يجسد العيد الوطني روح الانتماء والفخر وتلعب الأعياد الوطنية دوراً محورياً في حياة الشعوب، فهي ليست مجرد مناسبات للفرح والاحتفال وحسب، بل هي نافذة أساسية نطل من خلالها على تاريخنا وتراثنا واستشراف مستقبلنا الوطني. وفي البحرين، تتجلى هذه الحقيقة بوضوح في مجموعة متنوعة من الاحتفالات التي تلم شمل المجتمع بروح من الألفة والمحبة، وتسعى لتعزيز الهوية الوطنية.
تحتفل البحرين بأعيادها الوطنية هذه السنة بشكل رائع، رسم خارطة جديدة لمكانة البحرين السياحية في المنطقة، فمن يعيش على هذه الأرض الطيبة، ومن يزور البحرين هذه الأيام، سيرى الاحتفالات في كل مكان، وفي جميع محافظات البلاد، مع ضمان تنوع الفعاليات لتتناسب مع ذائقة جميع مرتاديها..
ولعبت هيئة البحرين للثقافة والآثار مع شركائها دوراً كبيراً من خلال فعالية "ليالي المحرق" لتنظيم فعالية احتفالية تسلط الضوء على التراث البحريني وتقدمه للأجيال الجديدة بأسلوب جذاب، كما عملت على إبراز الهوية الثقافية للمملكة وتعزيزها من خلال سلسلة من المبادرات والبرامج التي تحتفي بالأعياد وتروج لها. فبفضل هذه الجهود، أصبحت الأعياد الوطنية فرصة ليس فقط للاحتفال، ولكن أيضاً للتعلم والتفاعل مع موروثنا الثقافي.
وكلمة شكر يجب أن توجه لسعادة الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار الذي يحرص بشكل شخصي على التواجد اليومي في فعالية ليالي المحرق، ويتجول بين الناس، ويتعرف على آرائهم ومقترحاتهم بشأن الفعاليات الموجودة. ناهيكم عن اهتمام سعادته بإبراز دور "طريق اللؤلؤ" الذي بات مزاراً سياحياً متكاملاً بعد افتتاح العديد من البيوت الأثرية هناك، والتي تنافست كل منها على تقديم جزء من تراث وهوية البحرين العريقة. حتى باتت مقصداً للمسؤولين القادمين للدولة من الخارج، ومكاناً رائعاً لضيوف البحرين من السياح، وكذلك للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة.
مشروع طريق اللؤلؤ، مشروع ثقافي وسياحي رائد، باتت تظهر معالمه إنفاذاً للأمر الملكي السامي لجلالة الملك المعظم إطلاق خطة تطوير المحرق بما يحفظ هويتها التاريخية والثقافية، وكم أتمنى أن تظل هذه البيوت مفتوحة طوال أيام السنة أمام طلبة المدارس، والسياح والمقيمين والمواطنين، وأن تكون هناك فرص استثمارية للأفراد الراغبين في الاستثمار الثقافي في هذه المنطقة بطريقة تتماشى مع استراتيجية تطوير هذه المنطقة الحيوية التي ستكون في القريب العاجل أحد أهم الوجهات الثقافية والسياحية في مملكة البحرين.
رأيي المتواضع
إن الأعياد في البحرين ليست مجرد أوقات للفرح والاحتفال، بل هي مناسبة للتلاحم الثقافي والاجتماعي، وتجسيد لقيمنا وهويتنا. وبفضل جهود هيئة البحرين للثقافة والآثار وباقي مؤسسات الدولة، أصبحت هذه الأعياد أكثر تأثيراً وأهمية. وكل عام والبحرين بخير وأمن وأمان في ظل قيادتنا الرشيدة.