بكلّ فخر واعتزاز، تحتفي مملكة البحرين بأعيادها الوطنيّة، التي تجسّد ذكرى قيام الدولة البحرينيّة الحديثة في عهد المؤسّس أحمد الفاتح كدولة عربيّة مسلمة عام 1783، وتعيد إلى الأذهان القيم والهويّة الراسخة الّتي بُنيت عليها الدولة عبر قرون طويلة من العطاء والاستقرار؛ لتستمرّ تنير طريق النهضة والتقدّم حتّى عصرنا هذا. كما تواكب هذه المناسبة العزيزة احتفال المملكة بذكرى تولّي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم، حفظه اللّه ورعاه، مقاليد الحكم، حيث نستلهم من قيادة جلالته الحكيمة دروساً في التحدّي والإصرار على تحقيق الإنجازات والتميّز في مختلف المجالات.
تشكّل الأعياد الوطنيّة فرصة لتعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة وأساساً متيناً لتماسك المجتمع. ففي ظلّ التحدّيات العالميّة والإقليميّة؛ استطاعت البحرين أن تتجاوز العديد من الصعاب من خلال تعزيز القيم الوطنيّة الراسخة، والتي تمثّل جوهر الهويّة البحرينيّة الجامعة لأبناء الوطن في مواجهة التحدّيات الداخليّة والخارجيّة. فالتاريخ أثبت مراراً أنّ البحرين، بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المعظم، والتفاف أبناء الوطن المخلصين حول القيادة الرشيدة، تمكّنت من تحويل الأزمات إلى فرص، والمضيّ قُدماً لتحقيق التطلّعات التنمويّة الّتي وضعها جلالة الملك المعظم، أيّده اللّه، بما يضمن مستقبلاً مزدهراً ومشرقاً لمملكتنا الغالية والأجيال القادمة.
في العقدين الماضيين، شهدت مملكة البحرين تطوّرات نوعيّة في مختلف المجالات. فعلى الصعيد الاقتصاديّ، رسّخت المملكة مكانتها كمركز ماليّ واستثماريّ في المنطقة بفضل السياسات الاقتصاديّة الحكيمة، حيث تمّ تعزيز البنية التحتيّة للاقتصاد واستقطاب الاستثمارات الأجنبيّة. أمّا في مجال التعليم، فقد أولت المملكة اهتماماً خاصّاً بإعداد أجيال تمتلك مهارات تنافسيّة من خلال دعم البحث العلميّ واعتماد أحدث التقنيّات التعليميّة.
كما أظهرت مملكة البحرين قدرة فائقة على تعزيز مكانتها كدولة رائدة في المنطقة والعالم. من خلال استضافتها فعاليات كان آخرها "حوار المنامة"؛ لتؤكّد التزامها بدور رياديّ في تعزيز السلام والاستقرار العالميّين. كما أنّ رؤية البحرين الاقتصادية 2030، وتوجهات الحكومة برئاسة صاحب السموّ الملكيّ الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وتضافر جهود "فريق البحرين"، وضعت خارطة طريق نحو مستقبل أكثر إشراقاً، ترتكز على الابتكار والتنمية المستدامة.
وفي ظلّ التحوّلات العالميّة، تمكّنت المملكة من تحقيق مراكز متقدمة عالمياً في العديد من المؤشرات التنموية، مثل تقرير التنافسيّة العالميّة لعام 2024. كما واصلت مساعيها في الابتكار الحكومي، كتحديث الخدمات الحكوميّة ورقمنتها، والذي شمل تحسين مئات الخدمات؛ مما يعكس قدرة البحرين على التكيّف مع تحدّيات العصر الرقميّ، ويجعلها نموذجاً يحتذى به في التحوّل الرقميّ على المستوى الإقليميّ.
ومن الإنجازات البارزة الأخرى، نجاحات رياضيّة عالميّة مثل تحقيق مراكز متقدّمة في بطولات كبرى؛ كان آخرها فوز فريق ماكلارين منذ أيّام ببطولة العالم للفورمولا1 للصانعين لأوّل مرّة منذ 26 عاماً، وبالمركز الأوّل في جائزة الاتّحاد للطيران الكبرى للفورمولا1 ضمن بطولة العالم لسباق الفورمولا. هذه النجاحات لم تكن لتتحقّق لولا الدعم اللامحدود من حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم، والرؤى الاستراتيجيّة لصاحب السموّ الملكيّ وليّ العهد رئيس مجلس الوزراء، لتواصل مملكة البحرين مسيرتها الناجحة نحو التميّز والريادة في كلّ المجالات، وتصبح نموذجاً يُحتذى به في الإدارة الناجحة والاستثمار الأمثل.
وعلى الصعيد الإنسانيّ، تظلّ مملكة البحرين ملتزمة بنشر قيم التعايش والتسامح. جائزة الملك حمد للتعايش السلميّ ومبادرات البحرين لتعزيز الحوار بين الشعوب تعكس رؤية إنسانيّة ملهمة؛ تؤكّد أنّ البحرين نموذج عالميّ يُحتذى به في تعزيز قيم السلام والإنسانيّة.
إنّ أعيادنا الوطنيّة ليست فقط مناسبة للاحتفال، بل هي دعوة متجدّدة لنا جميعاً للعمل بجدّيّة وإخلاص لدعم مسيرة وطن. اليوم، ونحن نستذكر تاريخنا المجيد والنجاحات المتواصلة؛ نؤكّد أنّ البحرين، بقيادتها الحكيمة وشعبها المخلص، قادرة على تجاوز كلّ التحدّيات ومواصلة تحقيق الإنجازات؛ ليبقى اسمها عالياً بين الأمم.
كلّ عام والبحرين، قيادة وحكومة وشعباً، بخير وازدهار، ولتبقى مملكتنا الغالية عنواناً للتميّز، ووطناً شامخاً يحتفي بهويّته وإنجازاته.