احتفلت مملكة البحرين بيوم المرأة البحرينية، وهي مناسبة وطنية مميزة تعكس التقدير الكبير لدور المرأة البحرينية في بناء المجتمع ونهضة الوطن.

هذا اليوم ليس مجرد احتفال بالإنجازات في المناصب القيادية أو الوظائف العليا، بل هو أيضاً فرصة لتسليط الضوء على المرأة البحرينية في كل مستويات العطاء، سواء داخل المنزل أو خارجه.

المرأة البحرينية ليست فقط تلك التي تتقلد المناصب القيادية أو تشارك في سوق العمل، بل هي أيضاً الأم التي تجلس في بيتها وتضحي بأحلامها لتنشئة أجيال تقود مستقبل البحرين.

هي التي تغرس في أبنائها حب التعلم، وتعلمهم القيم، وتعدّهم ليصبحوا جزءاً من عجلة التنمية في الوطن. هذه المرأة، بصمتها وتضحياتها اليومية، هي الأساس الذي يُبنى عليه المجتمع.

المجلس الأعلى للمرأة، برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، هو الداعم الأكبر للمرأة البحرينية، واحتفالات المجلس شهدت هذا العام رسائل قوية تُبرز أهمية تمكين المرأة وتعزيز مكانتها.

المجلس، بشعاره ورؤيته، أصبح محفوراً في أذهان النساء البحرينيات، ملهماً لهن للسعي نحو التميّز والإبداع. كان ولايزال المحرك الأساسي الذي يساهم في تعليم المرأة، وتمكينها، وتقدمها ودفعها لتشارك بفعالية في بناء مجتمعها.

على المستوى الشخصي، فإن هذا اليوم يحمل قيمة خاصة جداً بالنسبة لي. ففي الأول من ديسمبر 1992، التحقت بصحيفة الجلف ديلي نيوز، وبدأت رحلتي في عالم الصحافة.

كان ذلك اليوم بمثابة نقطة تحول في حياتي، حيث اخترت مهنة السلطة الرابعة، مهنة الكلمة الصادقة والمسؤولية الكبيرة. طوال مسيرتي الصحفية، عملت إلى جانب زميلات وزملاء يشتركون معي في الهدف النبيل لخدمة هذا الوطن من خلال الكلمة التي تبني وتعزّز القيم الوطنية.

ولكن بينما نحتفي بالمرأة البحرينية في المناصب القيادية والوظيفية، أجد من الضروري تسليط الضوء على السيدات اللاتي لا نذكرهن دائماً بالشكر والتقدير، ومع ذلك، هن أساس المجتمع.

المرأة التي تضحي بوقتها وأحلامها لتربية أجيال المستقبل، التي تعود من عملها لتبدأ جولة أخرى من المسؤوليات مع أطفالها، التي تغرس فيهم حب التعلم، وتعدّهم للمستقبل، تستحق منا كل الشكر والتقدير.

من أجمل ما رأيته في البحرين ، المبادرات التي تُكرّم المرأة، حتى بأبسط اللفتات، مثل إهداء وردة أو كلمة احترام.

لكن ما أتمناه حقاً هو تقدير أعمق وأوسع لهذه الفئة من النساء. أعتقد أن مؤسسات المجتمع المدني لديها دور مهم في تسليط الضوء على هذه المرأة التي تعمل بصمت داخل منزلها، والتي أفنت حياتها لتنشئة أبنائها وبناتها.

تحية لكل امرأة بحرينية تعلمت وقرأت وشاركت وساهمت في بناء هذا الوطن. تحية لكل امرأة احتضنت أولادها، علمتهم، وغرست فيهم حب القراءة والتعلم، وشجعتهم على المشاركة الفعّالة في بناء مستقبلهم. أنتنّ النبراس الذي يُنير درب البحرين، وأنتنّ من يستحق كل التقدير اليوم وكل يوم.