكمة ورؤية استراتيجية واضحة. توجيهاته السديدة ودعمه المتواصل كانا العامل الرئيسي في تحقيق هذا الإنجاز النوعي.

هذا النجاح لا ينبغي أن يكون مجرد إنجاز وقتي، بل يجب أن يكون حافزاً لمزيد من العمل والتطوير. نطمح لأن تستمر مثل هذه الفعاليات والمعارض على مدار العام، حيث أثبتت قدرتها على تحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز مكانة البحرين عالمياً. نجاح كهذا يجب أن يستمر ويتطور ليصبح جزءاً دائماً من هوية المملكة وإرثها الحضاري. ختاماً، نجاح هذه الفعاليات هو تأكيد جديد على أن مملكة البحرين تمتلك الإمكانيات والكفاءات التي تجعلها قادرة على التميز في أي مجال تخوضه. التنظيم الرائع والحضور الكبير الذي شاهدناه يؤكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات، وبناء مستقبل أكثر إشراقاً وحيوية تحت قيادة حكيمة ورؤية واضحة.